الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوالف حريم - ذاكرة المكان

حلوة زحايكة

2015 / 10 / 25
الادب والفن


حلوة زحايكة
سوالف حريم
ذاكرة المكان
في هذا الصيف حزمت امري وقررت ان اذهب لزيارة اجمل مكان وافضله بالنسبة لي وكل من جلس فيه يعرف معنى وقيمة المكان، فأنا في شوق كبير اليه، فيه امضيت اجمل أيام طفولتي، فهو لا يبعد عني غير امتار قليلة، ولكن اصبح الوصول اليه صعب جدا يجب عليك الالتفاف حول المستوطنة بالكامل حتى تصله، سرت من بيتي ودخلت من المدخل الذي بجانب بيت اهلي التي تدخلك الى المستوطنة، سرت باتجاه قصر المندوب السامي، ولما صرت قبالته انعطفت نحو اليمين كي اتسلق الجدار الذي يفصل المستوطنة عن هذه المنطقة، نجحت بالفعل فأنا اردت ان اسلك نفس الطريق التي كنت اسلكها في طفولتي، انها المرة الوحيدة التي اعود اليه بعد سنيين طويلة، شعرت بالخوف في بداية الأمر كأنني غريبة عن هذا المكان، او ان يظهر احد ويشك بأمري ويقوم باطلاق الرصاص علي، ولكن قررت ان اتابع طريقي حتى لو كلفني حياتي، وصلت الى النقطة التي كنت اجلس فيها دائما، اصبت برعب شديد عندما نظرت ولم اعد استطيع ان أرى بيتنا او البلدة التي كانت بيوتها لا تتجاوز أصابع يدي، ولكن ما زلت أستطيع ان اشاهد الأماكن البعيدة فالمستوطنة لا تستطيع ان تحجب البعيد، عندما كنت طفلة صغيرة كانت أمي تقوم بارسالي الى مدرسة البلدة الى صف الروضة الذي يقع في حي ابو دهيم،كانت تأخذني عبر شارع البلدة، نزولا الى ان نصل حي المدارس، كانت هناك مدرسة الأولاد في ذاك الوقت، وما ان تدخلني امي الصف حتى أراوغ المعلمة واهرب واعود من طريق الواد واكون قد سبقت والدتي واجلس اراقبها وهي عائدة الى البيت ظانة أنّني ما زلت بالمدرسة، كنت امضي معظم أيام السنة فيه، يأتي جميع أهالي البلدة للرعي والتنقل في سفحه، الذي يميز هذا المكان وروعته انك عندما تقف فيه تستطيع ان تشاهد بيت لحم وبيت ساحور ولعبيدية ودير ام عبيد والخان الأحمر والبحر الميت وبرية السواحرة والسواحرة الشرقية والطور وسلوان والقدس وساحات الأقصى وكنيسة القيامة والجثمانية والبقعة الفوقا وصور باهر، تشعر بعظمة المكان، ومن لم يزر هذا المكان لن يعرف قيمة جبل المكبر الحقيقية وعلى ماذا يشرف، وفي احدى المرات كان هناك عمودان لهيئة الأمم المتحدة كان واحد منهما لا اسلاك عليه، وقد قررت ان اتسلق عليه ربما لأرى أشياء أخرى لم ارها من الأرض، بدأت بالصعود الى ان تجاوزت أكثر من نصفه فبدأت انظر الى الأفق كان المنظر مرعبا جدا، فأنت عندما تكون بالاعلى تشعر بأن العامود يتأرجح على وشك السقوط، لم يكن يتجاوز عمري في ذاك الوقت التاسعة، بدأت بالبكاء، ولكن قلت في نفسي لن يسمعني احد، سوى ان اتمالك شجاعتي واركز على تنقل يدي وقدمي وابدأ بالنزول، كان يوما لن انساه طيلة حياتي، ولم أعد الكرة مرة ثانية، وتابعت سيري عائدة الى المنزل من اتجاه البلدة، ولكنني شعرت بفرح غامر رغم تغير المكان لأنني ما زلت احتفظ بجماله في ذاكرتي التي لن يستطيع احد ان يسلبني إياه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا


.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟




.. الفنان الكوميدي بدر صالح: في كل مدينة يوجد قوانين خاصة للسوا


.. تحليلات كوميدية من الفنان بدر صالح لطرق السواقة المختلفة وال




.. لتجنب المشكلات.. نصائح للرجال والنساء أثناء السواقة من الفنا