الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسطورة الرمز - والنظام الدكتاتوري

عمار الهاشمي

2005 / 10 / 28
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


في البداية أحب ان اوضح ما هو المقصود بالرمز هو شخصية اسطورية لها الحق الكامل أن تتكلم نيابة عن المجتمع لتنشر العدل والمساواة في جميع انحاء العالم وقد امن بهذا الرمز العديد من الاديان والمعتقدات في جميع انحاء العالم بدأ ( من البوذية الى اليهودية والمانوية والمسيحية والاسلام ) ونلاحظ ان الفترة التي ظهرت بها هذه الفكرة في الاديان هي الفترة التي اصيبت بها بالاحباط والظلم وهناك تزامنية غريبة وهي ان الكثير من الاساطير التي وصلتنا والتي تصلنا لحدالان من المجتمعات البدائية والتي تعاني من القهر والحرمان ايضا تحمل في طياتها أيمان بهذه الاسطورة وكأن التعسف والظلم يزرع في داخل الانسان عقدة نفسية تجعله يؤمن بوجود مخلص له من هذا الظلم في حالة لم يستطع هو بنفسه التخلص من هذا الظلم .
بعد هذه المقدمة اريد ان اوضح ما هي العلاقة بين الرمز والنظام الدكتاتوري , ان المجتمع الذي يؤمن بالرمز لا يمكن ان يتخلص من أي نظام دكتاتوري يقبع على صدره لان فكرة هذا المخلص تجعل المجتمع بصورة لا شعورية تؤمن بقدرها وانها لا تستطيع التخلص من الظلم الى بواسطة الرمز .
هناك اثبات تاريخي يثبت هذه العلاقة وهي ان المجتمع الاوربي في فترة القرون الوسطى كان فيه ظلم اجتماعي كبير من جراء تسلط الكنيسة عليه وأخذت هذه الكنيسة تزرع في عقول الناس فكرة المخلص حيث تجعلهم مخدرين بهذه الاسطورة ولا يثوروا على الكنيسة لكن بوجود مجموعة من المثقفين والمفكرين الذين ظهروا في اوروبا في القرون الوسطى قاموا بالقضاء على هذه الفكرة من اجل توعية المجتمع بدورهم المهم في قيام نهضة كبيرة للقضاء على دكتاتورية الكنيسة أما الان بعد هذه النهضة التي شهدتها اوروربا وأيمانها بأن الانسان هو المخلص الحقيقي للمجتمع تحولت فكرة المخلص والرمز الى مجرد ارث تأريخي للشعوب المسيحية فقط .
الان نأتي الى المجتمع الاسلامي في الوقت الحاضر نلاحظ ان اغلبية الدكتاتوريات الموجودة الان هي في العالم الاسلامي ما هو السبب في ذلك , ان أحد الاسباب بأعتقادي هو وقد أكون مخطأ بها الاعتقاد نفسه الذي جعل اوروبا تعاني من دكتاتورية الكنيسة فالمجتمع الاسلامي بصورة لا شعورية أخذ يؤمن وبصورة تدريجية ان هذه الدكتاتوريات القابعة على صدره لا يمكن ان يتخلص منها الى عن الطريق المخلص العظيم وليس عن الطريق الانسان العظيم وأيمانه بالرمز سواء كان شخصية قوية (ابو زيد الهلالي ) او عالم دين او شيخ جليل جعل من الانسان البسيط غير واثق من نفسه ولا يمكن ان يتحدث عن افكاره ومعتقداته الى عن الطريق هذا الرمز الذي يتحدث نيابة عنه والذي يعطي لنفسه الشرعية الكاملة بذلك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأمريكي يهدد بإيقاف إمداد إسرائيل بالأسلحة إذا اجتاح


.. طائرة شحن من طراز بوينغ تهبط بدون عجلات أمامية في اسطنبول




.. سيفا الأمير عبد القادر المسروقان يعرقلان المصالحة بين الجزائ


.. صحيفة إسرائيلية: تل أبيب تشعر بالإحباط الشديد إزاء وقف واشطن




.. مظاهرة مرتقبة رفضا لمشاركة إسرائيل في مهرجان غنائي بمدينة ما