الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نكتة رئيس الحكومة المغربية

إبراهيم رمزي

2015 / 10 / 30
كتابات ساخرة


كلما تعالت أصوات البعض منادية برحيل السيد رئيس الحكومة، ألح على بالي تذكُّر "حموضة" مصير إحدى الجمعيات المدنية، وتقطُّع أنفاس أعضائها وهم يطالبون رئيسها - من منطلق قانوني - بتجديد مكتبهم. وهو ما يعني ضمنيا رحيله. ومضت عشر سنوات ولم يجدِّد الرئيسُ، ولم يرحل. ولم يلتزمْ بالقانون لحل الجمعية، كأنما أدخل مخَّه في غرفة (تأمل لمطلب الأعضاء) أو (حالة بَيَات) " méditation- hibernassion"، ومع ذلك، قد تُدرِكه اليقظة - أحيانا - فـ "يتواضع" ويزهد في صفة "رئيس جمعية" ليحمل يافطة: "فاعل جمعوي". تواضعٌ يستحق عليه التهنئة بالمَثل: اللي شفتيه راكب على القصبة، قل ليه: مبارك العود [ = مبارك عليك الحصان]

والسيد بنكيران، جرّب وثارة الكرسي، لذلك يرد على مطلب الرحيل بـ (إنا ههنا قاعدون)، ممنّيا نفسه بولاية أخرى. ومدافعا عن إنجازات حكومته بكل الوسائل .. وحتى بالنكت.
https://www.youtube.com/watch?v=iDckzbqRpJs

كلنا نعرف دلالة "حجز الملف للتأمل" في التقاضي، لتجنب ما قد يفضي إلى الشطط والحيف. كما نعرف نصيحة أمّ جحا لابنها بإدارة لسانه في فمه سبع مرات قبل النطق، لتجنُّب عثرات اللسان. وذلك ما لم يستحضره السيد بنكيران في موقفه، وهو يقول: سأحكي لكم نكتة حامضة ..
وهذا التعبير - في عرفنا - إشعار من المتحدِّث - لمستمعيه - بأن في نكتته "جرأة" زائدة على المعتاد، ويتعين - على من سيتضايق، أو سيخجل بجانب من يستحيي منه - اتخاذ الموقف المناسب: إما الانسحاب، أو تحمل العواقب.

وكان التجاوب البارد مع نكتته، فغطى عليه بقهقهاته، واعتبر أن مِن بين مستمعيه مَن لم يفهموا نكتته، لذلك أردف: حسناً أنكم لم تفهموا الآن، في الليل ... [ستفهمون]. أخلاقيا، هذ التعبير أسوأ من النكتة ومن قهقهة الحاكي. وفجاجتُه تضعّف "الحموضة".

أتذكرون الشخص الذي لاحظَ استغراق حيوانات الحديقة في الضحك باستثناء الحمار، وعندما عاد في اليوم الموالي للحديقة وجد الحمار يضحك وحده دون سائر الحيوانات. وعندما سأل، أخبره القرد: بأن الحمار يضحك الآن بعد ما فهم النكتة التي رواها لهم الأسد بالأمس.

فهل كان قصْد السيد بنكيران - بإرجاء الفهم إلى الليل -: "حجز النكتة للتأمل" إلى حين اكتمال كل "أركان الفهم"؟ أم كان قصده تشخيص حالة حديقة الحيوانات؟

رغم تحفظي على أسلوبه، أرجح الفرضية الأولى - من مبدإ حسن الظن - تنزيها له عن "احتقار فئة" من مستمعيه، لم يكن لهم متسع من الوقت لاتخاذ "الموقف المناسب" .. فدخلوا في حالة ذهول وشلل مخي مؤقت، حينما استمر في سرد نكتته. وليس في ذلك ما يعيبهم، فما كل النكت والألغاز يفهمها الجميع، وخاصة حين تروى خارج سياق "الظرف" الملائم لها.

ربما عرض للسيد بنكيران خلط بين: صفته الحزبية، وصفته الحكومية. وبين: الجلسات المغلقة، والفضاءات المفتوحة. وبين: مقامات الانبساط، ومجالات الوقار الصارم. ومخاطبته لخلصائه، وتوجهه للعموم. وأوقات الهمس، وأوقات الجهر. ولذلك:
« l’opinion public est là , au moins pour quelques choses »

المواطن المثخن بـ "حموضة" اليومي المعيش، لا يرجو أن يصبح "رميه واستهدافه" بالنكت معيارا للاستوزار وتقلد المسؤولية، وممارسة السياسة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا