الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأجندة المختلفة والشراكة السياسية

إعتراف الريماوي

2005 / 10 / 28
القضية الفلسطينية


على مدار الشهور السابقة، ومنذ أن صار الحديث حول "التهدئة" التي جاءت كإحدى نتائج حوارات القاهرة ما بين الفصائل والسلطة الفلسطينية، ونحن كفلسطينيين نعيش حالة من التناقض والإرباك، تتجلى في أكثر من موقف أو صعيد، سواء فيما يتعلق بقضايا السياسة والمقاومة والحياة اليومية الداخلية.
فحوارات القاهرة وتفاهماتها لم تخرج بالجديد للحياة الفلسطينية، ولم تفعل شيئا على الأرض لرأب الصدع في فهم وممارسة العمل السياسي والمقاومة، وبقيت الأطراف الفلسطينية، تفسر التفاهمات تلك حسب ما تراه مناسبا ومتقاطعا مع أجندتها في ظل غياب التركيز على القضايا العامة المشتركة، وفي ظل ممارسات الإحتلال بحق الشعب الفلسطيني. فالسلطة الفلسطينية تختزل التفاهمات تلك في ضرورة الحفاظ على التهدئة، وسياسيا وبمشاركة أطراف عربية تسعى لربط خطة إعادة الإنتشار في غزة بخارطة الطريق كرؤيا سياسية بمنظورها، والفصائل تركز أيضا على إلتزامها بالتهدئة المشروطة بالرد على الخروقات الإحتلالية (رغم عدم إعتراف "إسرائيل" بالتهدئة)، وبذات الوقت، فالفصائل تطالب بالمضي قدما في تناول تفاهمات القاهرة بالجملة، كالشروع في العمل لإعادة بناء م.ت.ف والشراكة في القرار السياسي الفلسطيني وإنجاز الإنتخابات البلدية والتشريعية بموازاة إلتزامها التهدئة.
فإذا تمعنا بهذه الصورة نجد وندرك مدى الفجوة الحاصلة ما بين التفاهمات والممارسة على الأرض، فالسلطة الفلسطينية، تريد التهدئة توطئة لمشروعها السياسي، وترى بالعودة إلى أي شكل مقاوم يجب ألا يأتي إلا من خلال تفاهم جماعي جديد، بالوقت الذي تنفرد فيه في صياغة المواقف السياسية وحدها(كون السلطة تمثل لون الحزب الحاكم فقط)، وقصورها (حسب إدعاء الفصائل) فيما يتعلق بضرورة عمله إتجاه م.ت.ف والتخوف من تأجيل الإنتخابات التشريعية.
وبالوقت نفسه، الإحتلال باق، وأعادة الإنتشار في غزة لم ترق إلى مستوى الإحتفالات بها، فقد أفضت إلى سجن كبير يعيش فيه أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، وحملات الإعتقالات والإغتيالات وعذابات الحواجز في الضفة الغربية تتواصل وتتصاعد على يد جيش الإحتلال، وحكومة العدو ما زالت تحصد سياسيا وتأييدا عالميا ثمن إعادة الإنتشارهذه!.
نتساءل هنا، إلى متى هذا الحال سيتواصل؟ أما آن لنا مغادرة هذا التشرذم؟! نبقى منقسمين داخليا "نتشاجر" على كعكة غير موجودة؟ كل يوم يأتي ويحمل لنا إرباكا وتخبطا أكثر من سابقه، والإحتلال بكل ممارساته ومشاريعه الإستيطانية يروج نفسه ومفاهيمه، ويكافأ عالميا وعربيا بترسيخ العلاقات وفتح باب التطبيع...أما من عبرة لنا في هذا ؟
المرحلة الحالية، وما يدور فيها من مخططات صهيونية إستيطانية وسياسية، مترابطا مع ما يجري في المنطقة من تطورات سياسية حادة تقودها أمريكا وحلفاؤها، تفرض علينا كفلسطينيين، شعبا وقيادة ، فصائلا وسلطة، التوحد في برنامج سياسي مقاوم، فالسياسة ليست بمعزل عن المقاومة، والمقاومة ليست هواية بل هي رد فعل لواقع يفرض وجودها، ولا بد من المزج الخلاق بينهما كأداة واحدة في سبيل تحقيق مشروعنا الوطني، فلم يعد ممكنا لأحد التفرد بالقرار السياسي الفلسطيني وفق أجندته وحده، أوالمراهنة على الحلول الجزئية والأمنية، بل لا بد من شراكة حقيقية في صنع القرار الفلسطيني، وهذا بدوره يقود إلى إرادة جماعية في إتخاذ الوسائل النضالية والكفاحية المناسبة والمتكاملة مع الرؤية السياسية وفق المصلحة الوطنية، وأي إختلال في هذه المعادلة يعيدنا إلى المشكلة ذاتها بممارسة كل لون لأجندته وفق ما يراه مناسبا.
الشراكة هذه تمثل شكلا وحدويا إنتقاليا حتى إجراء الإنتخابات التشريعية، والتي ستفرز ممثلين عن الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة بأطيافه المختلفة لتكن مرجعيته في مختلف القضايا والهموم، وبموازاته يجب فتح ملف م.ت.ف للنقاش والحوار الجدي للخروج من دائرة المراوحة بالمكان إلى فضاء إعادة بنائها وتشكيلها وفق أسس ديمقراطية أيضا ، متوجة بإنتخاب مجلسها الوطني كمرجعية عليا للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده.
إن تحقيق هذا الفهم من الشراكة السياسية الفلسطينية، يقدم لنا إمكانية وقوة كبيرة في مواجهة الإستحقاقات السياسية العامة، مثلما يشكل طريقا للخلاص من حالة الفوضى الداخلية المقابلة للحالة السياسية الحالية، ويجعل من مختلف الهموم الأخرى سواء الإقتصادية ،الإجتماعية والقانونية ...إلخ التي يعيشها أبناء شعبنا محط بحث وعمل لحلها بأنسب الوسائل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكسيوس: الولايات المتحدة علّقت شحنة ذخيرة موجهة لإسرائيل


.. مواجهات بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين أثناء اقتحامهم بيت




.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال تقوم بتجريف البنية التحتية في م


.. إدارة جامعة تورنتو الكندية تبلغ المعتصمين بأن المخيم بحرم ال




.. بطول 140.53 مترًا.. خبازون فرنسيون يعدّون أطول رغيف خبز في ا