الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاريخ ستالين حلقة الثالثة

بلنك ميتاني

2015 / 10 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


الحزب يستلم السلطة
عام 1917 كافئ لينين ستالين على دعمه في ثورة اكتوبر ومنحه منصب قوميسار شؤون القوميات. مزح لينين مع ستالين قائلا:" ان ينتقل المرء بسرعة من تحت الارض الى قمة السلطة تجعل المرء يشعر بالدوران". منذ تلك اللحظة اصبح مصير 65 مليون انسان من سكان روسيا تحت مسؤولية ستالين، لمجرد انه كان يكتب عن الاقليات وقام بدعم لينين في مواقفه. ان تصبح الوظيفة مكافأة للولاء درس لينيني لن ينساه ستالين ابداً.

كان البرنامج السياسي للبلاشفة تجاه الاقليات القومية يقوم على إعطاءهم حق تقرير المصير وحق الادارة الذاتية. هذا الموقف ازداد وضوحا بعد خطاب ستالين في فنلندا، بتاريخ 17 نوفمبر عام 1917، حيث وعد ان السلطة السوفيتية ستقبل:" حرية تامة للشعب الفنلندي ، ولبقية الشعوب في روسيا، في تنظيم حياتهم". كانت خطة ستالين، تحت ضغط لينين، تطوير ماأسماه:" إتحاد متكافئ، وعلى اساس الارادة الحرة" بين روسيا وجميع القوميات والاقليات الاثنية التي تعيش ضمن حدودها. أصبح ستالين يعتبر خبيرا بالقوميات، بعد كتابته،وبتكليف من لينين، كراس "الماركسية والمسألة القومية، عام 1912. (بعض المؤرخين يشككون في نسب هذا التراث الفكري الى ستالين، ويدعون ان ستالين قام بالتزوير ونسب الكتابات الى نفسه بعد استلامه السلطة، وان الكراس، في حقيقته، من كتابات لينين) يعزز هذا الاعتقاد ان مراسلات جرت بين كامنييف وستالين، في اجتماع للجنة المركزية، تشير الى ان ستالين كان على الدوام ضد تضمين حق تقرير المصير، بما فيه الاستقلال التام، ضمن اعلان حقوق القوميات، وكان يطمح الى بناء قومية سوفيتية واحدة.
لاحقاً، بعد انتصار الثورة البلشفية، ومن منصب قوميسار القوميات أصدر "أعلان حقوق شعوب روسيا" والذي ينص على حق جميع شعوب روسيا بتقرير مصيرها بما فيه حق الانفصال، وحقها في تطورها الثقافي والاثني الحر على اراضي روسيا، وهي الحقوق التي نكث بها ستالين لاحقا، أو بالاحرى تراجع عن فكر لينين، وفرض فكره، بعد ان لم يعد من الضروري مراعاة لينين.

في السنوات اللاحقة واجه ستالين صعوبات في السيطرة على الاقليات الغير روسية، التي انطلقت من الوعد الذي يعطيهم حرية تامة في تقرير المصير. قسم منهم اعلنوا الاستقلال التام بدون الرجوع اليه، كما كان الحال مع فنلندا واذربيجان. وغالبا كانت حكومات هذه الكيانات الجدبدة معادية للبلاشفة. كان ستالين يأمل ان هذه الحكومات، وبإرادتها الحرة، ستوافق على الاتحاد مع روسيا لبناء اتحاد من الدول الاشتراكية. عندما لم تتحقق تمنياته أعاد ستالين صياغة تعريفه لحق تقرير المصير، قائلا:" حق تقرير المصير ليس للبرجوازية وانما لجماهير الشغيلة في القومية المعنية". بمعنى اخر، إذا كان حق تقرير المصير ليس غايته الاتحاد مع روسيا الاشتراكية، فإن البلاشفة لن يسمحوا بحق تقرير المصير.

لينين ايضا غير رؤيته لمسألة حق تقرير المصير. أنه يستنتج:" النظام الاقتصادي الجديد يفرض درجة عالية من تركيز السلطة في المركز". تغير موقف القيادة المركزية يوضح اسباب ان فنلندا وحدها تمكنت من اعلان استقلالها، في حين جرى قمع استقلال جمهوريات اسيا الوسطى.
من المثير انه جرى قمع حتى استقلال جمهورية جورجيا الذي جرى اعلانه 26 مايس عام 1918 من قبل المناشفة، لتؤسس " جمهورية جورجيا الديمقراطية المستقلة". في عام 1921 اجتاح الجيش الاحمر حدود هذه الجمهورية وضمها الى الاتحاد السوفيتي بالقوة.

خلال فترة الحرب الاهلية لعب ستالين دورا إداريا هاما في القضايا العسكرية وحصل لنفسه على شرف الانتصار على الجيش الابيض. احدى الاستراتيجيات التي يعود لستالين فضل القيام بها شخصيا وتطويرها، هو القيام بإستنطاق أعضاء الادارات المحلية على رصيف خشبي طائف على سطح نهر الفولغا، يبحر على طول مجرى النهر ليقف عند القرى الواقعة على ضفافه. فيما بعد، هناك من أدعى أنه إذا لم يقتنع ستالين بولائهم التام كان يجري رميهم بالرصاص وقذفهم في النهر.

تصفية المناشفة والتيارات الاشتراكية والاستفراد بالسلطة
بعد ثورة اكتوبر واستلام الحزب للسلطة (بعض القوى تسميها الانقلاب الثوري)، بدأت تجربة إرهاب كافة انواع المعارضة القادمة من تيارات اليمين واليسار على السواء. تحت ضغط نقابة عمال الخطوط الحديدية اضطر لينين للخوض في محادثات من اجل تشكيل حكومة وطنية اشتراكية عوضا عن الحرب الاهلية على القوى المعارضة، غير ان المحادثات فشلت. وبنتيجة تعادل القوى بين وفود مؤتمر مجالس سوفيتات فلاحي عموم روسيا، توصلوا الى اتفاق بضم 108 عضوا الى الاتحاد المركزي للجان التنفيذية للفلاحين والعمال والجنود، لعموم روسيا. بنتيجة ذلك اصبح حزب الاسيرين ( الاشتراكيين الثوريين اليميني) اعضاء في الحكومة. غير انه في 14 يونيو من عام 1918 جرى توجيه الاتهام الى الاسيرين والمناشفة بالتحضير لانتفاضة مسلحة، على نمط مافعله البلاشفة في اكتوبر، لتكون الحجة لاصدار القرار بعزلهم من جميع مناصبهم في جميع السوفيتات، ومن كل المستويات، والتفرد بالسلطة. في موسكو وبتروغراد، بدأت حملات من الاعتقالات ضد حركة " اجتماع مفوضي المعامل والورش" ، حيث ان اللجنة المركزية التنفيذية قررت التركيز عليهم وتصفيتهم بعد تطهير السوفيتات من المناشفة والاسيرين. غير انه في 30 نيابر من عام 1919 غيرت اللجنة المركزية التنفيذية قرارها من 14 يونيو، بشأن المناشفة، بسبب " أن هذا الحزب، على الاقل من خلال قادته المركزيين، رفضوا التحالف مع الاحزاب البرجوازية الروسية والاجنبية". بالمقابل رد المناشفة بالدعوة الى" التضامن مع الحكومة السوفيتية لكونها تسعى الى تحرير الاراضي الروسية من السيطرة الاجنبية وتقاوم جميع المحاولات الغير خاضعة للديمقراطية البروليتارية، لتوسيع او الحفاظ على هذا النفوذ".

غير انه في نهاية اذار من عام 1919 بدأت حملة جديدة من الاعتقال في صفوف المناشفة. في عام 1920 اصدرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي قرار يًلزم جميع القوميساريات بنفي المناشفة " العاملين في القوميساريات او القادرين على لعب دور نشيط" الى الاقضية والمقاطعات البعيدة. غير ان هذا القمع ادى الى زيادة شعبية المناشفة. في انتخابات مجالس السوفيت في خاركوف فاز المناشفة بكثرة. لذلك صدر قرار عن اللجنة المركزية عام 1921 " حول المناشفة" يمنع السماح لهم بأي نشاط سياسي، ويشير الى ان لهم تأثير قوي في المراكز الصناعية، كما طالب بمنعهم من ممارسة مناصب قيادية وصلوا اليها بطريق الانتخاب او اي منصب يسمح بهم بالاتصال بالجماهير. بنتيجة الارهاب الواسع ضد المناشفة بدأ المناشفة بالهجرة الى المنفى واتخ1ذت المنظمة قرارا بالتحول الى العمل السري.

الاعدامات الجماعية
عام 1918 جرى اغتيال Moisei Uritsky, رئيس البوليس السري في مدينة بتروغراد. بعد اسبوعين من ذلك قامت الثورية الاشتراكية ناديا كابلان بمحاولة اغتيال لينين وتمكنت من جرحه. ستالين الذي كان في في ذلك الوقت في مجمع تساريتسينو قرب موسكو ، أرسل تلغراف، طلب فيه "البدء في إرهاب جماعي منظم للمسؤولين عن هذه الافعال". نصيحة ستالين جرى قبولها ، وفي سبتمبر من عام 1918 قاد فيليكس دزيرجينسكي ، رئيس التشايكا (الامن السري)، الارهاب الاحمر. حسب التقديرات، جرى إعدام 800 إشتراكي بدون اية محاكمة.
الحرب الاهلية، التي اشتعلت للاستيلاء على السلطة من الحكومة الوطنية المؤقتة، لتحويل الدولة الى دولة سوفيتات، أدت الى خراب الزراعة والصناعة ووقوع ملايين الفلاحين في قبضة المجاعة واجتاحت البلاد المظاهرات والاضرابات والعصيان ضد حكومة لينين. من أجل السيطرة على الموقف ومحاولة إستعادة ثقة الفلاحين، أصدر لينين " خطة النيب" بتفاصيلها الاقتصادية. على اساس السياسة الاقتصادية الجديدة، سُمح للفلاحين ببيع محاصيلهم في الاسواق مباشرة، بعد أن كانت السلطة السوفيتية تصادر محاصيلهم بكاملها مقابل اثمان بخسة. كما اصبح من حق الفلاحين استئجار قوة العمل.

والسياسة الجديدة سمحت بحرية نسبية اكبر للتجارة الداخلية والسماح بأنواع من التجارة الخاصة في محاولة لخلق التوازن في ميزان الدفع الحكومي. والمعامل التي تشغل اقل من 20 شخصاً رفع عنها قرار التأميم وأصبح من حق ملاكها السابقين المطالبة بها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم


.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام




.. دلالات استهداف جنود الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم غلاف غزة


.. مسارات الاحتجاجات الطلابية في التاريخ الأمريكي.. ما وزنها ال




.. بعد مقتل جنودها.. إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم أمام المساع