الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيدُ الأساطير

رنا جعفر ياسين

2005 / 10 / 28
الادب والفن


عندما تخونني الكلمات
لا أستطيعُ بالمقابلُ أن أخونَ رغباتي بكلماتٍ تقرّها أبجديتي الأمية - نوعاً ما –
و ضمنَ قواعدها الممنوعة من الصرف .. دائماً .
فأجهشُ بالبكاء و تتساقط ُ دموعي كالحبر ِعلى ورق ٍ
و عندها أتذكرُ الأساطير والخرافات و الأناجيل المحرَّفة و تعاويذ َالجدات
.... فأسكت.


عندما تخونني الحياة
أنتعلُ خفاً من أوراقِ الشجر و أركضُ فوقَ الرمادِ والهشيم
أبحثُ عن ألوان ٍتتبخـَّرُ
تهربُ من عيني
أمسكها
تتبخـَّرُ
تفلتُ مني .. لا أمسكها
تشرقُ خلفَ سوادِ الحبر


عندما يخونني القدر
أحنُّ الى خسائري
أتفرَّسُ في وجهٍ يوقظني من حلم ٍأزرق كلُ مساءٍ
يخدشُ أنفاسي
يعيدني الى طفولتي
يذكرني بأغنية للأطفال (اضحك .. تضحك لكَ الدنيا , ابكِ .. تبكِ وحدك )
فأصهرُ عنادي و أضحكُ للدنيا.. أكركر
فتدلدل لي لسانها وتضحكُ عليَّ .


عندما يخونني الموت
أشرعُ في تدوين نبؤتي :
( موتُ الكلمات سطورٌ تكتبُ فوق الماء ... تنذرُ بولادة )

على وترٍ مقطوع ٍأسمعُ لحناً يترنحُ
و غرابا ً أبرصَ يبشـِّرُ بالغيابِ والضياع ِ
أتنزهُ في حقل ِألغام ٍمجاور ٍلمدرستي القديمة
ألهو
أعبثُ
أشتنشقُ كلَّ الهواءِ في مدينتي
أملأ رئتي وعقلي
أعودُ الى بيتي
.... و أنام .



لكن !!
عندما يخونني حبـّكَ
ألوذ ُ ببقايايَّ
أسمعُ موسيقى تتغلغلُ في أديمي , و أنسجتي , و شراييني , و أوردتي , و عظامي
و أتذكرُ اني قد وقفتُ خلفكَ أتربـّصُ شوقي ككاهنةٍ تتوجُ حبـَّها المشلول
أسمعُ صوتَ عناقنا المتكسر
أتيقنُ اني ما أبتعدتُ الا لأوقظَ فيكَ جذوتي
و أدركُ حينها اني قد وصلتُ الى نهاية النهاية و أول الخلود
فما عيشي دونكَ .... يا سيدَ الأساطير ؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل