الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية أساس علاقتنا بالعصر فهل نتخلف عنها ؟

جاسم الصغير

2005 / 10 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


تنتشر في عالمنا المعاصر كثير من المفاهيم بعضها ينتمي إلى عصور ماضيوية وتؤبن قيم واتجاه مضادة للتغيير والتطور والبعض الآخر يعبر عن قيم معاصرة بما ينتجه من قيم جديدة تفتح آفاق المجتمع على التجدد والتواصل مع المتغيرات الدولية سواء كانت فكرية أو سياسية وغيرها ومن هذه المفاهيم مفهوم الديمقراطية وما يوفره من مزايا كثيرة للمجتمع والفرد على حد سواء ولقد انتشر هذا الفكر منذ زمن بعيد بالنسبة للغرب وجاء نتيجة متغيرات موضوعية للوضع هناك لهذا ما أن اكتسبته على حال المجتمعات واستوعبته هناك وانعكس بشكل ايجابي وأدى إلى ولادة تقاليد سياسية وفكرية راسخة بفضل تبنيهم هذا المبدأ مما جعلتلك الأمم تمتلك المراتب الأولى والمتقدمة في المحافل الدولية وهذا بالنسبة للعالم الغربي وما يهمنا هو الوضع في العالم العربي هذه الرقعة الجغرافية الكبيرة وتمثل أحد الفضاءات في العالم العاصر والتي هي في الحقيقة تمثل عاملاً لا يساعد على تبني الديمقراطية بسبب عوامل كثيرة أهمها أن الاستبداد السياسي من قبل السلطات الحاكمة لا يترك مجالاً لتبني الديمقراطية وبالتالي إيجاد مناخات للمبادرة لتشجيع التغيير الإيجابي وهذا أدى إلى حدوث حالات ركود بنيوية في هيكلية المجتمعات جعلتها تبدو وحسب تعبير المفكر الفرنسي برجسون في ظل مجتمعات مغلقة منعزلة عن العالم الحر وهذا الوضع يتناقض مع سيمائيات الوضع السياسي والفكري الذي يجب أن تسود فيه الديمقراطية من حراك سياسي واجتماعي ومجتمع مفتوح على كل المتغيرات الدولية التي تحصل في العالم اليوم الذي أصبح كالقرية الصغيرة بفضل انتشار ثورة الاتصالات والانترنيت أن العالم العربي اليوم بحاجة ماسة الى تمثل الديمقراطية بتوجه جاد وكلي وليس على طريقة الانتقاء نأخذ ما يناسبنا ونترك ما لا يناسبنا ، يقول الأستاذ الطيب البكوش أن اليمقراطية كثيراً ما ينظر إليها بمنطق الثنائية المبسطة إلى حد الكاريكاتورية مما ينجز عنه بالتغافل عن أن الديمقراطية ليست بضاعة تعرض في السوق فتأخذ أو لا تأخذ ويقبل عليها أو يعرض عنها وأنما هي بالأساس تربية بأتم معنى الكلمة وأظن أنه إذا لم يتم التعامل مع الديمقراطية على هذا الأساس فإنه من الصعب أن تقترب بجذورها في تربة لم يقم تهيئتها لها بمنطق التربية التي تبدأ من الطفولة وتتواصل في كل من وفي جميع المجالات دون استثناء ، ولقد أكدت ذلك بالخصوص في السنوات الأخيرة ونرى من هنا وهذا التشخيص يؤكد على التربية في خلق اتجاهات مبكرة منذ الطفولة مروراً بالمراحل التالية بالتدريج على تبني النهج الديمقراطي ولكن هل مجتمعاتنا مؤهلة لمثل هذه التربية وهل تمتلكها مع تشديد الأهمية اتلقصوى لمثل هذه التربية في المجتمع وخلق الظروف الموضوعية من مادية ومعنوية ومع الأسف هذا يتناقض مع واقع الحال ، صحيح أننا نرى في بعض البلدان العربية خطابات سواء للحكومات أو المعارضة التاريخية والسياسية النظرية للطرح الديمقراطي إلا بمعانيها السطحية جداً وأيضاً أن كثير من التيارات السياسية في العالم العربي يمارس مناداة شكلية بالديمقراطية تنسجم مع ما تريد هذه التيارات دون أن تمارس هذه التيارات أي ممارسة حية داخلية وهذا أما يمثل تنافراً جلياً مع مبدأ الديمقراطية الحقيقي أن عالمنا العربي الذي عانى طويلاً من غياب الديوممقراطية بسبب العقود الطويلة من الاستبداد السياسي ، ويكاد كلام الطهطاوي ينطبق علينا بشكل كبير عندما عبر عن ذلك بقوله أن الاستبداد حكر علينا نحن العرب لأنه يحكمنا بينما الغرب يحكمه الشرائع من هنا ان عالمنا العربي اليوم بحاجة ماسة وحقيقيةللديمقراطية ومع المتغيرات الدولية العالمية المعاصرة والتي تحاول أن تنشر هذا المبدأ في العالم أجمع كعلاج و آلية التي ترتبت على غيابه انتشار الإرهاب الفكري والسياسي ومن هنا ما موقف العالم العربي ممثلة بالسلطات والجماهيرمن الديمقراطية ، هل يرفضها ويبدو كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال وتعتقد أنها في مأمن من الخطر أم تتجاوب وتتفاعل مع هذه التوجهات العالمية ، يقول المفكر المصري سيد القمني ، أن الفرصة جاءت لشعوبنا النائمة على طبق من ذهب وأن علينا استثمارها بشكل صحيح وركوبها بالسرعة الممكنة لغرض وجودنا على أجندة الملفات العالمية كشعب وتيارات سياسية فعالة وكمجتمع مدني نشط بتسريع المراحل وفق ظروفنا دون حرفها ولا تطبيق شيء من الديمقراطية دون شقها الأساسي وأعتقد انه يجب أن تكون خطواتنا مترافقة وئيدة لكن واثقة تعرف أهدافها المرحلية والبعيدة في ظل كل ارتباط لهذه الأهداف ، ومن هنا أن تبني اليمقراطية هو اليوم أصبح ضرورة ملحة لعالمنا العربي لأن ذلك أصبح شيئاً هاماً جداً في علاقتنا بالعصر ومفاهيمه المعاصرة من تعددية وحرية رأي وحق الاختلاف ان مراعاة مفاهيم العصر وأخذ ذلك بنظر الاعتبار اصبحت اليوم امرا ظروريا جدا ولايمكن التغافل عنه، يقول المفكر الطاهر لبيب هناك مسألة أكثر تعقيداً هي علاقتنا بالعصر فنحن نمثل مجتمعات لا تعي العصر إلا في ثنائية غريبة كل شيء أو لا شيء والمسألة الأساسية هي علاقة الإنسان العربي بالعصر وكيفية استيعاب منجزاته وهو ما يسميه الجابري في لغة جميلة معاصرة الإنسان العربي ونحن مجتمعات ننطق بالقيم الكبرى وهي أبعد ما يكون عن هذه القيم الكبرى ولمفارقة هي في ابتعاد الواقع العربي عن هذه القيم التي يبدو الحديث عنها وكأنها الحفاظ على هذه المواقع وليس حفاظاً عن جوهر هذه القيم ان الامم التي لاتتفاعل مع العصر وقيمه تندثر وتصبح عقيمة التأثير حضاريا ومن هنا الحكمة التي تقول ان الافغى التي لاتغير جلدها تموت وهو تعبير مجازي وكناية عن ان الامة التي لاتتفاعل مع الثقافات الاخرى ومنها قيم العصر في هذا العالم تضمحل وان الامة الحية هي التي تتفاعل دائما مع العصر والقيم التي ينتجها0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار البحث عن مروحية كانت تقل الرئيس الإيراني ووزير الخار


.. لقطات تحولت ا?لى ترندات مع بدر صالح ????




.. التلفزيون الرسمي الإيراني يعلن هبوط مروحية كانت تقل الرئيس ا


.. غانتس لنتنياهو: إذا اخترت المصلحة الشخصية في الحرب فسنستقيل




.. شاهد| فرق الإنقاذ تبحث عن طائرة الرئيس الإيراني