الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تماهي الطفل مع شخصية البطل في الالعاب الالكترونية

كامي بزيع

2015 / 10 / 25
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


"قضيت عليه"، "ضربته"، "ضربني"، "قتلني"، "قتلته" وغيرها الكثير من المفردات التي يرددها الاولاد وهم يلعبون الالعاب في الآيباد او tablet... يجعلهم يتماهون مع ابطال العابهم لدرجة يعتقدون معها انهم تحلوا بصفات "البطل الخارق" الجبار.
والامر لا يتم فقط على المستوى اللغوي انما هو يتعداه الى المستوى النفسي والعقلي، فهذا التماهي بين شخصية الطفل وبطل اللعبة الذي يصارع في الغالب كل من يجده في طريقه، تجعل من الصعب على الطفل دون السابعة من عمره، ان يفرق بين الحقيقة والخيال، فالبطل لا يتالم، ويمكنه ان يخلع يده او رجله او حتى رأسه، وعندما يموت يمكنه ان يعود ثانية، بحسب نوع اللعبة، والطفل لن يصدق ان ذلك ليس حقيقيا انما يعود الى مجرد رسوم وخدع تكنولوجية.
هذه هي الخطورة الحقيقة التي تعكسها الالعاب الالكترونية لدى الاطفال في اعمار معينة، بالنسبة لهم ليس من مسافة بين الخيال والواقع وان هذه الالعاب يمكن ممارستها بالفعل في الواقع، فعند حدوث مشكلة مع طفل اخر في البيت او المدرسة او الحديقة العامة او حتى في الشارع، فانه يعمل على حلها كما لو كان الامر لعبة من العاب "البطل الخارق" الذي لا يقهر.
هذا تحديدا مايسمى "العنف الافتراضي" الذي يتم فقط عبر لمس شاشة الايباد او التابليت، لكنه عندما يتحول الى واقع فان الطفل يستعمل يديه ورجليه وجسده كله وكانه في لعبة افتراضية، مع ان النتيجة قد تكون كارثية!.
من هنا فان النظر الى هذه الالعاب على انها وسيلة تسلية، تكون نظرة مجتزاة وغير كاملة، فبطريقة او باخرى تعمل هذه الالعاب على تعزيز السلوك العدواني لدى الاطفال، ويؤكد الخبراء انه اثناء ممارسة هذه الالعاب، تزيد معدلات ضربات القلب لدى الاطفال، وايضا ارتفاع ضغط الدم، والتشنجات العصبية واضطراب معدل التنفس، ويمكن بنظرة سريعة التاكد من تاثيرها مراقبة معدل التبول عند الاطفال اثناء ممارستهم لالعابهم.
على المستوى النفسي، تتخزن صور العنف التي مرت امامه عبر ابطاله في عقله الباطني، ويخلط في الحقيقة مابين تواجد هؤلاء الابطال في الخيال او في الواقع، ومن خلال هذا الخلط يتعاطى مع الاخرين، ولان هذه الالعاب صممت للتحدي والربح والفوز فلا قيمة للتسامح ولا دور للحياد اما ان تفوز ان تخسر، اما ان تكون البطل او المهزوم، اما الناجح او الفاشل، اما ان تضرب او تُضرب، اما ان تحصد النقود والجوائز واما الهزيمة...
ان مصممي هذه الالعاب ربما يحاكون ناحية غريزية لدى الانسان بالفوز والقوة والعظمة، ولكن عندما يتلقاها الاطفال تكون في غاية الخطورة، ومن هنا ليس علينا ان نستغرب تفشي ظاهرة العنف لدى الاطفال، وعدوانيتهم الزائدة، والتي قد لا نستطيع ايجاد مبرراتها بعيدا عما يقومون به في العابهم الالكترونية!.
تبقى رقابة الاهل اساسية في هذا المضمار، يجب على الاهل معرفة نوعية الالعاب التي يلعبها اطفالهم، قد تبدو للوهلة الاولى انها بريئة وليس من داعي للقلق، ولكن هذه النظرة المستعجلة للامر يمكن ان تؤدي الى عواقب وخيمة.
ان زرع قيم الحب الحق والخير والجمال لدى اطفالهم تبقى الحصن الرئيسي الذي يحميهم من كل ماتقدمه لهم التكنولوجيا من مساوئ، فلا العمل اهم من تربية الاولاد، والا الانشغال باي امر اخر في الحياة يستحق التغاضي عن امور ابناءنا والاشراف عليهم، علينا كسب ثقتنا بهم لنكون اقرب اليهم وملجأهم الحقيقي عندما يحتاجوننا... ولا يمكن ان يغيب عن اذهاننا ان طفل اليوم هو رجل الغد!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الذي ينتظر إيران في الساعات القادمة؟


.. خامنئي: لا تعطيل لشؤون الدولة بعد تحطم مروحية الرئيس الإيران




.. طالبة بريطانية للوزيرة السابقة سويلا برافرمان: أنت مجرمة حرب


.. آخر مستجدات عمليات البحث عن المروحية التي تقل الرئيس الإيران




.. من هو محمد مخبر خليفة الرئيس الإيراني المحتمل؟