الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وداعاً للنظام الشمولى العربى

فاضل عباس
(Fadhel Abbas Mahdi)

2005 / 10 / 28
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


ما يحدث اليوم من أزمة بين الولايات المتحدة الأمريكية وسوريا يعيد إلى ذاكرة المواطن العربي الأزمة التي عصفت بمنطقة الخليج العربي بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية ولكن الذي حدث في الأزمة العراقية إن النظام الحاكم فضل إلى أخر لحظة مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها إلى إن سقط النظام في 9 ابريل 2003 على إن يقدم اى مشروع سياسي يهدف إلى الإصلاح السياسي الداخلي وفى نهاية المطاف دمر العراق وعندما دخلت القوات الأمريكية إلى بغداد لم يكن هناك اى احد يدافع عنها من ملايين الأعضاء في حزب البعث العربي الاشتراكي ولذلك فان وضع سوريا هو أكثر صعوبة من العراق فإذا كان لدى النظام العراقي السابق تحالف قوى من ألمانيا وفرنسا وأخر من روسيا والصين ساهم في منع صدور قرار دولي من مجلس الأمن يجيز الحرب على العراق فان سوريا عليها إن تعيد قراءة المعطيات السياسية من جديد على الساحة الدولية ، فروسيا والصين كانت لهما مصالح نفطية في العراق وكانت هي الدافع وراء محاولاتهم منع صدور قرار بالحرب على العراق ولكن سوريا لا تمتلك هذه القدرة النفطية وبالتالي فان صفقات السلاح المحدودة التي تحاول إبرامها مع روسيا لن تعطى حافزاً لروسيا أو اى دولة أخرى بالوقوف في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية لمنع صدور قرارات دولية ضد سوريا سوءً كانت عقوبات اقتصادية أو عمل عسكري قادم ، خصوصاً إن روسيا تواجه مصاعب اقتصادية وهى بحاجة إلى المساعدات الأمريكية وليست على استعداد لمواجهة الولايات المتحدة الأمريكية من اجل عيون سوريا وخصوصاً انه لا يوجد مقابل سياسي أو اقتصادي.
ولذلك فان تقرير ميلس يحمل في طياته أدانه واضحة لكبار المسئولين السوريين من الجهاز الامنى او السياسي ولكن قد يختلف السياسيون في بعض بنود التقرير ولكنهم بالتأكيد لا يختلفون في خطورة الوضع الذي يواجه النظام السوري والذي سوف يكون له انعكاسات خطيرة على الشعب السوري سوءً تم فرض عقوبات اقتصادية او تم التمهيد لعمل عسكري قادم ، وعليه فان السؤال هو كيف تواجه سوريا هذه الضغوط الأمريكية ؟،
فالنظام الحاكم في سوريا لا يستطيع مواجهة اى عقوبات اقتصادية مع المؤشرات الاقتصادية التي تتحدث عن اقتصاد ضعيف ينخره الفساد
أو اى عمل عسكري في المستقبل ولذلك فان الخطاب السياسي للنظام يجب أن يتغير وعليه أن ينتبه إلى حقيقة جديدة وهى أن الجماهير قد فقدت الثقة في الشعارات العالية النبرة والمواقف المتشددة وتكاد تكون هذه ظاهرة عالمية بسبب تكرارها ونحن هنا لا نطلب من سوريا إن تنصاع إلى المطالب الأمريكية بخصوص حقوق سوريا في الجولان او طبيعة السلام المطلوب مع إسرائيل حتى لا تبدأ الدعاية الثورية في التخوين من ألان ويبدأ الطبالون في العزف والتملق على حساب الشعب السوري ، ولكن على النظام السوري إن يعرف إن الشعب السوري له حقوق وهو شعب عظيم ويستحق الحرية والديمقراطية فالمطلوب من النظام السوري إن يبادر إلى القيام بإصلاحات داخلية سريعة وهى إنهاء حكم حزب البعث المطلق وإطلاق حرية الأحزاب وإطلاق سراح المعتقلين السوريين وصياغة دستور عقدي جديد يتضمن مبادىء الديمقراطية المتعارف عليها دولياً و أجراء انتخابات رئاسة وبرلمانية حقيقية وتحت أشراف مراقبين دوليين وبدون ذلك فان الشعب السوري لن يقف مع النظام في اى مواجهة قادمة سوءً كانت اقتصادية او سياسية او عسكرية. .
وأما إذا اتبع النظام في سوريا ما تقوم به بعض الأنظمة العربية الشمولية من أجبار قطاعات شعبية واسعة اغلبها من الحكومة ( موظفي القطاع العام ) للتظاهر ضد الولايات المتحدة الأمريكية وإعلان التعبئة العامة واستعراض العضلات في شوارع دمشق فان عليه إن يعلم أنها قراءة خاطئة للإحداث وان الملايين التي تتظاهر سوف تنسحب مع انطلاقة اول رصاصة وخصوصاً إن الغالبية العظمى من الشعب السوري يشعر إن حقوقه مسلوبة والحرية معدومة في سوريا ولذلك فلن يدافع السوريون عن نظام ساهم في قمعهم واضطهادهم لسنوات ومازال للأسف بعض أعضاء منظمات حقوق الإنسان والسياسيون يزجون في المعتقلات السورية هذا بالإضافة إلى العديد الكبير من المبعدين عن وطنهم لأسباب سياسية .
هناك دول عديدة قد تختلف مع السياسية الأمريكية ومنها تشافيز في فنزويلا ولكن الفرق إن هناك دول بها مؤسسات تحكم وشعب ينتخب الرئيس ولذلك فلا يمكن للولايات المتحدة او غيرها إن تهدد هذه الدول وحتى شافيز عندما جرا استفتاء على رئاسته وفاز فيه خضعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى هذه الرغبة ولم تستطع إن تسقط شافيز بالقوة ولا يوجد دوله في العالم يمكن إن تؤيدها في ذلك ولكن نحن في العالم العربي أنظمة مستبدة وقمعية ومطلوباً منا إن ندافع عنها تحت شعارات قومية او اشتراكية او إسلامية وهذا لن يحدث ألان .
وعليه فان على النظام في سوريا إن يسلم السلطة إلى الشعب في انتخابات عامه حقيقة او مواجهة المجهول القادم والذي قد يكون مقدمته حصاراً اقتصادياً وفى كلا الحالتين فان النظام الشمولي يكتب صفحاته الأخيرة فاستمرار الحكم الشمولي سوف ينتهي وبنهايته سوف تنتهي حقبة من التاريخ العربي كانت مليئة بالدمار والدماء والشعارات الرنانة ولكن الشعب العربى هو الضحية لهذه الشعارات الثورية ومنها الشعب السوري ويحق لهم ألان إن يتنفسوا الهواء النقي الديمقراطي بعد سلسلة حروب وحالات طوارىء ومعتقلات وفى النهاية هزائم متتالية .







































التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-