الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة نوفمبر المجيدة

أسامة هوادف

2015 / 11 / 1
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


في مثل هذا اليوم من عام 1954 أنطلق رجال تعاهدوا على تحرير الجزائر أنطلقوا وهم يعانقون بنادقهم ويحلمون بغدا مشرق الجزائر أنطلقوا من أجل أن يتحدثوا الى فرنسا بالغة التي تفهمها لغة الحديد والنار وكان يوم الفاتح من نوفمبر يوم تاريخيا يفصل بين مرحلة الكفاح المسلح الجهوي والمشتت والعمل السياسي وبين ثورة كبرى التى جعلت من كل الجزائر تعيش ملحمة بطولية أتحد فيها الشعب وتعاهدا غلى تحرير الأرض ووقعوا على العهد بدماءهم يقول أحد زعماء أفريقيا معلن تأييده لثورة نوفمبر المجيدة (اذا كانت مكة قبلة المسلمين , وروما قبلة المسيحيين ,فان الجزائر قبلة الثوار الآفارقة) تلك الثورة التي لم يشهد التاريخ مثيل لها الآ في فيتنام فقد قدمت الثورة الجزائرية مليون ونصف مليون شهيد ومئات الآ لاف اليتامى وملايين بين جريح وأسير و لاجئ ,وعان الشعب في سبيل أنتصارها الويلات العظام , حيث لم يسبق لآي شعب أن قدم نموذج أروع من حيث الشجاعة وتضحية والفداء كالذي قدمه الشعب الجزائري هذه الثورة التي أحتضنها الشعب الجزائري وهو يقول للعدو صراحة ” أخرج من بلادي أن الحياة تحت سلطتك مستحيلة , أنها بلغتنا وعاداتنا وشريعتنا حرام” وبعد تحديات جسام وتضحيات منقطعة النظير أستسلم العدو وخرج من أرض الحديد والنار من أرض الشهداء الآبرار لم يخرج كما دخلها الوهلة الآولى خرج هذه المرة يجر أذيال الهزيمة وتصاحبه اللعنة شعب رفض العيش تحت جوره وظلمه,خرج في الخامس من جويلة من عام أثنين وستون وتسعمئة بعد الآلف, وهو نفس اليوم الذي دخل في الجزائر محتل ومدمرا منذ أكثر من قرن و ثلا ثين عام فمحي مجاهدوا نوفمر ذكري ذلك اليوم الآسود من صفحات ذكريتنا الآليمة , وأستطاعوا هزيمة الجيش الذي قيل عنه أنه لا يقهر ولا ينهزم وضربوا الآمبريالية ضربة زلزلة عروش قادتها, واليوم بعد عقود من تلك الثورة المظفرة يجب أن نطرح السؤال التالي لو عاد الشهداء الى قيد الحياة ورأو ما في الجزائر بعد الأستقلال ما سيكون شعورهم ,أنا في أعتقادي بأن الحزن والغضب والحسرة ستصيبهم بعدما أخطأ رفاق الدرب الطريق وفقدوا البوصلة,كيف لا يحزنوا وهم من صنعوا ثورة من أعظم الثورات في العالم تعلم الشعوب المضطهدة كيف تتحرر من الأستعمار الأستيطاني الكلاسيكي وتطرده الى الضفة الأخرى من حيث أتي ,وتعجز عن بناء دولة يسودها القانون والمساواة ينعم شعبها بخيراتها الكثيرة , وفي الالأخير ما أجمل وما أبهي الثورة الجزائرية التي يجب أن نتحلى بأخلاقها وأبداعها وسيرة قادتها , فراحم الله تلك الآرحام التي أنجبت أبطال نوفمبر , والتي لن تعجز على أن تلد مثلهم في أي زمان اليدفعوا عن الآرض والكرمة والآسلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استطلاعات رأي ترجّح فوز حزب العمال وخسارة المحافظين في بريطا


.. المحافظين: حزب العمال في طريقه لتحقيق فوز لم يسبق له مثيل




.. نحن والغرب تأصيل مفهوم الغرب سياق تطوري مقارن - أ. شوكت سعدو


.. تصريح الرفيقة زهرة أزلاف: حول انعقاد المؤتمر الوطني الثالث




.. كلمة فتيحة حدادوش عن عاملات سيكوميك في إفتتاح المؤتمر الوطن