الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


... حلقات الاعتماد المتبادل وحل العقد في العُقَل لمبلّلة !

مسَلم الكساسبة

2015 / 10 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


ثمة مفهوم معروف في علم الادارة الحديث هو ما يعرف بـ : "حلقات الاعتماد ألمتبادل " ويطبق على المشكلات التي تتداخل فيما بينها وتنشأ كل منها نتيجة للأخرى فلا تحل احدها إلا بإيجاد حلول لسواها قبل ذلك.
يمكن للمفهوم ان يطبق على قضايا العرب الكبرى المتشابكة والتي يعتمد حل كل مشكلة منها على سواها وهكذا في سلسلة معقدة ومتداخلة ..

قضية فلسطين مثلا حلها ليس بمواجهة المشكلة ذاتها مباشرة او محاولة حل العقدة ذاتها حيث هي سوء بالقوة او غيرها.. او شن حرب مباشرة ، لأنه حتى لو انتصر العرب فلن يسمح العالم بزوال اسرائيل عسكريا تماما كما حصل في الكويت مثلا ..

هناك مشكلات اذا فكرت بحلها تجد ان هناك حلقات اخرى سابقة على التفكير في المشكلة ذاتها يجب ان نفكر بها ونحلها قبلا وأولا .. وإلا فالمشكلة لن تحل بالذهاب لها مباشرة متجاوزا التداخلات والأسباب التي ادت لها ..

تماما كعقدة أنشوطه في حبل مبتل مشبع بالماء لن تُحل مباشرة بالذهاب للعقدة ذاتها بل تحل بإجراءات اخرى هي هنا تجفيف الحبل من الماء فتضمر الالياف وتتسع العقدة وتؤدي ان ان تنحل العقدة لوحدها بسهولة دون ان نقربها أونعالجها مباشرة ..

تعليقا على أحد مؤتمرات القمة العربية المنعقد في السودان وقتها -إن لم تخني الذاكرة - ومن خلال مدونتي جياد الإصلاح في العالم العربي وقتها (توقفت بسبب توقف الموقع المضيف عن تقديم خدمات التدوين ) ، دعوت المنعقدين ان يؤجلوا فلسطين التي يزعمون انها تعيق حركة تطورهم وتقدمهم ، ويجتمعوا كما لو لم تكن لديهم قضية كتلك .. بل كما لو لم يكن لديهم فلسطين من أصله . وكأنها لم تكن موجودة أصلا ..

وان يركزوا في كل مؤتمر على قضية نا ، عملية براجماتية يسهل ان يقرروا او يحققوا بشأنها نتائج ملموسة.

مثلا قمة ما يخصصوها للكلام والبحث في التعاون الاقتصادي ويطرحوا مقترحات بسيطة وقابلة للتنفيذ. يبدءوا بها..

ثم في التي بعدها لتطوير العلم والبحث العلمي (ركز الرئيس السوداني في تلك القمة ولأجل الصدفة فعلا على هذه المسألة اي التعليم والبحث - وهو ما اعجبني.

وفي قمة اخرى يتناولون مثلا انعاش جيوب الفقر .. وهكذا ..

وقلت أن قضية فلسطين ستحل لوحدها كعقدة الحبل المبلول التي ترفض ان تحل حتى بأيدينا وأسناننا .. وعندما يجف نجدها حلت لوحدها دون أن نقترب منها حتى ..لأننا اذا حللنا مشاكل التخلف والفقر والاستبداد سيؤدي ذلك الى قدرتنا على حلحلة العقد الأخرى المستعصية.

اليوم فعلا تراجعت فلسطين في الاهتمام العربي وباتت كأنما ليس لدى العرب قضية كتلك وهو برأيي شيء جيد لو ان الطاقة اتجهت نحو بحث الملح والعملي من المسائل وحل المشاكلالتي هي سبب استعصاء تلك القضية .. وحتى يزول ذلك العذر والذريعة ان قضية فلسطين هي ما يعيقهم عن الاصلاح والدمقرطة والتقدم ..واستخدامها كمشجب ..

لكن غير الجيد في الامر أن تلك الكراهية والعداء والضخ الاعلامي ما هدات باتجاه إلا ريثما أعيد توجيهها وجهة أخرى ..بالتالي لم نستفد شيئا ، ذلك اننا لم نستبدل الحديث عن اسرائيل وفلسطين بالحديث في المهم من قضاياتا ومشاكلنا العملية الحقيقة الملموسة من تخلف وتدهور وجوع وفقر ..الخ . بل كل ما في الامر انهم استبدلوا شاغلا بشاغل آخر.. فاستبدلوا اسرائيل بإيران. واستبدلوا قضية فلسطين بالقضية المذهبية .. وهكذا اصبحنا كأنك يا ابو زيد ما غزيت ؟!!

لذلك .. كثيرا ما شككت بامره واعتبرته متواطئا ومشبوه الموقف وذا رأي مرتزق كل من يتفق مع جعجعة ذلك التجييش او يتقبل أوراق اعتماد القضية الجديدة التي جعلوها قميص عثمان جديد لهم يتذرعون بها لتأخير التقدم والإصلاح وتأخير البحث في الملح والاهم من القضايا.

فمشكلة فلسطين وغيرها كانت ستحل دون ان نطلق رصاصة واحدة لو اننا استطعنا ان نحل مشاكلنا نحن بيننا من خلافات وفرقة وجهل وتخلف واستبداد ...الخ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات إسرائيلية ومؤشرات على تصعيد محتمل مع حزب الله | #غ


.. سائق بن غفير يتجاوز إشارة حمراء ما تسبب بحادث أدى إلى إصابة




.. قراءة عسكرية.. المنطقة الوسطى من قطاع غزة تتعرض لأحزمة نارية


.. السيارات الكهربائية تفجر حربا جديدة بين الصين والغرب




.. طلاب أميركيون للعربية: نحن هنا لدعم فلسطين وغزة