الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صرخة من قلب بغداد

رغد علي

2005 / 10 / 27
الادب والفن


أتمني لو احمل ميكرفونا واقف علي اطلال تمثال ابو جعفر المنصور, وأصرخ باعلي صوتي من قلب بغداد :
الي متي ؟؟؟
هل ساجد من يسمعني أم صمت الأذان, وأغلقت أبواب الرحمة بفتوي شرعية, ونحن في العشر الأواخر من رمضان .!
يا امة الإسلام إلي متى شعبي يذبح يقتل يدمر؟ إلي متى هذا السيل الجارف من الدم؟ , سيل لا يتوقف لا يعرف مداه إلا من يعيش بقلب الحدث ...
إلي متى يتصارع الكبار بينهم ؟ ونحن نذبح , حيث لا قانون ولا دين, لا ضمير ولا رحمة, لا مانع ولا حياء, ولا لغة سوي الدم وحد السيف
فقدنا الإحساس بالعراق , لا شيء أصبح له معني أو قيمة, لان الحياة والموت والدم صارت تحمل نفس المعني , من يري مثلنا ما نراه يوميا ؟؟؟
ما ذنب بنات صغيرات خرجن من بيوتهن ببسمة الصباح, ودعن أمهاتهن وهن ذاهبات للمدرسة , فاذا بهن أشلاء متناثرة , لعل الرأس بمكان والأرجل بمكان ...
ويلي علي الأمهات المنكوبات , ويلي علي قدر كل العراقيين , ويلي علي من ودع أهله فلم يعود , ويلي علي الأيتام والأرامل الشابات , ويلي علي العراق كله, اصرخ بها من فوق التمثال المصاب...
كل يوم يضاف العشرات لقائمة الشهداء , اهناك من يسمع ويشعر؟؟!
إلي متى ؟؟؟
أما سئمتم القتل والموت, حتى ملائكة الموت لو سألتها لقالت تعبنا من العراق..
من يشعر بنا نحن كشعب , شعب العراق الاعزل الذي لا ناقة له في ما يدور ولا جمل , من يضع بالميزان معاناتنا , سئمنا كل الاقاوييل, وكل كلمات المجاملة والتحليل, كلمات لا حس فيها ولا تفعيل , لأننا صرنا نحتضن الموت يوميا كي ننام , لقد بلغ السيل الزبي , لم يبقي لدينا شبابا نقدمه للموت لا يوجد طفل في بيوتنا لا يعرف طعم الخوف , نساء بغداد اغلبهن توشحن بالسواد , وقطع النعي السوداء ضاقت بها الأماكن والشوارع , حتى الموت يا ربي له هنا شكل أخر, لا يعرفه إلا من يراه بعينيه ,
من ياتي لبغداد ما يقول؟ وما الذي يشعر؟ وما الذي يراه ؟؟؟
كل شيء هنا صار ميتا
يتحرك العراقيون إحياء , وهم أموات , فمن عاشر قوما 40 يوما صار منهم , فما بالك بشعب يعاشر الموت منذ أربعين سنة خلت , بل قبل ذلك بكثير, اولا نصبح كلنا صورة لموت متحرك ,ينتظر مفخخة او انفجار كي يعلن عنه..!
والشعب المسكين قالوا له الانتخابات تحل الأمور فهرعوا رجالا ونساء, قالوا له الدستور, قلنا نعم للدستور, رغم كل ما فيه, علي أمل إن نكتسب الحق بالحياة ,الحق أن يكون لنا وطن
أين أنت يامظفر النواب أما قلت :
قضيتنا لنا وطن حتى الطيور يا ربي لها أوطان
أين الوطن يا مظفر ؟؟
أين حقنا بالحياة ؟ , شعبي لا يطلب اكثر
ليخرج كل اللاعبون في العراق الي ملعب يتصارعون بينهم يتقاتلون مع بعضهم لكن بالله عليهم , بعيدا عن شعبنا وأهلنا وناسنا وأصدقائنا وأطفالنا وأحبابنا , وبعيدا عن تمثال ابو جعفر المنصور ايضا !!

ما ذنبنا ونحن منذ فجر التاريخ نذوق الويلات تلو الويلات , لم يعرف الراحة العراق ابدا , دائما يخرج من نهر دم لنهر اكبر منه .
السنا كباقي شعوب الدنيا لنا الحق بالاختيار , ما بالهم لا يحترمون اختياراتنا
نحن لا نريد سوي قليل من الأمان وشيء من الكهرباء واستمرار لتدفق الماء , أهذا كثير علينا ؟لماذا الشعوب الاخري تملك هذا ولا نملكه نحن؟ كل الجهات تتاجر بنا ويرفعون أقوالا ومبادئ ومثل عليا , ونحن لا نريد يا مظفر سوي أن يكون لنا وطن
اين انت يامظفر النواب ؟؟
الليل في بغداد موحش, خصوصا حين يدوي الانفجار وتتقطع سلسلة الأفكار, أشلاء مثل طالبات مدرسة دجلة الابتدائية للبنات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مغني الراب الأمريكي ماكليمور يساند غزة بأغنية -قاعة هند-


.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت




.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً


.. سكرين شوت | إنتاج العربية| الذكاء الاصطناعي يهدد التراث المو




.. في عيد ميلاد عادل إمام الـ 84 فيلم -زهايمر- يعود إلى دور الس