الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سياسيوا العراق تجار فساد وعهر وتدمير

كرار حيدر الموسوي
باحث واكاديمي

(Karrar Haider Al Mosawi)

2015 / 10 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


” تعددت الأسباب والموت واحد “, فأينما يولي العراقيون وجوههم فان الموت ملاقيهم لا محال, موت يقدمه لهم المسؤولين – ساسة ورموز دين – على شكل جرعات منتظمة, فهذا يقدمهم كأضاحي وقرابين لأطماع ونزوات شخصية ضيقة ويسلمهم للعصابات والمنظمات الإرهابية والمليشياوية, وذاك يفتي باستباحة دمائهم وأموالهم وأعراضهم, وفي كلا الحالتين الشعب يموت بحجة محاربة الإرهاب الذي أصبح الذريعة الأولى لقتل الشعب وإبادته.

ولنا في مأساة أهل الانبار خير شاهد ودليل, فهؤلاء الأبرياء بعد أن تركوا منازلهم ومدنهم وأموالهم ومصدر رزقهم هربا من نقمة وبطش وإرهاب تنظيم الدولة ” داعش ” إلى – حسب تصورهم – الملاذ الأمن والحصن الحصين الذي سيجعلهم لا يشعرون بأنهم مهجرين أو نازحين في بلدهم, لجأوا إلى من قال ” إنهم أنفسنا ” والى المسؤول الذي يتباكى من على شاشات الإعلام والفضائيات عليهم, لكن مالذي وجده هؤلاء النازحين ؟!…

وجدوا إن البيوت التي تحتضنهم وتستقبلهم هي بمثابة مجازر لهم, ومقاصل مهيأة لقطع رقابهم !! فقتل من قتل منهم لأنه نازح من أهل الانبار ؟؟!! هذا مصير من تجاوز أسوار بغداد وبقية المحافظات التي باتت عصية عليهم بعد إن قدم للمسؤول ” ضامن ” يضمن بأنه ليس إرهابي ولا مجرم ؟؟!! وأما من بقي في داره وبيته ولم يمت من القصف الحكومي أو من هجمات داعش, فانه يعاني ترقب الموت بين اللحظة والأخرى, ومن فَضَل مخيمات اللجوء والنزوح فأنه يعاني الموت البطيء بسبب انعدام الخدمات الصحية وسوء التغذية والإهمال الممنهج والمنظم الذي اتفق عليه المسؤولين.

والأدهى والأمر من ذلك كله إن هؤلاء المسؤولون يرفضون وبكل شدة كل يد تمد لمساعدة هؤلاء النازحين أو ذويهم, ويسعون في قطعها, ولا يقبلوا بان تكون لدى أهل الانبار أي قوة يدافعون بها عن أنفسهم, وما رفض مشروع قرار تسليح أهل السنة إلا خير دليل على ذلك, فأغلبية المتصدين لصناعة القرار السياسي وحتى الديني الآن يرفضون أن يسلح أهل السنة, لكنهم يمضون ما يتعرض له أهل الانبار من موت ومعاناة يومية ؟؟!! وكأنهم يريدون أن يباد الشعب العراقي الانباري عن بكرة أبيه, بل إنهم يريدون ذلك فعلا وإلا فلماذا هذا الرفض ولماذا الصمت عن كل ما يتعرضون له من قتل يومي وبشكل ممنهج في مخيمات النزوح وفي بغداد وبقية المحافظات التي دخلوها ؟!.

المعترض ممن بيده السلطة والمؤثر فيها يكون متهما بجريمة الإبادة الجماعية لشعب اعزل مظلوم فالسلطة لا تسلحهم ولا تقبل أن يسلحهم احد فلا يبقى أمامه إلّا الموت فان بقوا في بيوتهم ماتوا بعمليات الثأر والتصفية والقصف والاشتباكات، وان نزحوا من ديارهم ماتوا على أيدي الغدر والخيانة، ومن هنا أدعو كل شرفاء العراق والعالم من أهل الاختصاص أن ينتصروا للمظلومين العراقيين بتشكيل لجان قانونية وحقوقية لجمع الأدلة والبيانات وتقديمها للمحاكم الدولية والمنظمات الإنسانية والحقوقية من اجل إدانة ومحاكمة كل من تسبب في إيصال العراق والعراقيين إلى جحيم التقاتل والموت وسفك الدماء وتهجير وتجويع الشيوخ والنساء والأطفال وترويعهم …}.

فالمسؤول والمتصدي ومن يؤثر على قراره من جهات أخرى سياسية ودينية هم المسؤولين عن تلك الإبادة التي يتعرض لها الشعب العراقي, فهم اتفقوا على تصفية هذا الشعب من خلال الإمضاء والسكوت وغض الطرف عما يتعرض له النازحون من إبادة يومية من قبل العصابات الإرهابية المليشياوية التي تعمل تحت غطاء حكومي وديني, وكذلك رفضهم لتسليح الشعب لمواجهة الموت الداعشي والوقوف بوجهه, فالعراقيون يبادون بشكل يومي ويسحقون بمطرقة المسؤولين وسندان الإرهاب الداعشي والمليشياوي.
حرملة وحمرنة ودعشنة الرؤيا والمواقف وبيوت العنكبوت الاسود العلاقة بين الحشرات والسياسة علاقة جدلية،السبب والنتيجة هما من يحكمان منطق هذه العلاقة،سوى ان الحشرات حشرات والسياسة سياسة،ربما تمارس الحشرات سياسة إقصاء أو تهميش أو تهشيم أوحتى ممارسة إجتثات حشرات أخرى كانت في معسكر العدو،عكس سياسة(عفا الله عما سلف) الذي مارسها سياسيو سلطة العراق فانتشر لون الدم على الأرصفة!.
اننا نقول لهؤلاء المتصارعون على الكراسي والامتيازات والمكاسب المحرمة. دعوا الشعب البرئ وتوجهوا بتفجيراتكم ومؤامراتكم فيما بينكم ..فالشعب ليس له ناقة ولا جمل في كل ذلك رفعكم من صفوف استجداء ما يقيم اودكم ومن مهنكم التافهة ومستوياتكم الاجتماعية في قاع المجتمع.الى مراكز القياصرة والملوك والرؤساء واشراف الناس. فيما تراجع موقع الاشراف وذوي الخبرة والاختصاص ومن تعب على نفسه الى المواقع الخلفية.فلم تحمدوا ربكم ولم تهذبوا اخلاقكم ولم تضعوا الله بين اعينكم .. اذبحوا بعضكم البعض واشربوا من دماء بعضكم البعض, على الاقل سيكون لذلك سبب فيما بينكم قوامه التسابق للاستئثار بالمكاسب والمناصب ,في وقت يجوع فيه الشعب وتنتكس كرامات رجاله ونسائه’ ويصرخ اطفاله بحثا عن ما يديم الحياة .
هاهو العالم كله يعجب لتلك المصيبة التي ابتلي بها العراق, وهي مصيبتكم! مصيبة وجودكم متسلطين ظالمين جاحدين للنعمة التي انعم بها الله عليكم. فانكم اليوم تورثون ما كان عليه قوم هود .عندما طغوا في العباد فحلت عليهم نقمة الله. وانها اليوم ليست ببعيدة عن ابوابكم .
لم تعد تهمنا عمائمكم السوداء والبيضاء ولفائف رؤوسكم ولم تعد تؤسرنا لحاكم المرسلة والمنمقة والمحفحفة .ولم تعد تطربنا مسابحكم فقد ان الاوان لتنزووا في بيوتكم ولتتركوا المسئولية لشرفاء العراق وخبراؤه المستقلون. الذين يراعون الله فيما يفعلون, واذا كنتم شرفاء ومؤمنون على حد قولكم, افعلوا ذلك لتكسبوا رضا الله أثرمغفرة . ورضا الشعب بعد دمار والم وضياع !.
وعجبا منكم يامن تقولون انكم ظلمتم .وها انتم تتناسلون الظلم لشعبكم البرئ .الذي لم يجن منكم غير الخيبة والمرارة والبؤس ..ترى هل نجد من بينكم من يتعض ويصبح والحقيقة في صف واحد ويغادر قبل ان يضع الشعب قدمه في مؤخرته ويقذف به خارج المسئولية ؟ وهل نجد بينكم من يتوب توبة صدوقة تكفر عن ما ارتكبه من اثام وجرائم بحق هذا الشعب .
ولتتذكروا انكم مهما بلغت عزوتكم من سعة, وامكانياتكم من توافر, ونفوذكم من تأثير, فانكم ستبقون افرادا في مواجهة قضية شعب. وقضية الشعب دائما هي التي تنتصر .وان لم تعلموا ذلك. فاقرأوا التاريخ ذو الذاكرة واللسان!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟