الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ورطة اسرائيل

هيثم بن محمد شطورو

2015 / 10 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


ورطة كبرى لإسرائيل من حيث انفلات سيطرتها على الشعب الفلسطيني، و إسرائيل تقرا ألف حساب للرموز و ما لم يصرحوا به هو انزعاجهم بل ارتعابهم الكبير من حمل الشباب الفلسطيني للعلم الجزائري أي أنهم مستعدون لتـقـديم مليون شهيد، أي أنها معـركة تحرير فلسطين و ليست مجرد هبة مفاجئة. و الأمر الآخر الذي يرعب اسرائيل هو انـقـشاع صورتها كضحية دأبت على تعـزيزها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
لأجل ذلك قال "نتانياهو" رئيس الوزراء الإسرائيلي أمام المؤتمر الصهيوني ان "هتلر" لم يكن ينوي محق اليهود بل طردهم، إلا ان الحاج "أمين الحسيني" مفتي القـدس طلب من هتلر إحراقهم كي لا يلجئوا إلى فلسطين.
و طبعا، فان الأمر لا يتعلق بحـقـائـق تاريخية. و إن كان فعلا قد حدث ما حدث فلماذا نسته إسرائيل لما يزيد عن السبعين سنة؟ و من جهة أخرى هل يبرر موقف الحاج الحسيني ان كان صحيحا جرائم إسرائيل اليوم ضد الفلسطينيـين
انه يريد الضغط على الدول الأوربية التي تـدفع إلى حل الدولتين منذ سنوات. محاولة للضغط على فرنسا التي طالبت بحماية دولية للشعب الفلسطيني من جرائم الاحتلال و من الاستيطان و تهديم بيـوت الفلسطينيـين. يريد الضغط على الموقف الروسي في الأمم المتحدة الذي اعتبر دولة إسرائيل دولة احتلال و بالتالي وجوب التعامل الدولي معها على هذا الأساس و يسري عليها القانون الدولي الذي يلزمها بحماية و رعاية الفلسطينيـين.
و لكن رغم ذلك فالمكر و الذكاء اليهودي قد خانهم هذه المرة فالورقة التي طرحها "نتانياهو" هـزيلة جدا و لم يتوقـف عندها الجميع إلا بموقف السخرية، و بالتالي ستساهم في إنتاج وضعية عكسية ارتدادية نحو قتل فكرة إسرائيل الضحية و الشعب اليهودي المسكين، بل انه بحكم المواطنة الإنسانية لا يمكن أبدا تـقبل كلمة شعب يهودي فالقومية و ليس الدين من يحدد الهوية السياسية للشعوب.
هذا الموقف السياسي الإسرائيلي الهـزيل تـلقى صفعة من المستـشارة الألمانية التي قالت:" لا نرى أي موجب لتغيـير نـظرتـنا إلى التاريخ بخصوص هذه القضية" و هذا التصريح يحمل داخله معاني أخرى و أهمها ان اعتراف المانيا بالهولوكست و تعـويضها المالي إلى اليوم هو موقف اضطراري و ليس تعبيرا عن اقـتـناع حقـيقي، أما المعنى الآخر فان جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيـين واضحة أمام العالم و لا تدفع دولة كالمانية إلى الاضطرار إلى تغيـير نـظرتها للهولوكوست و تحويـلها إلى الفلسطينيـين كمسئولين عنها بدل النازية الألمانية. أي ليس هناك الآن ما يضطر الحكومات الأوربية إلى تبريـر جرائم إسرائيل. المعنى الثالث لتصريحاتها هو الموقف المتواري في العمق و هو كره الأوربـيـين لليهود و لدولة إسرائيل بإضعاف مضاعـفة مما يحمله العـرب و المسلمون.
و لا يقابل رداءة تصريح نتانياهو إلا تصريح صائب عريقات أمين سر اللجنة التـنـفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية و كبير المفاوضين الذي قال: "انه ليوم حزين في التاريخ تبـرئة زعيم الحكومة الإسرائيلية لأشهر مجرم حرب في التاريخ و هو أدولف هتلر من قتل ستة ملايـين يهودي".
كم هو بائس كبير المفاوضين الذي لم يجد بعد من يحمله مسئولية الـفـشل التـفاوضي الفلسطيني. فإذا كان تـزييف نتانياهو للتاريخ مقبولا نوعا ما و ذلك لإنتاج موقف سياسي ضاغط، و إن كان تصريح المستـشارة الألمانية المراوغ يثير الشجن و التـفكير فان موقف صائب عريقات يثير الغثيان و الاشمئزاز من الهزال الكبير. نفاق أخلاقي واضح زيادة على التزيـيف الواضح إضافة إلى الغباء السياسي الأوضح. فعدد يهود العالم اليوم في حدود الثلاثة عشر مليونا فكم عددهم في ثلاثينيات و بداية أربعينات القرن العشرين. إذا كان عدد الضحايا اليهود لما يسمى المحرقة النازية قد بلغ ستة ملايين فمعناه انه قضى على جميع اليهود حينها.
ثم ألا يتابع كبير المفاوضين الفلسطينيـين الحركة المتـنامية في أوربا و أمريكا ضد إسرائيل و المشككة بل المكـذبة بعضها لما سمي بالمحرقة اليهودية. و من جهة أخرى فباسم من يتحدث هذا الكبير؟ أليس باسم الفلسطينيـين؟ أيهم الفلسطينيـين تبرئة هتلر من عـدمها أم تجريم إسرائيل و تحميلها المسئولية أمام العالم عن جرائمها الفـظيعة؟ الم يشاهد صورة الطفل الفلسطيني الذي لا يتجاوز سنه العشر سنوات و هو يبكي بين يدي جنديـين إسرائيليـين حملوه ليعـتـقـلوه؟ أي رداءة و غباء سياسي فـضيع هذا؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يترأس اجتماعا بمشاركة غالانت ومسؤولين آخرين


.. متحدث باسم حماس لـ-سكاي نيوز عربية-: إسرائيل ما زالت ترفض ال




.. بعد فشل الوساطات.. استمرار التصعيد بين حزب الله وإسرائيل| #غ


.. المراكب تصبح وسيلة تنقل السكان في مناطق واسعة بالهند جراء ال




.. الشرطة الهولندية تعتدي على نساء ورجال أثناء دعمهم غزة في لاه