الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألحاخام ألوهّابي..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 10 / 28
كتابات ساخرة


ألحاخام ألوهّابي..
يُحكى أن يهوديا فقيرا وأبو عيال ، يعيش في غرفةٍ صغيرةٍ ، هو ، زوجُه، أبناؤه السبعة وأُمه ، ضاقت به الحياة وضاقَ بها ، لا يجد منفذاً من الوضع البائس الذي يعيشه هو وعائلته ، ما بين فقرٍ مدقع ، جوعٍ متواصل ،اكتظاظ لا يُحتمل ومطالب لا يستطيع توفيرها ... وعلى عادة أبناء عمومتنا في استشارة الرابي بكل شؤون الحياة . توجه الى الرابي في قريته شارحا له بؤس حالته وطالباً العون ..
-هل لديك عنزة ؟ تساءل الرابي ... ولما كانت الإجابة بالإيجاب ، نصحه الرابي بإدخال العنزة الى غُرفة المعيشة مع العائلة ...!!
لم تعد الأمور ،تُحتمل بوجود العنزة ، فتوجه صاحبنا مرة أُخرى الى الرابي ..الذي بادره بالسؤال : - كيف الأمور الآن ؟ هل تحسنت الأوضاع ؟
- لقد ازداد الوضع سوءاً يا حضرة الرابي ، فالعنزة كثيرة الحركة ، تثغو طيلة النهار وملأت البيت ضجيجا وفوضى على ما كان فيه ، والأنكى من ذلك، فهي تقضي حاجتها في كل مكان ..بحيث لم يبقَ في البيت مكان نظيف نضع عليه رؤوسنا ..
-حسناً لا بأس ..!! قال الرابي واستأنف حديثه ،: هل لديكم بقرة ؟!
-نعم ..أجاب اليهودي الفقير
- إذن أدخلها هي أيضاً الى الغُرفة معكم .... ! نصحَ الرابي
-لكن يا حضرة الرابي ، الأوضاع في البيت لا تُطاق بدون البقرة ، فكيفَ سيُصبحُ حالنا معها ..!!
- لا عليك ، استمع لنصيحتي وأفعل كما أقول ..!! لم يتنازل الرابي عن خُطته للعائلة ..
ويمر أسبوع آخر ما بين خوار وثغاء ، فضلات وفوضى ، بحيث قضى أفراد الأسرة غالبية اوقاتهم خارج الغرفة ،ولم يدخلوها إلا ليضعوا رؤوسهم لحظات علّهم ينالون قسطاً من الراحة ..
وفي السبت التالي ، ما أن انهى الرابي موعظته حتى اندفع اليه الرجل الفقير ، وقال له :لم يعد بإمكاننا التحمل ، لقد انقلبت حياتنا جحيما ...!!
- لا عليك يا بني ...!! هل تزعجكم البقرة كثيرا ؟ أعِدها الى مكانها الأصلي في الخارج ..!! مضى اسبوع وجاء سبتٌ جديد .. توجه الرابي الى الرجل ، وسأله: كيف هي احوالكم الآن ؟؟
-الحمد لله تحسنت قليلا بعد إخراج البقرة ..أجاب الرجل ...
-إذن أخرِجوا العنزة من البيت ..!! قال الرابي
وفي السبت التالي توجه الرجل الى الرابي فرحا منشرح الصدر وعلى وجهه علامات السعادة ولسانه يلهج بالشكر : شكرا لك ايها الرابي ، فالآن نستطيع النوم والتحرك في البيت ، لا ثغاء ولا خوار ، هناك مكان لنوم الجميع ، اشكرك يا حضرة الرابي من كل قلبي ..!!
أما الوهّابيون "بأولياء" أمورهم ومشايخهم وتحت أوامرهم ونواهيهم وشرطة أمرهم بالمنُكر ونهيهم عن المعروف ، فقد حولوا حياة الناس في مهلكتهم ، وخاصة النساء الى جحيم ،وأحصوا عليهم انفاسهم، بحيث تحولت البلدان الشقيقة والمجاورة متنفساً لهم .. يهربون اليها !! فبادر الحاخام الوهابي الى إدخال "عنزة" السلفية الى بلاد العرب والمسلمين ، وأتبعها "ببقرة" الداعشية ، لتتحول بلدان المسلمين الى جحيم مستعر .. ولا سبيل في المنظور القريب ،لإخراج العنزة ولا البقرة ..!!
وهكذا تحولت المملكة الوهابية الى قلعة للليبرالية وحقوق الانسان ، فالمرأة تعمل وتدرس في الجامعة ، تتسنم المناصب بل وفي القريب ستشارك كمُرشحة ، وليس كناخبة فقط ، في انتخابات الحكم المحلي ، بل وتستطيع قيادة السيارة داخل الحرم الجامعي ...
فبالله عليكم ، إين تُفضلون العيش ؟! في المملكة الوهابية مع التقييدات ، أم في دولة الخلافة ؟! واذا استمرت الأمور هكذا ، فسنطالب جميعا بتوكيل المملكة بملف هيئة حقوق الانسان العالمية!!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السياسة الدولية في حِكَم وأمثال
الحكيم البابلي ( 2015 / 10 / 29 - 17:15 )
السيد قاسم محاجنة .. تحية
مقال جميل وحكمة رائعة، عندنا في العراق مثل جميل يختصر هذه القصة ومعناها وكل ما شابهها، يقول المثل
أشََوفَك جهنم حتى تِرضة بالصخونة

وترجمة هذا المثل اإلى لفصيح ههههههه هي: اُريكَ جهنم حتى ترضى -بالصخونة- بالحمى

هي حكمة يتبعها الكثير من الأفراد والمجتمعات والحكام والحكومات وكل اللؤماء
إستمر عزيزي .. مسيرتك الفكرية والكتابية تروق لي دائماً
كل الود .. طلعت ميشو


2 - شكرا عزيزي الحكيم
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 10 / 29 - 17:21 )
تحياتي وخالص شكري
مثل حلو وجميل ومعبر
تقبل مودتي

اخر الافلام

.. ما هو سرّ نجاح نوال الزغبي ؟ ??


.. -تعتبر مصدر إلهام للكثير من الأعمال-.. أفلام ينصح بها صانع ا




.. أفلام تستحق المتابعة في صباح العربية


.. ترشيحات أفلام قديمة عليك إعادة مشاهدتها




.. صانع المحتوى أحمد النشيط يرشح أفلام يجب مشاهدتها فورا