الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يقلق بوش ورايس من تقرير ميليس؟!

يوسف العادل

2005 / 10 / 28
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


ينطوي تقرير ميليس على مصدرين للقلق الأميركي المعلن على لسان بوش- رايس:
• المصدر الأول يكمن فيما لو نجح التقرير وتداعياته واستمرارية التحقيق حتى 15/12/2005 في كشف الأدلة الدامغة على تورط سوري ثابت جنائياً باغتيال الحريري مما يستوجب إصدار مذكرات توقيف بحق الجناة(المسئولين السوريين رفيعي المستوى) الذين قد يصعب توقيفهم في ظل موازين قوى داخل النظام السوري لا تسمح لأي مرجعية داخلية سورية(مؤسسة الرئاسة،الحكومة، جهات تنفيذية أخرى....)بتسليم هؤلاء المطلوبين (الخاصين) لأي محكمة دولية،مما يؤدي إلى انفجار أزمة داخلية سياسية عسكرية متراكبة قد تحيل الساحة السورية إلى المجهول الكارثي الذي يمدد المستنقع العراقي غرباً،فيفاقم الاستنزاف الأميركي ويخصب العمليات العسكرية ضد الوجود الأميركي في العراق وسوريا هذه المرة،والحبل سيكون على جرار تخوم الكيان الصهيوني فيما لوا نهار النظام السوري وانهارت الحالة الأمنية السورية تماماً.وبالطبع فإن هذا الاستحقاق لن يروق لللأميركان الذين أجهدتهم فلسفة الخراب والقتل التي يشهدون أبعادها التنفيذية في العراق (2000قتيل أميركي و15000ألف جريح حتى الآن وربما الأرقام أكثر).
• المصدر الثاني للقلق الأميركي فيما لو تمكن المسئولون السوريون المشتبه بهم و المذكورون في تقرير ميليس من الإفلات من دائرة الاتهام التي وضعهم فيها كل التوقعات التي ابتدأت غداة اغتيال الحريري وصولاً إلى التقرير الذي نجحت المكنة الإعلامية السورية باختراقه والبحث في نقاط ضعفه المنطقية والمنهجية(ومن الطبيعي أن يتم العثور على نقاط ضعف) عما يبعد الشبهات عن النظام السوري، ولعل المندوب السوري إلى الأمم المتحدة /فيصل المقداد/ قد أفلح عبر كلمته التي ألقاها في اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس الأمن مساء25/10/2005، في إبراز الثغرات الواردة في تقرير ميليس الذي لم تصمد بعض مفاصله المنطقية للمحاججات التي اشتبكت معه في سياق المعالجة الإعلامية والأكاديمية القانونية للتقرير، لاسيما في المسألة الجوهرية التي تدور حول البعد الفاصل على صعيد العلم الجنائي بين مسار التوقعات مهما بلغ إجماع الرأي العام حولها ومهما بدت منطقيةً من حيث أن الاغتيال لم يكن ليحصل بدون تورط مسئولين أمنيين سوريين ولبنانيين على خلفية إطباق سيطرة السوريين على لبنان ، وبين آلية وإجراءات إثبات الجرائم وإدانة مرتكبيها تمشياً مع إعمال قاعدة كل متهم بريء حتى تثبت إدانته بالقرائن والأدلة والنصوص، وأعتقد هنا أن مكمن القلق الأميركي مرده احتمال إفلاح السوريين المشتبه بهم في الإفلات من قبضة العدالة الدولية بسبب عجز تجربة ميليس عن أن تصل إلى نتائجها لأسباب تتعلق بالثقل الذاتي والموضوعي التي ترزح تحته مهمة التحقيق من حيث تعقيدات وغموض الوقائع وكم ونوعية الوثائق، وضعف وتيرة تعاون الأطراف المعنية مع لجنة التحقيق التي وجدت نفسها تخوض في الحقل الجنائي بشكل غير مسبوق صراعاً سياسياً يضعف إلى حدٍ بعيد مهنية العمل الجنائي الذي يجب ألا تشوب تقاريره أية دلالات تضعف قوة الإثبات وتضلل العدالة التي يجب أن تنفذ بموجب أحكام حيثياتها صارمة لا تقبل التأويل.وأعتقد أن أي إخفاق لعمل لجنة التحقيق في إثبات فرضية التورط السوري في اغتيال الحريري إذا ماترافق مع إسناد(روسي- صيني-جزائري-ربع فرنسي) للموقف السوري في مجلس الأمن، فإن المجتمع الدولي قد يعود إلى عشية الحرب الأميركية على العراق، وسيعيد القلق الأميركي إنتاج نفسه من خلال الاحتمالين التاليين:
1. إدارة الإدارة الأميركية ظهرها مرةً أخرى للمجتمع الدولي وتوجيه ضربة عسكرية إلى سوريا كخيار أخير.
2. خروج النظام السوري بريئاً من(دم الشهيد)، مما يضيف إلى الأزمة الأميركية في العراق ثقلاً معنوياً يضعف الهيبة الأميركية، مما يزيد من تخبطها وازدياد احتمالات التوغل أكثر في نفق الحماقات.
فللخمسين يوماً القادمة سؤال واحد: كيف سيخرج( الأمريكان والسوريون و ميليس) معاً من ورطتهم؟!

27/10/2005


















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأردن يحذر من تداعيات اقتحام إسرائيل لمدينة رفح


.. أمريكا تفتح تحقيقا مع شركة بوينغ بعد اتهامها بالتزوير




.. النشيد الوطني الفلسطيني مع إقامة أول صف تعليمي منذ بدء الحرب


.. بوتين يؤدي اليمين الدستورية ويؤكد أن الحوار مع الغرب ممكن في




.. لماذا| ما الأهداف العسكرية والسياسية التي يريد نتنياهو تحقيق