الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتفاضة على الطريقة الصحراوية

السالك مفتاح

2005 / 10 / 28
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


الانتفاضة سلاح المستضعفين ..!!
في الصحراء الغربية كيف يواجه الشعب الصحراوي و رواد انتفاضة اتخذت من الاستقلال عنوانها، ومن الاساليب السلمية اليات للعمل لمناهضة الاحتلال ..حيث يواجه رموزها الذين هم ثلة من النشطاء والسجناء والطلبة، لكن بصدور عارية اليالت الاحتلال المغربي ومن خلف الاسوار والجدران من داخل المحتشدات والسجون والقلاع الحصينة، عبر حركة الاضرابات عن الطعام وشتى صنوف المقاومة المدنية ..!؟
اسئلة وحقائق نقف عليها في هذه القراءة..
وقد اثرت اختزال هذه المقاربة تحت اسم الانتفاضة سلاح المستضفين لمجموعة من الاسباب في مقدمتها ان حركة الانتفاضة وسمت التاريخ وغيرت مجراه، وكتبته مثل بقية الثورات والهبات التي اطرأت العالم وقلبت موازينه راسا على عقب، في بعض الاحيان ، وكانت البركان البشري الذي قذف الحمم وفي فترات اخرى يخمد، لكن سرعان ما يعود ، وهو سجية من سجايا النفس البشرية ومن تموجات الغضب ومظاهره المتميزة وفي شتى مناح الحياة الانسانية وعلى مر التاريخ . وثانيها ان معظم انتفاضات الغضب السياسي طالما تزامنت مع الدخول الاجتماعي او السياسي او في فترات الترقب وازمنة الحيرة ، رغم ان اخر نظام ازاحته رياح ثورة الغضب كان شيفارناتزا من جورجيا وقيرقيزيا وما تشهده المنطقة العربية من تململ ومن رياح متاججة،كان من نتائجها المباشرة حركة ازاحة النظام في موريتانيا والعودة بها الى المربع الاول،و انبعاث حركة الاصلاح السياسي في شتى الممالك والامصار العربية من المحيط الى الخليج ..!؟
وهكذا ،بدأت الانتفاضة خطرا داهما في وجه حق القوة...!!
فمن أين تستمد هذه الروح،قوتها وفاعليتها.. ؟! هل من حركتها العفوية وإيماءاتها الاجتماعية والسياسية والثقافية وسلوكها المنسجم مع حركة الإنسان وحياته اليومية..!؟ ام ان قوتها في قدرتها على ان تبقى في منأى عن الأنظمة واجهزتها .. !؟ أم أن الانتفاضة التي تتولد تيارات وتهب رياحا وتقذف حمم الغليان الاجتماعي ، هي الخطر ذاته..!؟
الحقيقة أن حركة التاريخ قد بينت أن حساسية النظم الشمولية شديدة إزاء التحركات التي تخرج من الداخل عن السيطرة .اذ تصبح السلطة ضعيفة أمام هيجان الشارع خاصة في ظل تعقد الحياة والتخصص والترابط مما ولد التساع الرقعة بين ألحا كمية والمرؤوسين .
وهنا وجدت حركة العصيان المدني قوتها.. وفي طفرة العولمة باتت تشكل فيروسا قاتلا يصيب ويشل مفاصل حياة الدول والأنظمة .
هناك مجموعة من الأسباب الموضوعية التي جعلت من حركة التململ وصيغه المختلفة ، قوة بتارة تخشاها الأنظمة وتحسب لها ألف حساب ،خاصة زمن العولمة وسط عالم القرية الذي خلقته وصاغته وسائط الاعلام واختزلته في قرية صغيرة متقاربة ومتجاورة في المكان والزمان رغم البعد الجغرافي وحواحز الطبيعة والاختلافات الثقافية بين عوالمه.
و من هذه الأسباب أيضا :
·أنه لا يمكن أن تحكم دولة أو تسير شؤون عامة إلا بالمساهمة والرضى الشعبيين واحترام الرأي العام .
·الحكومات والنظم عامة حساسة وضعيفة أمام سلاح الاعتصامات و الإضرابات بالجملة التي يكفلها القانون وتدافع عنها الهيئات و المنظمات النقابية والمؤسسات غير الحكومية .
·أ ساليب القمع باتت مستهجنة من الضمير العالمي ومن الشارع على حد السواء .
·أجهزة الدولة الخاصة بحفظ النظام لا يمكنها أن تبيد شعبا بكامله ولا هي مؤهلة لا تقنيا ولا شرعيا لإبعاده أو تهجيره ، رغم اختلاف وحداثة الأساليب وهذا شئ يجد سنده من التاريخ .
الانتفاضة :
لقد كان النجاح الباهر الذي حققته الثورة الإيرانية 1979 م نقطة تحول كبيرة في مسار حركة الحشود الجماهيرية في إزاحة الأنظمة بطريقة فاقت الخيال ليس كونها فريدة بعد الثورة الفرنسية التي اقتلعت سيطرة الكنيسة وهللت لموجة الدمقرطة التي أرخت للنهضة في أوروبا خلال العصور الوسطى ،بل ان الطريقة مهدت للبركان البشري منفذا للانفجار .
الانتفاضة سلاح استخدمه المستضعفون في وجه قوة الاستبداد منذ فجر التاريخ وشحذته الهبة التي رافقت تصفية الاستعمار مع بزوغ حركة التحرر العالمي في إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا بعد الحرب العالمية . ومدته بالروح وأعطته العنوان، ثورة الحجارة في فلسطين منذ التسعينيات على نهج جديد اثبت نجاعته في تدوين الانتفاضة دوليا باسمها الفلسطيني .
وقبل ذلك خاض زعيم الاستقلال في الهند ورمز ثورة العصيان المدني جواهر لال نهرو ( المهاتما ، الروح ) في مطلع القرن الماضي،ثورةالعصيان المدني.. وهو الذي استحدث الثورة السلمية في وجه الاستمعار البريطاني . مشكلا هكذا روحا للثورة عبر أساليب مبتكرة ، سلاح المقاطعة للمنتجات والبضائع البريطانية ، ومتخذا من البساطة ذخيرة وزادا ، في الملبس والمأكل ، في التصرفات مما أربك قوى الاحتلال وجعلها تستجيب لدعوته ، بل أن ذلك التيار فرض على المستعمر البريطاني الرحيل من شبه القارة الهندية ( الهند ، باكستان ، بنغلاديش ) سنة 1947م .
الانتفاضة في جوهرها مطالب سياسية وفي عمقها ترجمة لغليان اجتماعي .. وفي وسائلها وأساليبها هبة وطنية لا تقف عند حد من حدود التعبير .. وهي بتعريف الاستراتيجيين استمرار للسياسة بواسطة العصيان ، الإضراب ، والمقاطعة و..و..و..
وفي القارة الافريقية كانت حركة المقاومة التي خاضها مانديلا في جنوب افريقيا من داخل السجون طيلة ربع قرن ،قد ارخت لعمل جديد توج بازاحة العنصرية وتتويج مانديلا رمزا للحرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط