الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا واجتماعات فيينا

ضياء رحيم محسن

2015 / 11 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


بعد إنتهاء إجتماعات فيينا، صرح عميد الخارجية العراقية الدكتور إبراهيم الجعفري، فشل المجتمعون بالتوصل الى حل يرضي جميع الأطراف، بسبب تمسك كل طرف بوجهة نظره حول كيفية الخروج من هذه الأزمة، مع عدم إمكانية وجود فرص لحلول وسط يرضي بها جميع الأطراف، بملاحظة أن الحسنة الوحيدة التي تمخضت عنها الإجتماعات؛ هي لقاء الغريمين اللدودين في الأزمة السورية، ونعني بهما إيران والسعودية، حيث كانا متواجدين في الإجتماعات، طبعا من غير أن يجري بينهما حديث مباشر، لكن مجرد وجودهما في قاعة واحدة هذا يعني خطوة أولى لكسر الجمود في العلاقات بين الدولتين، على آمل أن يكون هناك لقاء أخر، قد يحقق ما عجز عنه اللقاء الأول.
تعطل الفيتو السعودي (المدعومة من قبل الولايات المتحدة) حول المشاركة الإيرانية بشأن الملف السوري، هو العنصر الأبرز في المؤتمر، ولم يكن لهذا أن يحصل لولا متغيرات عديدة حدثت في الداخل السعودي، منها تقلص الدور السعودي بسبب الأزمة المالية الناتجة عن هبوط أسعار النفط، وتورطها في حرب اليمن، والتي دخلت شهرها الثامن، مع عدم غض النظر عن القوة الإيرانية المتنامية، ودخولها النادي النووي، وأخيرا الدور الروسي القوي في الأزمة لصالح الرئيس بشار الأسد (ماديا ومعنويا).
الملاحظ أن الدور المصري والأردني كان أكبر من ذي قبل، كما أنهما أدارا ظهريهما للسعودية؛ التي بدأ صراخها يعلو بعد الخسائر التي منيت بها في اليمن، المعركة التي قالت عنها بأنها لن تستمر لأكثر من ساعات، وها هي اليوم تدخل الشهر الثامن، بمقاومة عنيفة من قبل الحوثيين وأبناء الشعب اليمني الذي يرفض الإذعان لوصاية آل سعود، عن طريق عملائهم.
الرهان على تخلي الروس والإيرانيين عن بشار الأسد، أصبح في خبر كان، بعد أن باتا قوتين تقاتلان بضراوة تنظيمات داعش والنصرة وغيرها من تنظيمات تأتمر بأوامر آل سعود ومشيخة قطر، وهذا يعود بنا الى صبر الإيرانيون في كيفية إدارتهم لمفاوضات الملف النووي طيلة الأعوام السبعة الماضية، والتي نتج عنها القبول بإيران دولة نووية؛ رغم صراخ دول الخليج العربية، حول خطورة إمتلاكها للتقنية النووية، كما أنهما لم يعودا يحاربان في سوريا عن طريق حلفاءهما هناك، من هنا فإن المتوقع منهما الإستمرار في سياستهما في المناورة، للحصول على تنازلات من قبل الطرف الأخر، والذي يبدو أنه سيرضخ لإعطاءها لهم، مع خروج التنظيمات التي يدعمونها عن السيطرة، ومحاولة الأخيرة تأسيس وضع جديد بعيد عن إملاءات السعودية وقطر.
الحدث الأبرز هنا هو قرار الرئيس الأمريكي أوباما، إرسال جنود من القوات الخاصة كمستشارين الى سورية، الأمر الذي يؤشر الى إنزلاق الولايات المتحدة في المستنقع السوري، ومحاولة لإعادة سيناريو فيتنام بنسخة عربية هذه المرة، الأمر الذي سيطيح برؤوس كثيرة في المنطقة، لكن هل توافق روسيا على هذا، أم تتحول الأرض السورية الى ألمانيا العرب (شرقية وغربية).
لا نتمنى ولا نريد أن يحصل ذلك، لتداعيته الخطيرة على المنطقة، والتي لا تحتمل مزيد من الوقود على نار مستعرة أصلا، لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تطبيق يتيح خدمة -أبناء بديلون- لكبار السن الوحيدين ! | كليك


.. تزايد الحديث عن النووي الإيراني بعد التصعيد الإسرائيلي-الإير




.. منظمة -فاو-: الحرب تهدد الموسم الزراعي في السودان و توسع رقع


.. أ ف ب: حماس ستسلم الإثنين في القاهرة ردها على مقترح الهدنة ا




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يلاحقون ضيوف حفل عشاء مراسلي البيت ا