قرأت بمرارة وألم نداء المخرج السينمائي هادي ماهود والذي إستعرض فيه حاجته للدعم لمواصلة تنفيذ إنتاجه للفيلم الوثائقي الذي يسلط الضوء على مأساة غرق مركب اللاجئين( سيفيكس) بين إندنوسيا وأستراليا.                                      
 السؤال الذي كان يطرح منذ البداية، هو أين المعارضة العراقية بكل تشكيلاتها وفصائلها عن مأساة كهذه؟ لقد تناولت هذه الفاجعة كل وسائل الأعلام العالمية بعد أن شهد على تفاصيلها 45 من الناجين من الكارثة بينما إلتهمت أسماك المحيط أشلاء أكثر من 350 وهناك مؤشرات كثيرة تشير الى أن الحادث كان مدبراً لقطع الطريق أمام سيل اللاجئين من ضحايا النظام الصدامي.                                    ليس هناك من حاول مساعدة هؤلاء الناجين عند عودتهم الى إندنوسيا وبقائهم تحت تهديد المهربين وتواطئ الشرطة الأندنوسية وموظفي الأمم المتحدة.ليس هناك أي من أطراف المعارضة العراقية حاول - مجرد محاولة- في البحث عن حيثيات الموضوع ومقاضات المجرم المهرب المدعو أبو قصي المصري الجنسية والذي إطلق سراحه بعد قضاءه لعقوبة بالسجن أمدها ستة أشهر بتهمة الأقامة غير الشرعية في إندنوسيا  بينما راح دم العراقيين هباء!.                               مازال أحد الناجين في إندنوسيا بعد أن رفضت الأمم المتحدة طلب لجوءه رغم أنه تخلى عن سترة نجاته الى إحدى النساء في عرض البحر ليسجل لنفسه بطولة عراقية مابعدها بطولة!.                                                                          لنفترض جدلاً أن المعارضة العراقية معدمة وتفتقر للأمكانات المادية، ماذا عن الأموال الشرعية التي يجنيها المراجع أو التي ورثها السيد عبد المجيد الخوئي، أما كان الأجدى بمؤسسة الأمام الخوئي الخيرية أن تلعب دوراً في التخفيف عن محنة هؤلاء الناجين، ودعم المشروع الوطني الذي يتصدى له الفنان المبدع هادي ماهود أم أن هذه الأموال تصرف فقط لأقامة مجالس العزاء والولائم ؟.                          والآن يطل علينا وجع آخر، مرارة أخرى، ألم آخر مضاف الى تراكمات الألم المستمر.. يطل علينا هادي ماهود ينادي( ياناس، ياعالم، لايجب أن ننسى هذه المأساة، كونوا معي ولنوثق وجعنا العراقي للتاريخ) ولاصدى لصرخاته ولامجيب وتلك هي العلة ياعبد الأمير معلة.