الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تخلى صانع الحلم العربي عن الحلم العربي وتوجه نحو الحلم الاسرائيلي؟

ميشيل حنا الحاج

2015 / 10 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


أجيال ورا أجيال
حتعيش على حلمنا
واللي نقوله اليوم
محسوب على عمرنا

هذه هي نقطة الانطلاق في أوبريت الحلم العربي التي انتجها وكان وراء ظهورها، الأمير الوليد بن طلال الذي أنفق في سبيل انتاجها، كما قال مرة، أكثر من مليون دولار، حيث شارك فيها 23 مطربا (وصفوا بواحد وعشرين حالما)، جاءوا من كافة أنحاء العالم العربي - من المحيط الى الخليج، كما ساهم في اخراجها فنيا وبشكل رائع، بل لائق جدا كعمل يشهد له بالجودة والابداع، المخرج أحمد العريان الذي ساهم 95 فنانا وموسيقيا وفنيا في بلورة هذا العمل المؤثر الذي حرك مشاعر الأمة العربية التي خبت لبعض الوقت، أو كادت، بعد رحيل باعث القومية العربية في العالم العربي، الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والذي ملأت صوره كل مراحل أنشودة الحلم العربي اضافة الى صور الانتفاضات الفلسطينية.

وتمضي أنشودة الحلم العربي قائلة:

جايز ظلام الليل
يبعدنا يوم انما
يفضل شعاع النور
يوصل لأبعد سما

فهل يئس صانع "الحلم العربي" من وصول الشعب العربي لأبعد سما، فقرر التوجه الى اسرائيل، ربما للمساهمة في بناء حلمها الصهيوني وايصاله لأبعد سما، محذرا بأنه سوف يشجع تحالف السعودية معها، اذا ما فجرت انتفاضة فلسطينية أخرى. وقد فجرت فعلا انتفاضة السكاكين.

فكيف تناسى هذا الأمير الملياردير المفرط في الثراء، مقطع أنشودة الحلم العربي الذي تبناه في نهايات تسعينات القرن الماضي، والتي تقول:

الحب اللي ناره شرارة
وعيون مليانة بشارة
يعيد تكوين العالم
أطفال بايدهم حجارة

ويقول أيضا وايضا:

أطفالنا في كل الأرض
ضيا عيون الأوطان
الحق .. الحب .. الخير
رسمتنا في كل زمان

والآن عندما حمل أولئك الصبية والشباب.. السكاكين، وشحذوا أظافرهم، وحولوا أسنانهم أنياب، يريد الأمير تقديم يد العون لاسرائيل الباطشة بالأطفال، منفذة أحكام اعدام بدم بارد ببعضهم دون محاكمة أو ما يحزنون. وما هو مبرره لهذا التحول الذي قلب فصول الحلم العربي رأسا على عقب؟ انه تزايد النفوذ الايراني الذي يرى "سموه" وجوب ردعه عن طريق تحالف السعودية مع اسرائيل، كحل أمثل لردع التوسع الايراني كما قال، عوضا عن مد يد المودة لايران، وتناسي الخلافات الزهيدة والسخيفة أحيانا، كما يقول عقلاء العرب، والتي مدتها اليها حتى عدوها اللدود أميركا، وذلك للوقوف معها (أي مع ايران) في صف واحد لمواجهة اسرائيل النووية، العدو المشترك لكليهما؟

وتقول الانشودة أيضا:

من أي مكان بالأرض
ناخذ بلسان الضاد
وبأعلى الصوت والنبض
بنقول الوحدة ميلاد

فهذا الأمير المثقف جدا، والذي غذا حقل الاعلام العربي كثيرا، وساهم في تطوير الأغنية العربية والموسيقى العربية، عوضا عن الدعوة ليقظة عربية تحقق ميلاد الوحدة والتآخي بين العرب، قد فاجأ الجميع مؤخرا بتصريحاته تلك لجريدة القبس الكويتية، والتي نقلها أيضا موقع سما الاخباري، كما تناقلتها وكالات أنباء أخرى ومنها موقع باللغة الانجليزية اسمه AWD NEWS. COM .

فهل كان الأمير في لحظات ادلائه بتلك التصريحات التي أكاد أصفها بالمشينة، في حالة نشوة من كأس خمرة، أو شيء آخر أقوى وأشد؟ آملا أن يكون الأمر كذلك، وأن يعود الأمير عن توجهاته تلك التي ذكرتنا بأقوال يوليوس قيصر عندما طعنه "بروتوس" بالخنجر: "حتى أنت يا بروتوس"؟ ألم يوجه الأمير بتصريحاته تلك، خنجرا في صدر الحلم العربي الذي بناه بأنشودة الحلم العربي؟

ف.. الحلم ما هو طويل
ما دام تحقيقه مباح
والليل لو صار طويل
أكيد بعده صباح

عرف زمانك من تكون
ارض طموحك اشتغل
افتح لمرآتك عيون
يسعد بها من جاء بعد

فذاك هو الحلم العربي الذي أتمنى ويتمنى الكثيرون من عقلاء العرب، ألا يقدم الأمير المثقف على اغتياله بعد أن أحياه وبناه وغذاه في قلوب الشعب العربي.

اتحدى الكون وتمرد
تعلم تبقى جريء
مشوار الألف ميل
بخطوة تبدأ الطريق.

والخطوة التي أقدم عليها الأمير، ليست هي بداية الطريق التي تطلع اليها العرب أجمعين، وحث على التطلع اليها الوليد بن طلال، باني أنشودة الحلم العربي، هذا الحلم الذي سيبقى رائدنا... رائد أبنائنا.. وأحفادنا، بل وأحفاد أحفادنا.

ميشيل حنا الحاج
عضو في جمعية الدراسات الاستراتيجية الفلسطينية ((Think Tank
عضو مستشار في المركز الأوروبي العربي لمكافحة الارهاب - برلين
عضو في مركز الحوار العربي الأميركي - واشنطن
كاتب في صفحات الحوار المتمدن - ص. مواضيع وأبحاث سياسية
عضو في رابطة الكتاب الأردنيين - الصفحة الرسمية
عضو في رابطة الصداقة والأخوة المغربية
عضو في منتدى فلسطين للفكر والرأي الحر
عضو في مجموعة شام بوك
عضو في مجموعة مشاهير مصر
عضو في مجموعات أخرى عديدة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #بايدن يدافع عن #إسرائيل.. ما يحدث في #غزة ليس إبادة جماعية


.. بدء مراسم تشييع الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي ومرافقي




.. هل هناك أي نوع من أنواع الامتحان أمام الجمهورية الإيرانية بع


.. البيت الأبيض.. اتفاق ثنائي -شبه نهائي- بين أميركا والسعودية




.. شوارع تبريز تغص بمشيعي الرئيس الإيراني الراحل ومرافقيه