الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في براغماتية الخطاب

جلال صادق حبش

2015 / 10 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو أن السيد حسن نصرالله يتقن الخطابة، و هي فن، لكن كثرة الإطلالات، أضاعت موهبته، في جمع التناقضات و تسخيرها في خدمة قضاياه.
لوحظ الكثافة غير المسبوقة في إطلالات السيد مؤخرا، و هو مؤشر على تأزم وضع حزب الله عموما، لجهة غرقه في دماء الشعب السوري، فالأعداد الكبيرة للقتلى و الجرحى، مقابل عدم إنجاز شيء يذكر، و بخاصة بعد هزيمة الزبداني، تطلبت شحذا للهمم، بخطابات تربط اليوم بالماضي، لتقول بلسان السيد و إن هزمنا، فإن الحسين هزم لكن قضيته محقة!
بالطبع هو ربط غير منطقي، إذ إن الحزب يقتل شعبا أعزلا لأنه خرج بوجه الطاغية، ثم الجديد هو حشر ما يسمى جمهوره في الزاوية، حين قال:"من يتراجع، من يفكر أن يتراجع فهو كمن يترك الحسين ليلة العاشر في وسط الليل". إذا مجرد التفكير في التراجع، هو خيانة كبرى، أن تفكر في التراجع عن قتل الشعب السوري، هو كأن تترك الحسين ليذبح!
كان بارزا أيضا، المرور الطويل على مؤامرة أمريكية مفترضة، للوصول بأن من يقاتلون النظام، كانوا علمانيين أو إسلاميين(بحسب تعبير السيد)، هم ينفذون مشروع أمريكي، نقطة تحول مهمة، تأتي بعد أن وضع السيد، في كل خطاباته السابقة، كل من يقاتلون النظام في سلة داعش، رافضا الإعتراف بوجود، المعارضة المعتدلة، أو الجيش الحر، رغم أنه لا يقاتل سوى الجيش الحر!
يبدو أن السيد حاول، إستعطاف القوميين العرب و اليساريين، الذين يحللون من منطلق المؤامرة الأمريكية، بعد أن إستنفذ قاعدته، هؤلاء الذين بحسب الأخبار الأخيرة أصبح لهم مراكز عسكرية في جرود لبنان الشرقية، تحت إدارة الحزب و توجيهه، لذا بعض اليسار المتموضع خلف الحزب، يرى فيه قائدا، و رأى في خطابه، جرأة و صوابية في التحليل، ذلك اليسار الذي توقف التاريخ عنده، في حقبة الإتحاد السوفياتي، لم يفهم بأن التدخل الروسي، في سوريا اليوم، هو تدخل إمبريالي، يهدف لتأمين مصالح روسيا على إختلافها في سوريا.
بالطبع لقد أحرج الحزب من تفرد روسيا على الساحة السورية، و تحجيم إيران التي يتلقى الحزب أوامره منها، كما أحرجه التنسيق الروسي مع إسرائيل، التي أسس الحزب كل رصيده، على العداء المفترض لها، وظهر ذلك جليا في تغيّر نوعية الخطاب.
إذا السيد يستشعر الهزيمة، فبعد الوعد الدائم بالنصر، أصبح القول عند"سننتصر فيها إن شاء الله"، أي دعاء لنفسه بالنصر البعيد، بعد ما إنكسر تحت إرادة الشعب السوري، لأنه بتعبيره الغزاة دائما ما يهزمون!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟