الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحذير للمسافرين بالطائرة عبر الأجواء الاسرائيلية: استخدموا الحفاظات لكم ولأطفالكم

ميشيل حنا الحاج

2015 / 10 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


هذا المقال ليس من باب السخرية أو التندر، فقد تأكد دون مجال للشك بأن اسرائيل تفرض فعلا على الطائرات المدنية التي تحلق أو تعبر أجواءها، بالزام الركاب بالبقاء في مقاعدهم وعدم مغادرتها حتى لو اضطرتهم الاحتياجات الجسدية الطبيعية للذهاب الى المرحاض.
فتجربتي الشخصية في يوم الأربعاء الماضي 21/10، قد تأكد بأنها لم تكن مجرد تجربة فردية، بل هي عامة وقد تعرض لها الكثيرون. وساذكر هنا مجرد نماذج قليلة مما وردني من تعليقات، أو مقالات نشرت حول هذا الموضوع.
فالأستاذ نجيب أبو كركي، قد كتب في 22/10 تعليقا على المقال يقول فيه: " نعم واذكر اثناء اخر رحلة من باريس الى عمان مع الشركة الفرنسية، وكانت بنهاية شهر اذار 2013 ، انه اعلن في الطائرة وبناء على تعليمات السلطات الاسرائيلية، مطلوب من كل مسافر البقاء جالسا في مقعده من وقت الدخول لمجالهم الجوي لوقت مغادرته".
وفي مقال باللغة الانجليزية نشر في شهر ايلول عام 2011 على صفحاتOpen Democracy، وكان بعنوان "سجناء في المجال الجوي الاسرائيلي"، كتب المسافر "علاء ترتير" بأنه لم يتصور قط بأنه من الممكن أن يكون سجينا وهو في طائرة تحلق في الأجواء الاسرائيلية، عندما منع الركاب، بناء على أوامر السلطات الاسرائيلية، من مغادرة مقاعدهم، أو حتى من الوقوف ولو لاستخدام الحمامات مثلا. وذكر الكاتب أن امرأة أرادت أن تذهب بابنها الصغير الى الحمام، لكن المضيفين في الطائرة منعوها، ومنعوها بحزم. وانتهى الأمر بأن الرحلة قد استكملت ورائحة غير عطرة تفوح في الطائرة. وتساءل الكاتب عن حقوق المسافرين، وعن حقوق الانسان، وعن الأسباب الغريبة التي تستدعي اجراء كهذا.
وفي كتاب وضعته السيدة "فيكي أندريه" بعنوان " لوحدنا في القدس القديمة"، يروي الكتاب تجربة قام بها زوجين أميركيين منطلقين من مطار نيويورك، ومتوجهين الى اسرائيل. ويعبر الكتاب عن دهشته من أوامر قائد الطائرة لدى دخول الطائرة الأجواء الاسرائيلية، بوجوب البقاء في المقاعد، وعدم مغادرتها لأي سبب كان.
*****************
فالمسافر اذن عبر الأجواء الاسرائيلية، هو بكل تأكيد سجين مقعده وملزم بالبقاء فيه بناء على طلب السلطات الاسرائيلية، دون أن يفسر أسباب ذاك الطلب الغريب، والذي لم يسمع قط بأن له مثيل تفرضه دولة أخرى على الركاب المسافرين في طائرات مدنية تمر في أجوائها. فما هو سبب هذا التشدد الغريب؟
نفى الخبراء أن أسبابه كون الطائرات تلقي بالفضلات أثناء تحليقها. فالطائرات لا تفعل ذلك. وقال البعض بأن مرد الأمر دينيا، أي معتقدات يهودية. لكني لا أذكر أنني قد قرأت أنه في زمن النبي موسى، ابو الديانة اليهودية، كانت هناك طائرات... او حتى أجسام تحلق في أجواء اسرائيل القديمة التي لم يكن لها وجود في ذلك الوقت، بل ولم يتأكد وجودها في وقت لاحق. فلا علاقة اذن بين هذا الأمر والمعتقدات الدينية اليهودية رغم وجود بعض منها يقف الانسان أمامه حائرا، ومنه أن اليهودي المتدين جدا، لا يقدم على اشعال النور في منزله بعد غروب شمس يوم الجمعه، لدخوله في يوم السبت المحظورعليه العمل خلاله، وبالتالي يفضل أن يقضي ليلته في الظلام على مخالفة شرع الله كما شرعه موسى.
فما هو السبب اذن في هذا التشدد الاسرائيلي على الطائرات المارة بأجوائها؟
انه الأسباب الأمنية "والأمن فوبيا" الاسرائيلي وحده الذي يزداد ويتفاقم يوما بعد آخر. فالسلطات الاسرائيلية تخشى أن يكون بين الركاب مخربا مسلحا يحمل صاروخا أخفاه ، ووقوفه في الطائرة خطوة نحو تنفيذ اطلاقه على المدن الاسرائيلية. وفي أدنى الحالات، اذا كان ذاك التكهن مستبعدا، فانه قد يكون مخرب يسعى لاختطاف الطائرة في الأجواء الاسرائيلية، ليفرض بعدها على اسرائيل اطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين.
بطبيعة الحال، فان هذه المخاوف الاسرائيلية مهما تعددت أو تنوعت أسبابها، لا مبرر لها ولا تستند الى أساس، بل وتشكل صفعة واستهانة، بل واهانة لدوائر الأمن في أميركا، أو في أوروبا، أو في الأردن، التي تنطلق منها طائرات تحلق في الأجواء الاسرائيلية. ذلك أن دوائر الأمن تلك، باتت في غاية التشدد في اجراءاتها الأمنية، بحيث أصبح من المتعذر حصول خروقات أو اختراقات فيها. ومع ذلك تقدم السلطات الاسرائيلية على اصدار تعليماتها تلك للطائرة المحلقة فوق الأراضي التي تسيطر عليها بقوة السلاح والغدر، لا لشيء الا لكونها لا تثق بأي اجراءات أمنية غير اجراءاتها الخاصة وبطريقتها الخاصة، ضاربة عرض الحائط براحة المسافرين، محرجة شركات الطيران التي لا تجد مفرا من اطاعة تعليماتها الجائرة، ولا تجد الكلمات الملائمة لتفسير الأمر لركابها.
ومع ذلك، فاني اقترح على شركات الطيران كحل لهذه المعضلة الناتجة عن الأمن فوبيا الاسرائيلية المغرقة في غرابتها، أن تنذر الركاب على الأقل قبل اقلاع الطائرة بما سيواجهونه، وأن تبلغهم بأن شركة الطيران قد وفرت لهم حفاظات مجانية، لهم ولأطفالهم، وتنصحهم بوضعها على أجسادهم قبل الاقلاع، تجنبا لانتشار أي رائحة كريهة في الطائرة أثناء تحليقها في الأجواء الاسرائيلية.
لا شك أن فوبيا الأمن الاسرائيلي، لم يعد قابلا للتصنيف كمخاوف أمنية محضة، اذ بات يتحول الى جنون أمني خطير، يؤدي كما نقرأ يوميا ، الى قتل، بل اعدام بعض الأطفال الفلسطينيين بذريعة أنهم شكوا بأنهم يحملون سكينا تسعى لاغتيالهم. فأمن المواطن الفلسطيني الواقع تحت نير الاحتلال العسكري الغاشم، بات مهددا تهديدا خطيرا نتيجة هذه الفوبيا الاسرائيلية. والمفروض بمجلس الأمن أن يقدر هذه الحالة، فيقر مطلبا فلسطينيا قديما، بارسال قوات أمن دولية بهف حماية المدنيين من نير وجبروت ذاك الاحتلال. واذا أصر مجلس الأمن على تجاهل هذا المطلب الفلسطيني القديم الذي يشكل يوما بعد آخر، حالة ملحة لا بد من معالجتها، فاني أرى... بل وأقترح بأن يستبدل الطلب من طلب قوات دولية، الى طلب قوات روسية لحماية الفلسطينيين الذين ظلمهم التاريخ، وظلمهم المجتمع الدولي، وكانت اسرائيل أكثر الظالمين.

ميشيل حنا الحاج
عضو في جمعية الدراسات الاستراتيجية الفلسطينية (THINK TANK (
عضو مستشار في المركز الأوروبي العربي لمكافحة الارهاب - برلين
عضو في مركز الحوار العربي الأميركي - واشنطن
كاتب في صفحات الحوار المتمدن – مواضيع وأبحاث سياسية
عضو في رابطة الصداقة والأخوة اللبنانية المغربية
عضو في رابطة الكتاب الأردنيين - الصفحة الرسمية
عضو في منتدى فلسطين للفكر والرأي الحر
عضو في مجموعة شام بوك
عضو في مجموعة مشاهير مصر
عضو في مجموعات أخرى عديدة.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشييع الرئيس ابراهيم رئيسي بعد مقتله في حادث تحطم مروحية | ا


.. الضفة الغربية تشتعل.. مقتل 7 فلسطينيين بنيران الجيش الإسرائي




.. هل ستتمكن إيران من ملئ الفراغ الرئاسي ؟ وما هي توجهاتها بعد


.. إل جي إلكترونيكس تطلق حملة Life’s Good لتقديم أجهزة عصرية في




.. ما -إعلان نيروبي-؟ وهل يحل أزمة السودان؟