الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاريخ ستالين حلقة الثانية

بلنك ميتاني

2015 / 10 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


في عام 1903 انتسب جوزيف ستالين الى حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي وبقي في روسيا لتنظيم نضال عمال الصناعة ضد القيصرية، في حين غادر غالبية قادة الحزب الى المنفى. في 10 ابريل من عام 1092 جرى اعتقال ستالين بعد ان قام بتنظيم اضراب في احد معامل باتومي. بعد 18 شهر في السجن جرى نفيه الى سيبيريا، ولكن بعد شهر واحد تمكن من الهرب للمرة الاولى وعاد الى تبليسي ومن ثم الى باطومي ( من اعمال جورجيا)، وهناك تعرف على ( كامنيف)..
غير ان سكرتير لجنة باطومي للحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي العمالي راميشفلي صار يشك بعلاقة لستالين بجهاز الشرطة السرية القيصرية، مما أجبر ستالين الى العودة الى تبليسي. من أجل رفع الشبهة عن نفسه أرسل ستالين رسالة الى تسخاكايا عضو قيادة الاتحاد القفقازي للاشتراكيين الديمقراطيين الروس الذي طلب رأي ستالين ببرنامج المؤتمر الثاني لتجربته. كان رد ستالين مقال " كيف يمكن فهم السؤال القومي لدى الاشتراكيين الديمقراطيين" وهو مقال اعجب تسخاكايا. فيما بعد، عام 1931، لم ينسى ستالين راميشفلي، إذ جرى اعتقاله بتهمة الانتماء الى منظمات معادية للسوفييت وحكم عليه بالنفي الى اسيا الوسطى لثلاث سنوات. لاحقا أعيد له الاعتبار.


في المؤتمر الثاني لحزب العمال الاشتراكي الديمقراطي عام 1903 نشأ خلاف فكري بين قائدين كبيرين من قادة الحزب: لينين ويوليوس مارتوف (Julius Martov). كان لينين يدعو الى بناء حزب صغير من الثوريين المحترفين يحيط به جماهير واسعة من الاتباع والمؤيدين في حين ان مارتوف كان يدعو الى حزب كبير من النشطاء.

كان يوليوس ماراتوف يستند الى تجربة الاحزاب الاشتراكية في اوروبا، مثل حزب العمال البريطاني، لدعم حجته في حين اشار لينين الى ان ظروف روسيا مختلفة، إذ ان تشكيل حزب اشتراكي كان محظورا. في نهاية النقاش طرح الاقتراح الى التصويت لتأتي نتيجة التصويت 28-23 لصالح إقتراح مارتوف. غير انه لاسباب اخرى، غادرت بعض الوفود قاعة المؤتمر، مما أدى الى حصول لينين على أكثرية في وهو السبب الذي ادى الى ان مجموعته تصبح معروفة بالبلاشفة ( الاكثرية) في حين ان الذي بقي مع ماراتوف اطلق عليهم المناشفة ( الاقلية). وفي السنوات التالية ظهر بوضوح ان تنظيمات " المناشفة" كانت هي الاقوى شعبيا وفازت في الدوما البرجوازي على البلاشفة عام 1905 ، وحتى في السوفيتات، غير ان البلاشفة، ردوا على ذلك، بسحقهم جسديا.

ستالين وقف الى جانب البلاشفة إضافة الى قادة اخرين مثل فيليكس دزرجينسكي و ناديجدا كوربسكايا في حين ان قادة مثل ليون تروتسكي، جورج بليخانوف وقفوا الى جانب ماراتوف.

في عام 1904 هرب ستالين من سيبيريا، ليعود الى قيادة المظاهرات في تبليسي. كان لينين مُعجب بنجاحات ستالين في جورجيا فدعاه الى لقاء عام 1905. بعد اللقاء انتقل للعمل الحزبي في روسيا، وفي عام 1906 اصبح مندوب المؤتمر الرابع للحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي، وفي عام 1907 كان مندوب في المؤتمر الخامس. وعلى مدى السنوات الثمانية التالية أُعتُقِلَ خمسة مرات وفي كل مرة كان يتمكن من الهرب سريعا.

في عام 1911 انتقل الى مدينة سانت بطرسبورغ ليصبح محررا في جريدة برافدا. كانت الظروف السياسية مضطربة للغاية والعائلة المالكة واقعة تحت ضغط سياسي شديد. . في عام 1913 جرى اعتقاله مجددا وحكم عليه بالسجن المؤبد وأرسل الى شمال سيبيريا. غير ان الامور لم تطول حتى تغيرت الحكومة الى حكومة انتقالية وطنية، كبلت صلاحيات القيصر، وقام رئيس الوزراء الجديد بإصدار عفو شامل عن جميع السجناء السياسيين. عاد ستالين الى عمله كمحرر في جريدة برافدا في مدينة بطرسبورغ. في ذلك الوقت، كان ستالين، مثله مثل غالبية البلاشفة، يعتقد ان الروس ليسوا مهيئين لثورة اشتراكية، لقد أيد الحكومة المؤقتة
عندما عاد لينين الى روسيا، 3 ابريل 1917، بمساعدة نشطة من المانيا، نشر " مقال نيسان" هاجم فيها البلاشفة لدعمهم حكومة وطنية انتقالية. كانت حجة لينين ان على البلاشفة تحريض الناس على الثورة وإستلام السلطة. كان لينين يدعو الى إستعادة البلاد من سلطة كبار الاغنياء وان على العمال السيطرة على المعامل.

اتهم لينين البلاشفة الذين بقوا يؤيدون حكومة انتقالية وطنية بخيانة الطبقة العاملة، وبأن عليهم ترك الحزب. بعض البلاشفة ردوا على لينين ان توجيه الناس نحو الثورة في هذا الوقت سيفشل وسيؤدي الى إعادة روسيا نحو حكم اكثر تشددا ومركزية وديكتاتورية.
ستالين كان في موقف صعب. كمحرر في جريدة البرافدا كان واعياً انه، جزئيا، يتحمل المسؤولية عن خط الحزب الذي وصفه لينين بتعبير :" خيانة الاشتراكية" كان ستالين يقف امام خيارين: إما تحدي لينين ، بما فيه على قيادة الحزب، أو الانكفاء وموافقة لينين وتقديم الولاء له.

بعد عشرة ايام من الصمت قام ستالين بإتخاذ موقف. لقد كتب مقالة في البرافدا بعنوان " ماذا علينا العمل؟"، دعا فيها الى مقاطعة التعاون مع الحكومة الانتقالية.
يتبع……








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصير مفاوضات القاهرة بين حسابات نتنياهو والسنوار | #غرفة_الأ


.. التواجد الإيراني في إفريقيا.. توسع وتأثير متزايد وسط استمرار




.. هاليفي: سنستبدل القوات ونسمح لجنود الاحتياط بالاستراحة ليعود


.. قراءة عسكرية.. عمليات نوعية تستهدف تمركزات ومواقع إسرائيلية




.. خارج الصندوق | اتفاق أمني مرتقب بين الرياض وواشنطن.. وهل تقب