الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحظات فلسطيني على رصيف الانتفاضه

عطا مناع

2015 / 10 / 28
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


عطا مناع
اشتعلت فلسطين وكانت الصدمة، البعض قال هبه، اخرون قالوا انتفاضه، وهناك من يتحدث عن فورة غضب وحراك شعبي يرسم الرسائل بالدم وفي كل الاتجاهات، هذا المستجد اربك كافة الاطراف التي لا زالت تدور في حلقه مفرغه عجز شلال الدم الفلسطيني النازف عن انقاذها وتصويب بوصلتها.
للانتفاضه ابجديات لا تتوقف عند تشكيل القبادة الوطنيه الموحده المرفوضه فصائليا بالرغم من سماع بعض الاصوات التي تطالب باحتضانها، الانتفاضه اسلوب حياه وقيم اقتصاديه وثقافيه ووطنيه واجتماعيه وهذا لم يترجم ولو بابسط اشكاله.
الانتفاضه عباره عن انفجار وطني وعاطفي وقيمي ينجح في ردم الثغرات والفجوات والامراض التي تلحق بالمجتمع ، وبعيدا عن العاطفه فلا زال الانقسام الفلسطيني موجود وبوتيره متصاعده حيث طفى على السطح خطاب الدم وكان خروج المئات من ابناء شعبنا في قطاع غزة الى السياج الحدودي لمجرد اثبات مشاركة حماس في هذه الانتفاضه ولا يهم سقوط الشهداء والجرحى بالجمله.
كان الاجدى أن يتصدر خطاب الوحده والاعلان عن انهاء الانقسام وبالممارسه مما يشد من عضد الشعب الذي لم يقهره الاحتلال بقدر التجاذبات الداخليه المدمره التي ارست لواقع جديد يعبر عن نفسه بثقافتين متناقضتين اغرقتا الشعب الفلسطيني في متاهه اللاعوده.
لا اعتقد بالطرح الذي يقول انه ميزة هذا الحراك أو الانتفاضه هي العفويه، هذا ما يسمى" قصر ذيل" عند المثقف أو القائد الذي يهرب من الاعتراف بحالة الهجز التي تنخر المشهد الوطني الفلسطيني وقد ظهرت تجليات هذا العجز في حالة النقد الغير مسبوقة من المنتفضين وانصارهم على حد سواء، هذا العجز سيقصر من عمر الانتفاضه وسيدفعها الى التوهان حيث غياب الهدف والشعار الناظم لحركة الشعب الذي يدفع الثمن من لحم ودم فلذات كبده.
غياب الشعار والهدف سيؤدي لاتساع مساحة معسكر اعداء الانتفاضة من الذين تتناقض مصالحهم مع الحراك اليومي الذي يشهده الشارع الفلسطيني، وقد برزت اصوات تتباكى ولا تبكي الدم الفلسطيني وعمليات الاعدام التي ينفذها جيش الاحتلال بحق الفلسطينيين بحجة انهم حاولوا طعن هذا الصهيوني أو ذاك.
ان ترك الشارع المنتفض وحيداً سيضاعف من عمليات اعدام الفلسطينيين في الشوارع مما يدخلنا في مرحلة جديده خطط لها الاحتلال باحكام مستغلاً حالة الضعف والفراغ والصراع الداخلي ، حاله تعبر عن هزيمه لكل روافع المرحله التي اصبح شغلها الشاغل احصاء عدد الشهداء والجرجى الذي يسقطون في المواجهات أو في ساحة الاعدام الصهيونيه.
ان لسان الحال كمن بلع منجل، لا أحد يستطيع أن يتحكم بالحراك الفلسطيني الغاضب ولا نعرف أمد هذا الحراك، وهذا يعني ارتفاع منسوب الدم، وحتى يكون للدم الفلسطيني قيمه لا بد من استثماره وطنياً وعدم الرضوخ للاحتلال الذي يعيد للاذهان مجازر ارتكبها عام 1948، ومن المهم أن نفهم داخلياً قيمة هذا الدم الذي وحده يستطيع اسقاط ورقة التوت عن اسباب الانقسام .
نحن امام انتفاضه بطعم الانقسام، وبلا شك هناك من يعمل على اجهاضها، والسؤال هل ستستمر هذه الانتفاضه ولتكون المحرك الرئيس لتصويب البوصله الفلسطينيه ولفرز الغث من السمين في الساحة الداخليه ؟؟؟؟؟ هل ستنجح هذه الانتفاضه باسقاط الانقسام وسحب البساط من تحت اقدام المتشبثين به ؟؟؟؟؟ وهل نجحت الانتفاضه الى حد ما في اعادة الثقة بالنفس لشعبنا الذي خضع لمحاولات متكرره من الاذلال؟؟؟؟؟









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحضارة والبربرية - د. موفق محادين.


.. جغرافيا مخيم جباليا تساعد الفصائل الفلسطينية على مهاجمة القو




.. Read the Socialist issue 1275 #socialist #socialism #gaza


.. كلب بوليسي يهاجم فرد شرطة بدلاً من المتظاهرين المتضامنين مع




.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب