الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سياسة الحكومة ضد السلام ولم تتغير

عوزي بورشطاين

2005 / 10 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


في اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة الاخير، استقبل ممثلو عدة دول بالحفاوة ارئيل شارون، وذلك على امل انه بعد الانسحاب من قطاع غزة، ان يواصل شارون وحكومته الانسحاب من الضفة الغربية المحتلة وبذلك يكون التقدم نحو انجاز السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين، وهكذا ايضا تأمل الكثيرون في اسرائيل وحتى في اليسار الصهيوني هناك من اعلن ان الانفصال عن المناطق الفلسطينية يسير نحو السلام المنشود. واتضح انهم اخطأوا وخاب امل الكثيرين منهم.
الحقيقة تقول ان الارهاب مستمر، ومن يشجب الارهاب يشجب وبحق قتل الشبان الثلاثة قرب "غوش عتصيون"، ولكن هل هذا صادق وعادل لشجب فقط عمل الارهاب هذا؟ وماذا مع عشرات الضحايا الفلسطينيين الذين قتلتهم قوات الاحتلال هذا الشهر؟ وكم من المخزي رؤية النشر البارز في وسائل الاعلام الاسرائيلية عن قتل مستوطنين وتجاهل قتل فلسطينيين وهل الشاب الفلسطيني ابن السادسة عشرة الذي قتل قرب بيت لحم ليس انسانا؟ وقد قتل حسب ادعاء قوات الاحتلال بالخطأ!! والمذهل اكثر التعامل العنصري الذي يتسبب بقتل مئات الفلسطينيين اليسوا هم ايضا من بني البشر؟ وهل دمهم ليس دما وقتلهم مسموح؟
ان اريك شارون باسم حكومته غير مستعد للاستجابة لاي مطلب للسلطة الفلسطينية لا لتحرير المعتقلين ولا لالغاء الحواجز ولا للانسحاب من المدن الفلسطينية. وبحق لم ير الرئيس الفلسطيني محمود عباس اية فائدة حاليا في لقائه مع ارئيل شارون. وماذا بالنسبة لقطاع غزة. ان الصحافي ناحوم برنيع زار الضفة الغربية ومما كتبه 21/10/2005.
"23 بابا يوجد في جدار الباطون الذي يفصل بين الجانب الفلسطيني والجانب الاسرائيلي، ولقد اغلقت اسرائيل وقبل رمضان باسبوعين معبر "كارني" مما ادى الى النقص في الاحتياجات. وهكذا كان في عدة حواجز اخرى قرب بيت لحم و "ايرز" فمن "ايرز" خرج يوميا زهاء 6 آلاف عامل فلسطيني الى اسرائيل، ومنذ الانفصال لم يخرج أي عامل، وفقط ازدادت حدة القمع والتنكيل والحصار ضد الفلسطينيين.
ان ارئيل شارون وبضغط من جورج بوش نفذ الانفصال كما نفذه، وهو ينفذ دائما ما يامره به حكام الولايات المتحدة الامريكية وهذا مخجل. وموقف الامريكيين في منطقة حوض البحر الابيض المتوسط معروف وهو يعمل على التسلط على العراق ودول المنطقة. وهذا اثار بعض التأييد في العالم. بما في ذلك في الولايات المتحدة الامريكية، وكذلك في الدول العربية، التي يخدم حكامها الامبريالية الامريكية، ولكن بالمقابل تشتد المعارضة من الشعوب ضد السياسة الامريكية واحتلال العراق ولكن الوضع في سوريا يختلف والحكومة هناك برئاسة الرئيس السوري بشار الاسد، تنتهج سياسة مستقلة. ولذلك يسعى جورج بوش للمس بسوريا بشتى الحجج، ومن هنا جاء القرار الاخير بالنسبة لمقتل رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، وهو قرار ليس نهائيا بعد، ويجري ويتواصل التحقيق حتى منتصف كانون الاول القادم.
وهذا لم يمنع اسرائيل من اتخاذ قرار حاسم والاقرار ان سوريا هي المتهم بقتل رفيق الحريري. وحكام اسرائيل على استعداد لتنفيذ أي امر ضد سوريا، يصدره السيد الامريكي لهم. وغير مبالين لتصريح الرئيس السوري بشار الاسد، وعدة مرات عن الاستعداد لبدء مفاوضات سلام مع اسرائيل. وبوش يعارض ذلك. ولذلك يعارض شارون وشركاه من الاحزاب الاخرى المفاوضات مع سوريا.
ان وسائل الاعلام في اسرائيل وبارشاد من السلطات تعمل كل ما بوسعها لتزوير الحقائق السياسية خاصة ان الحقائق ليست حسب ذوق السلطات الحاكمة.
وهكذا جرى ايضا مع زيارة محمود عباس الى الولايات المتحدة الامريكية والتقائه مع جورج بوش.
ان الانتخابات الفلسطينية هي شأن فلسطيني ولا يوجد أي مبرر للتدخل الاسرائيلي وعلى الرغم من ان حكام اسرائيل لم يوافقوا واعلنوا ذلك علانية، انهم لا يوافقون على مشاركة "حماس" في الانتخابات الفلسطينية، لم يصغ اليهم جورج بوش ولم يأخذهم بعين الاعتبار، لانه يعتقد انه بالنسبة لموقع الولايات المتحدة الامريكية في الدول العربية فمن المفضل عدم معارضة ذلك، وفي اسرائيل يحاولون طمس هذه الحقيقة.
ان الشعب الفلسطيني وقيادته برئاسة محمود عباس، وبحق لم يتنازلوا عن أي مطلب لهم الذي من شأنه المساهمة في تقدم عملية السلام.
وللحصول على حقوق واستقلالية شعبهم فلا يستطيع شارون ولا جورج بوش منع المطلب الفلسطيني العادل لاطلاق سراح كل المعتقلين الفلسطينيين، ومطالب وقف القمع والتنكيل والممارسات اللاانسانية ووقف والغاء الجدار الفاصل ووقف توسيع المستوطنات، والاصرار على فكها كلها والانسحاب الكلي من المناطق الفلسطينية المحتلة ومن اجل وقف استفزازات وممارسات منظمات الاستيطان ومنها غوش ايمونيم. وبالنسبة للفلسطينيين هذا هو نضالهم العادل وهو ايضا في صالح الشعب الاسرائيلي. وهو نضال شرعي يساهم في مصلحة انجاز السلام الشامل والعادل، سلام اسرائيلي فلسطيني هو في صالح انجاز الاستقلال الفلسطيني الكامل.

(تل ابيب)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: ماذا عن إصدار محكمة عسكرية حكما بالسجن سنة بحق المعارض


.. مشاهير أمريكا. مع أو ضد ترامب؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الولايات المتحدة وإسرائيل ..الدعم العسكري| #التاسعة


.. ما هي التقنيات الجديدة لصيانة المباني الشاهقة؟




.. حماس تتهم إسرائيل بقطع الطريق على جهود الوسطاء | #غرفة_الأخب