الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روسيا و الفخ الاميركي

محمد فريق الركابي

2015 / 10 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


روسيا و الفخ الاميركي
محمد فريق الركابي

في عام 2013 اعلن الرئيس الاميركي عن استعداده للقيام بضربة عسكرية ضد النظام السوري الامر الذي اثار ضجة عالمية و وصفت في حينها بشرارة الحرب العالمية الثالثة فالنظام السوري كان قويا و قادرا على المبادرة و اعلن ان المصالح الاميركية في المنطقة ستكون في مرمى النيران السورية اذا ما نفذ الرئيس اوباما ضربته و لكن سرعان ما تراجع اوباما عن ضربته بعدما وضع بنفسه العراقيل امامها و طلب تفويضا من الكونغرس الاميركي للقيام بها رغم عدم الحاجة له و قد وصف اوباما بالتردد و التخوف منذ ذلك اليوم الى يومنا هذا بل انعكس الامر على سمعة الولايات المتحدة الاميركية باعتبارها دولة عظمى اساء اليها هذا التراجع و التخبط الذي يقوم به رئيسها .

اما اليوم و بعد مرور عامين على ضربة اوباما التي لم تنفذ و ما لحق بادارته من ضرر بسبب تراجعه نستطيع ان نصل الى الاسباب التي دعت الى الغائها و استبدالها بأساليب سياسية دبلوماسية و التي لم تستفد منها روسيا و استمرت في اتباعها الاساليب العسكرية التي تخوفت منها الادارة الاميركية ليس لضعف قواتها بل من نتائجها التي ربما ستكون اشد ضررا و انتكاسة فمن الواضح ان ادارة اوباما و اثناء نقاشها مسألة الضربة العسكرية في عام 2013 و التي اعتقدوا انها ستنهي نظام الاسد في عام 2013 توصلوا الى السؤال الاتي ( ماذا لو فشلت العملية ؟) و نفذ النظام السوري وعده بضرب المصالح الاميركية في المنطقة و بمساعدة حلفائه حينها ستكون الولايات المتحدة في مواجهة النظام السوري و روسيا و ايران .

و كما اشرنا الى ان روسيا لا تتعلم الدرس ولا تستطيع الاستفادة من الاحداث بسبب النزعة العسكرية التي يحملها بوتين صاحب السلطة و القرار و اعتماده على قوته العسكرية الهائلة على الرغم من ان زمن الحروب العسكرية انتهى و اصبحت الدبلوماسية الاداة الفعالة في حل النزاعات و لعل الاتفاق النووي التي تم بين الولايات المتحدة الاميركية و ايران خير دليل .

و على الرغم من ان نظام الاسد كان و لا يزال حديث المفاوضات العالمية إلا ان داعش اصبحت حدثا لا يقل اهمية و قد تحشدت دول العالم لمواجهته وصار لدينا معسكرين الاول للولايات المتحدة الاميركية و الاخر حديث العهد تحت قيادة الروس و هو و كما يراه مراقبون الاقوى و الاكثر قدرة على ازالة داعش و لكن هل هذا يعني فشل تحالف الولايات المتحدة الاميركية ؟ بالطبع لا , بل تعتمد الولايات المتحدة سياسة جديدة و قد نجحت نوعا ما في تحقيقها فقد تمكنت من تصوير نظام الاسد و حلفائه على انهم جماعات ارهابية و ما داعش إلا احدى نتائج بقاء الاسد و مرة اخرى سواء عن قصد او دونه نجحت في استدراج روسيا في توجيه ضربات عسكرية ضد داعش الامر الذي سيعود بالنفع على حلفاء اميركا و دول الخليج في المقدمة فنظام الاسد يطلب الدعم او يتخذ من داعش ذريعة في عملياته العسكرية و يعتبر نفسه ضد الارهاب في الوقت الذي تدمر فيه روسيا دعامته و السبب المباشر لبقاء نظامه و اذا ما نجحت روسيا في تدمير داعش و القضاء عليها فستقدم نظام الاسد على طبقا من ذهب الى الولايات المتحدة الاميركية للقضاء عليه بكل سهولة و بأقل الوسائل تكلفة .

اصبح الامر اكثر وضوحا الان فضربة اوباما لم تنفذ إلا ان اهدافها نفذت دون عناء و استطاعت الدبلوماسية طويلة الاجل التي اتبعها في تحقيقها رغم مضي عامين تقريبا مستغلا بذلك اندفاع روسيا و محاولاتها الظهور بصورة المنافس القوي امام الولايات المتحدة الاميركية او حتى بصورة الدولة التي تحارب الارهاب و ربما نحجت في الظهور بصورة الصورة في المنطقة إلا ان ذلك كان جزءا من الفخ الذي نصبته ادارة اوباما








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من ساحة الحرب إلى حلبة السباقات..مواجهة روسية أوكرانية مرتقب


.. محمود ماهر يطالب جلال عمارة بالقيام بمقلب بوالدته ????




.. ملاحقات قضائية وضغوط وتهديدات.. هل الصحافيون أحرار في عملهم؟


.. الانتخابات الأوروبية: نقص المعلومات بشأنها يفاقم من قلة وعي




.. كيف ولدت المدرسة الإنطباعية وكيف غيرت مسار تاريخ الفن ؟ • فر