الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في حضرة البيه الزبال

منى يسري

2015 / 10 / 24
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


في حضرة البيه الزبال

انت بتشتغل ايه ياشاطر ؟
انا بشتغل سكرتير في وزارة الخارجيه ياسمو الامير !
انت سكرتير في وزارة الخارجية !
ابن بياع البسبوسة سكرتير خارجيه !
ايوة ياسمو الامير ابن بياع البسبوسة وبفتخر ان عربية البسبوسة دي هي الي ربتني وخلتني التحق بالسلك الدبلوماسي !
احنا ياسمو الامير في عهد مفيش فرق بين المصري واخوه المصري غير العمل والانتاج احنا في عصر انهارت فيه الطبقات ؛ الثورة خلصت المصرية من عبودية الاقطاع !
هكذا جسد العظيم توفيق الحكيم في رائعته (الايدي الناعمة ) حواراً دار بين ابن بائع البسوسة بين سمو الأمير سليل احدى العائلات الارستقراطية التي انهارت في اعقاب ثورة يوليو !
حوار جسده في مشهد درامي رائع الفنان الراحل احمد مظهر ؛ ليتتجسد اسطورة العداله الاجتماعية الذي لم يستطيع المصريين قط ان يعيشوها يوما !
هكذا كانت مصر قبل مايزيد عن ستين عاما ؛ في محاولة من المصريين للقضاء على الدولة الاقطاعية التي كبدت المصريين دماء اللآف من الفلاحين ، واحلال الدولة المدنية بدلا عنها !
هكذا تربى جيلاً بأكمله على هذه المفاهيم التي دعت الى العدالة الاجتماعية التي ظنناها يوما قد تحققت ؛ لنكبر وتتجلى لنا الحقائق يوما تلو الآخر ؛ لم نعش يوما في هذا الوطن أي وجه من أوجه العداله الاجتماعية ، فبعد القضاء على الدولة الاقطاعية نري الدولة البرجوازية تتجلى لنا في أبهى صورها !
لنكبر ونجد ان القاهرة صارت مدينتين لا علاقة لاحدهما بالاخري ؛ وظهور مجتمعات جديدة في مصر تتشبع بقيم دخيله علي قيم مجتمعنا ؛ وهي الاشبة بقيم الاقطاعيين الاوائل قبل ثورة يوليو ، حيث التعليم الاجنبي والاستهلاك المفرط ؛ وقيم ثقافية لم نعدها قبل !
فى ظاهرة جديدة من نوعها على المجتمع المصري والتي ربما صنعت بشكل او باخر شرارة ثورة يناير تزاوج السلطة برأس المال !
هذه الطبقة التي اعدت لنفسها الاماكن الخاصه والمدارس والجامعات الخاصه ؛ ربما اكتنزوا كل موارد الدولة لهم ؛ ولم يعد هناك داعي لوجود أي فقير سوى خدمة هذه الطبقة ؛ وربما لو حصلو على خدم من الخارج مستورديين لأبادوا هؤلاء الفقراء متسخي الملابس الذين يؤذون أعينهم وانوفهم بمناظر وروائح لاتليق بالبهاوات رؤيتها !
في حدث جديد وليس فريد من نوعه ؛ يطل علينا وزير العدل وانا لا أعلم السر في تسمية وزارة بمسى لم يتحقق يوم في هذه الدولة السائرة على درب دول ((الموز)) كما يسمونها ؛ وبتصريح ناري يلقى بسببه هجوما شاسعا من واسائل الاعلام ونشاء ((ابن الزبال لا يمكن يبقى قاضي )) !
وهل يامعالي الوزير الشعب كان في حاجه لمعرفة ان ابن الزبال لايمكن ان يصبح وزيرا ؛ ام ان وقاحة النظام الحالى لا تستطيع حتى ارتداء اقنعة تجميلية امام هذا الشعب كسابقتها من النُظم الشبيهة !
وليطمئن معالي الوزير ان ابن الزبال مش ممكن يبقي قاضي ؛ لان الزبال يامعالي الوزير ربما لا يجد في جيوبه مايسد به رمق ابناءه ؛ والبركة في العدل يامعالي وزير العدل !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ?? حكومة اخنوش: فشل سياسة التشغيل وتراجع القدرة الشرائية ونق


.. ?? حكومة اخنوش: إخفاقات التغطية الاجتماعية والدعم المباشر وس




.. لليوم الثامن على التوالي.. غضب المتظاهرين الألبان يشتعل أمام


.. كلمة الأمين العام




.. الرسالة المفتوحة رقم 02 من المكتب السياسي لحزب التقدم والاشت