الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة مستعجلة إلى حبيبتي الإلكترونيّة

كمال العيادي

2005 / 10 / 28
الادب والفن


( ثمّ رأيت من يضرب برأسه على الحاسوب من القنوط… الفصل 7 من رواية قلب حائض, للكاتب )

فلذة كبدي الدّافئة, سلسبيل 67,
رسائلك المحصورة بطريقة مغرية, تدفع دماء الحياة وقلّة الحياء إلى قلبي.
اشدّها. أداعبها. ألاطفها. أتهجّأ حروفها. أمرّر بؤبؤ اليمين واليسار على إنتفاخ
عنوانها الأوّل. أدفعها برفق إلى الجهة اليمين. أغمزها. أفتح ما بين حروف علّتها. أتركها تلين. أدعكها. أربط فتحات ياءاتها. تتكمّش. ترتخي.
أرفع إزار مفعولها. أبوس فاعلها. أدغدغ حروف جرّها. ألعن أبوها بغنج.
أمرّر حاءاتها فوق ميماتها. أقرأ – آه- س. سلسبيل.
أقرأ: من س. إلى أ. ط.
أكتب حوّل.
أحوّلها من بريدي الذي يعرفه كلّ النّاس. إلى بريدي الذي لا يعرفه احد.
[email protected]
لا أمحو الأصل. اغمض فتحته إلى حين. أنزله بأسف أسفل برواز الحاسوب. أفتح كوّة أخرى. أكتب طلاسمي السّرّيّة. أرى رسالتك من جديد.
أهيج من جديد. أضغط بكلّ ما أوتيت من قوّة. يا قلبي الحديد. تتماوج حروف رسالتك, تتأوّه. تغمز بعين – ياهوه- تعتصرني بقوّة. أقترب, أشدّ متنها. أقرّب فأرتي. ترتعش فأرتي. يجفل عنوان – ايميلك - إلى الأمام.

العمى. أخطأت وضغطّت على زرّ آخر. تخرج دعاية للعبة تتحرّك كثيرا.
رأس عفريت أحمر ينهش بقرة خضراء برأس خنزير.
أهتمّ.
أستفيق.
لا أحتمل الحركة. كلّ حركة قد تكون قاتلة. مستعدّ لمقايضة كلّ رسائلي السّابقة. أضغط من جديد. يخرج لي عنوان لمقال كتبه لي صديق من سنة أو تزيد. أقرأ مستغربا وحانقا : أعيدوا لنا القدس.
خذو القدس يا أولاد ال…. أين هربتم بسلسبيل 67 ؟
أفتح بحث. تسألني آلة بحث عمّا أبحث.
أكتب : رسالة محصورة. رسالة قصيرة جاءت اليوم من سلسبيل 67. سأحطّمكم يا أولاد ال… إن لم ترجعوا لي رسالة سلسبيل67.
تذهب الكوّة وتأتي بعارف. يسوّي عارف نظّارته المعوجّة ويقدّم نفسة. – عفوا أنا عارف, غوغل عربي…. أبحث عربي…أنا من الهند. لكن أعرف, أعرف عربي كثييييييييييييييييييير. إنتم لو سمحتم عندكم مشكلة. انتم … من فضلكم.
عندكم مشكلة ما هيّ رجاء.؟
أنا غوغل. غوغل عربي, عربي هندي لو سمحتم.
يا اولاد الكلب. أين رسالة سلسبيل 67 التي ارسلتها منذ عشر دقائق ؟
- أكتبوا في فتحتي .
الرّجاء… لو سمحتم. اكتبوا انتم سلسبيل 67.
أكتب: سلسبيل.
تتساقط مئات من الأسماء المشابهة :
سلسبيل قلبي كشفرة سكّين, قصّة لوليد بعروش من اليمن. سلسبيل ولا تحيد , قصيد للجيلاني درواز من غمراسن. سلسبيل بوغندار الدلدول نائبة رئس غرفة الصّناعة والتّجارة تزور شركة – دبدوب- لصناعة الإسمنت.
قادة بنت سلسبيل الوعواش, حرم السيّد مرزوق الوعواش, سفير موريطانيا بالسّودان سابقا, تحضر حفل افتتاح مركز – السّريع – للإتّصالات اللاسلكية بالسودان, وتزور منطقة الدّعماشة.
…..
….
ياااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا كلاب.
أضغط على زر, اقدّر أنّه يفيد – ك… أمّكم.

يخرج لي السيّد غوغل. بلا نظّارات.
- أنا سيدي غوغل عربي. هندي أبحث عربي كويّس, عندكم سيّدي مشكلة؟
اسأله: - روح كان تنيّك. فين والدين زميلك غوغل الألماني؟
عربي أنت متاعك ليس طيّبا… أنا أحوّلك على غوغل ألماني, موش عربي…
طيّب يا ولد العمشه.
يخرج لي غوغل ألماني. يفتح نافذة للسّؤال عن مشكلة مستعصيّة.
أكتب بلغة ألمانيّة مشكلتي.
أبحث عن رسالة ضاعت منيّ من قليل. كتبتها وأرسلتها لي واحدة إسمها سلسبيل 67, سألتها مرّة عن …, لا يهمّ ماذا سألتها, فأجابت…..
أمّك. باش تعملّي مثل غوغل عربي الكلب ؟
ابحثلي عن كلّ الرّسائل التي وصلتني منذ 20 دقيقة.
- سيّدي أنت تبحث في المكان الخطأ.
إذهب إلى الأخ ” متابع البريد الخاص تجده عندك فوق. جهازك سيّدي, جهازك.
أكتب فوق : رسالة سلسبيل 67 يا أولاد الكلب.
تخرج لي نافذة اجابة : هل أنت متأكّد أن الرّسالة تحمل اسم اولاد في السّطر الأوّل ؟
أفهم.
أمحو لفظتي أولاد الكلب. اكتب رسالة سلسبيل الأخيرة.

هاي …هاي….حبّس حبّس.
أفتح رسالتك يا سلسبيل على عنواني الأوّل الذي لا تضيع عنده الرّسائل :
[email protected]

أقرأ بوقار وحبّ مذبوح.
أضحك…اضحك…
رسائلك المحصورة بطريقة مغرية, تدفع دماء الحياة وقلّة الحياء في قلبي.
اشدّها. أداعبها. ألاطفها. أتهجّأ حروفها. أمرّر بؤبئي اليسار على إنتفاخ
عنوانها اليسار. وأدفعها برفق إلى الجهة اليمين. أغمزها. أفتح ما بين حروف علّتها. أتركها تلين. أدعكها. أربط فتحات ياءاتها. تتكمّش. ترتخي.
أرفع إزار مفعولها. أبوس فاعلها. أدغدغ حروف جرّها. ألعن أبوها بغنج.

حبّوبتي سلسبيل,
آسف لما حصل البارحة, لأنّني لم أستطع قراءة شفرة رسالتك سوى بعد جهد,
ولمّا اتّصلت بك هاتفيّا كما طلبت منّي, على السّاعة العاشرة, حدث ما حدث. لم أفهم طبعا ما حدث. ولكنّني فهمت من صوتك المتكسّر والأصوات المرتفعة خلفك
أنّ زوجك بصدد ضربك. أرجو أن لا اكون السّبب هذه المرّة أيضا. لا احتمل أن تحدّثينني عن كسور جديدة بسبب رسائل لا يتجاوز أطولها السّطرين.
أنت لا تكتبين يا سلسبيل 67. انت تتألّمين وتصدرين اصواتا فقط. أنا أكتب يا سلسبيل67. فلماذا يعاقبك زوجك من أجل اصدار اصوات لا يسمعها الجيران؟
إسمعي يا سلسبيل67 , لماذا لا تعرضي على زوجك أن لا يضربك أيّام الثلاثاء والخميس وبذلك يمكننا التحدّث بالهاتف وتبادل الرّسائل, دون أن يكون هناك ضرورة للدّماء والكسور. وأرجو أن تطلعيه على كلّ رسائلي ليعرف أنّني لا أريد منك سوى فحيح صوتك. وشفرة عنوان بريدك. البقيّة له, لا بارك الله له فيما
يفتكّه منّي وهوحلالي الإلكتروني. ألست جوزك. أمّا هوّ فزوجك فقط. هل تفهمين يا سلسبيل 67. إذا لم تصل رسالتك اليوم فسأموت. سأموت يا سلسبيل 67. قولي لزوجك انّني سأموت. لا أريد سلسبيل أخرى. أنا أريدك أنت يا سلسبيل 67. أنت بالذّات, ولا أريد أن أعرف إسمك. لا أريد أن تكتبي لي عشر صفحات.
أنا أكتب لك يا سلسبيل. أنت مطالبة فقط بإصدار أصوات, وربّما كتابة سطرين.
عموما, إذا كان ما زال في ضلوعك ما يكفي للإتّكاء والكتابة فانهضي الآن يا حياتي واكتبي لي سطرا واحدا.
اكتبي : آآآآآآه…
أكتبي: آه…
اكتبي : آ…
هذا يكفي … يكفي وأكثر يا سلسبيل 67








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??