الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات التحكيم من لندن .. ردا على تخرصات - سليم - الحسنى .... (( اليوم الخامس ))

محمود جابر

2015 / 10 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


اتفاق مع الاصل واختلاف مع الفرع :
فى المقال رقم (47) من سلسلة مقالات غرفة التحكيم فى لندن والتى يحررها سليم الحسنى والمعنونة بـ ((إسلاميو السلطة (47) كانوا سيئين فزادتهم المناصب سوءاً)) يقول الحسنى : ((في أوائل الثمانينات كان اسم الحاج غالب الركابي (أبو سعود) قد ملأ أجواء العراقيين في سوريا، فالرجل ورث عن خاله المرحوم (كاظم لملوم) عضو القيادة القومية لحزب البعث السوري وصديق الرئيس الراحل حافظ الأسد، علاقاته الواسعة مع المسؤولين السوريين. وقد اكتشف الأسد في مراسم التشييع جموع المشيعين العراقيين الكبيرة، فأدرك أن المرحوم كاظم لملوم يحتل مكانة شعبية بين المهاجرين العراقيين لما كان يقدم لهم من خدمات، فأوصى ان يقوم بدوره ابن اخته السيد غالب الركابي، مع أنه لم يكن بعثياً، لكن ذلك من حنكة الرئيس حافظ الأسد وضمن ادارته للقوى العراقية في سوريا، حيث أراد شخصية مستقلة محسوبة على الاتجاه الإسلامي الشيعي في مواجهة كتلة عبد الجبار الكبيسي والأحمر. وكان الركابي يقيم في الكويت ويمتلك صيدليته في عيشة ميسورة، فتركها واستقر في دمشق لخدمة العراقيين.((
فالحسنى يحدثنا عن فترة العقد الثامن من القرن الماضى ونشاط حزبه – الدعوة– فى سورية التى كان وما يزال يحكمها البعث الثورى شقيق البعث العراقى وتوأمه ...
وهكذا يكشف لنا – السيد – سليم بأن حزب الدعوة لم يكن صراعه مع حزب البعث.. الا صراع على الكراسي والسلطة.. وخاصة اذا ما علمنا ان من اكبر حلفاء حزب الدعوة هو حزب البعث السوري.. وكذلك يجب أن نعلم ما اعترف به أحد قيادات الدعوة (ضياء الشكرجي) بأن حزب الدعوة نسخه طبق الأصل من حزب (الإخوان المسلمين) ولكن بغطاء يدعى أنه (شيعي) وما اعترف به علي الأديب من أن الدعوة– الحزب - تأسس (انطلاقاً من هموم اقليمية) اي اعتراف أن الدعوة لم يتأسس انطلاقاً من هموم عراقية .. وخاصة أن الدعوة حزب كحزب البعث .. حزب شمولى .. لا يعترف بالعراق كوطن.. لذلك لا نرى هناك فرقاً بين حزب (البعث العربي الاشتراكي) و (حزب الدعوة (الاسلامية)).
والامر الآخرأنا لا استطيع أن اقبل أن هناك خلافا فكرياً بين البعث العراقى والبعث الثورى، لانه من الثابت تاريخيا ومعرفيا أن الخلاف حدث بعد وصول كلا من البعث العراقى والبعث السورى إلى السلطة،أو ما حدث بين عامى 1978و1979 وكان جملة الخلاف محصورة فى :
- انتقال الحرس القديم من سورية الى العراق، وتحول الخلاف الشخصى القديم بين البعث – الجديد – والبعث – القديم – فى سورية الى خلاف جغرافى بين البعث السورى والبعث العراقى .
- الخلاف على القيادة القومية للبعث .
- الزعامة العربية
- الوحدة العربية
- الخلاقات التنظيمية
- المسألة اللبنانية
- المسألة اليهودية فيما يخص هجرة اليهود من العراق.
وهذه النقاط السابقة لسنا معنين بمناقشتها فى هذا المقال ولكن النقطة التى سوف نتوقف عندها هنا هى :
- موقف البعث من الدين الاسلامى.
وللجواب عن السؤال لابد للقارىء أن يعرف من هو حزب البعث، ونقول :

حزب العربى الاشتراكي حزب تأسس فى دمشق عام 1947 تحت شعار أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة. واهدافه وحدة حرية اشتراكية. وهى تجسد الوحدة العربية والتحرر وإقامة النظام الاشتراكىالعربى.
نشأ حزب البعث فى بداية الأربعينات على يد ميشيل عفلق وصلاح البيطار بعد عودتهما من الدراسة فى السوربون فى باريس عام 1933.
وعفلق الذى يعد منظر للحزب ومنظما له وقد حاول ميشيل ضرب دين الاسلام والنبي محمد بشتى الطرق والاساليب الخطابية والايدلوجية في حزبه، وحاول تاسيس فكرة الإلحاد في اذهان المسلمين بان الاسلام حركه ثورية قام بها زعيم قبلي عربي لادخل لها بالرسالة الالهية ولابالنبوة والوحي.
الفكرة الالحادية وتمريرها باذهان المسلمين العرب هو بالاعتماد والتشبث بمسألة القومية العربية وجعلها أهم من النبوة التي طرح محمد– صى الله عليه وآله - نفسه من خلالها وحاول عفلق اقناع اتباعه من ان محمدا نجح في نهضته بقوميته العربية لا بشخصيته النبوية؟.
ففي كتابه (في سبيل البعث) يذهب الى ان اساس الحزب هو الوحدة العربية ولاتعني رفع الحدود الجغرافيه بين العرب , بل المقصود اصلاح الفرد والمجتمع العربي , ويتحقق هذا لو تجرد العرب عن الدين والمذاهب القبلية فهذه مظاهر الرجعية, وعليهم ان يضعوا قيم الانسانية نصب اعينهم.... فواضح جدا ان عفلق ينكر دين الاسلام تماما الذي يدين به اغلب العرب ويراه من مظاهر الرجعية والتخلف.
وعلينا أن نتأمل مقولة عفلق : يمكن ان يكون كل فرد من العرب محمدا اخر, كما أن محمدا هو تجسم للروح العربية وللأمة العربية.
وفى موضع أخر يقول عفلق: لابد أن يتضح حينما نقول على كل فرد عربي أن يكون محمدا, ليس معناه تقبل المذهب الرجعي والتعاليم الدينية والعبادات بل المقصود أحياء التراث العربي والرجوع الى اصالة العرب والايمان برسالتهم الخالدة .
إذن حزب البعث بشقيه العراقىوالسورى متفقان من هذه الزاوية الفكرية تمام الاتفاق والخلاف هو الرؤى الحركية وبعض القضايا المستجدة على مستوى القيادة والاحداث.
بدأ الخلاف :
كانت العلاقة بين البعث فى كلا من القطر العراقى والقطر السورى علاقة متينة حتى تجربة الوحدة الفاشلة التى إنتهت نهاية دموية بعد فشل تجربة العمل الوحدوي بين بغداد ودمشق التي تمت أواخر عام 1978 و انتهت في صيف 1979 بعد التصفية الدموية للبعثيين في بغداد واتهام الأخيرة لدمشق بالوقوف خلف الانشقاق مما أجهض مشروع الوحدة المفترضة وأدخل النظامين نظام صدام في بغداد ونظام حافظ الأسد في الشام في معركة كسر عظم دموية توجت بمحاولات القيادتين إحداث إنقلابات متبادلة.
فدعمت بغداد المعارضة السورية وخصوصا جماعة الإخوان والفرع البعثي المؤيد للعراق، فيما قامت دمشق بدعم الفرع البعثي المؤيد لدمشق وكذلك حزب الدعوة، وتدفق المعارضون العراقيون على دمشق وبدأت مخابرات النظامين بإدارة عمليات تخريب متبادلة، فيما اعتمد السوريون على جهود المعارضة العراقية من عناصر (حزب الدعوة) و (منظمة العمل الإسلامي)!.
وزاد تدفق العراقيين من المتمولين والمهجرين وأصحاب رؤوس الأموال وحتى المفلسين على دمشق، واهتمت المخابرات السورية بالقوى الدينية العراقية ونسجت مع قياداتها علاقات خاصة من خلال أحد أهم فروع المخابرات السورية وهو فرع (مخابرات القوة الجوية) الذي كان مخصصا للتنسيق مع حزب الدعوة من خلال رئيسه اللواء محمد الخولي، وكذلك الفرع 279 (الفرع الخارجي) المخصص لتعقب وتجنيد المعارضين العراقيين، ولعب نور المالكى ( رئيس الوزراء السابق) و الوزير العراقي الحالي باقر صولاغ– حمل ثلاثة حقائب وزارية من الداخلية الى المالية واخيرا النقل - دورا استراتيجيا في إدارة أمور التخريب السوري في العراق من خلال تجنيد العناصر الإنتحارية.
إنعكس الصراع الطائفي حتى على وضعية عمل حزب البعث السوري نفسه!، فكانت القيادة القومية السورية للحزب منقسمة بين جناح بعثي سني يقوده (جبار الكبيسي وفوزي الراوي) وجناح بعثي شيعي يقوده (سهيل السهيل) والأنصاري!!.
وهنا يستوجب علينا عدة اسئلة وخاصة بعد ردود بعض الإخوة على المقالات السبقة بأن ما حدث لا يتحمله حزب الدعوة الإسلامى وهنا اتوجه الى هؤلاء أولا وغيرهم ثانيا بالأسئلة :
- هل من الإسلام أن تتعاون مع حزب علمانى لا يؤمن بالدين؟.
- هل من الإسلام أن تتعاون مع حزب مفكره الرئيسى لا يرى فى الإسلام أنه دين؟.
- هل من الإسلام أن توالى هؤلاء؟.
ثم سؤال كبير آخر :
- هل من الوطنية والإيمان أن أقوم بتخريب منشآت بلدى ووطنى – الذى هو ملك لكل فرد فى الشعب – لاننى مختلف مع نظامه الحاكم، وهل الخلاف مع الحاكم المستبد أو الظالم يدفعنى إلى تخريب بلدى، من أين لكم المسوغ الشرعى والمسوغ الأخلاقى والمسوغ الوطنى لهذه الأفعال؟.
وفى الأخير نقول كلاما ربما هو عنوان حلقتنا التالية :
- ما هو السند الوطنى والشرعى الذى قام على أساسه حزب الدعوة؟.
اتمنى قبل ان انشر هذا المقال (( شرعية الدعوة)) أن تصلنى اجابة من الأخوة اعضاء وقيادات هذا الحزب ..... والسلام ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهاجم أردوغان.. أنقرة توقف التبادلات التجارية مع تل


.. ما دلالات استمرار فصائل المقاومة باستهداف محور نتساريم في غز




.. مواجهات بين مقاومين وجيش الاحتلال عقب محاصرة قوات إسرائيلية


.. قوات الأمن الأمريكية تمنع تغطية مؤتمر صحفي لطلاب معتصمين ضد




.. شاهد| قوات الاحتلال تستهدف منزلا بصاروخ في قرية دير الغصون ش