الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنتخابات التُركية : - صَلعتهُم - و - كَرعَتنا -

امين يونس

2015 / 11 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


على الرغم من أننا يجب أن ( نهتَم ب " كَرعَتْنا " ) قبل الإهتمام بصَلعَة الآخَرين ، أي أن نتحدث عن ما يجري في العراق عموماً وأقليم كردستان خصوصاً ، أكثر مما نتحدث عن أخبار سوريا وتُركيا ... الخ . إلا أنهُ أحياناً ، تكون الأمور مُتشابِكة ومُترابطة ، إلى درجة ، تُحتِم علينا ، التطرُق إلى أحوال جيراننا .. وأدناهُ بعض الملاحظات عن إنتخابات تركيا التي جرتْ أمس :
* أعتقد أنهُ لاوجود ل " جمهورية أفلاطون " في الواقع ، ولا لل " المدينةِ الفاضلة " ، فحتى الديمقراطيات العريقة في عالمنا ، مثل الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من الدول الأوروبية واليابان وأستراليا وكندا .. الخ ، حتى في هذه الدُول ، فأن هنالك بعض النواقِص وعدم تكافُؤ الفُرَص بالنسبة للجميع ، وأن الأمور لاتسير بِعَدالة 100% .
وفي منطقتنا الممتدة ، من باكستان شرقاً إلى مصر غرباً ، واليمن جنوبا الى تُركيا شمالاً .. فأرى أن هنالك دولتان فقط ، تتمتعان بنسبةٍ مُهمة من الآليات الديمقراطية ، بالنسبة الى الإنتخابات ، وهُما إسرائيل وتُركيا . ويا للمُفارَقة ، فأن إسرائيل تُمارِس سياسةً عُنصرِية تجاه العرب ، كما تُمارِس تُركيا سياسة عنصرية تجاه الكُرد . إذن الدولتان الأكثَر ديمقراطية في المنطقة ، ديمقراطيتهما مثلومة ، بسبب ممارساتيهما العنصرية .
* لكن بالرغم من ذلك ، فكما في عدة إنتخابات تُركية سابقة ، فأن آلية الإنتخابات رائعة وفرز وإحتساب الأصوات ، سريع إلى درجة كبيرة ، وظهور النتائج الأولية ، تُعلَن بعد سويعاتٍ فقط .. ومع وجود [ حزب AKP في السُلطة منذ سنين ، وإستغلال الإعلام الحكومي ، للدعاية له منذ شهور طويلة ، وحتى إستخدام منشآت الدولة ، للترويج للحزب بطُرقٍ غير مُباشِرة ] .. فأن التجاوزات والعراقيل والشكاوى الكثيرة هُنا وهناك .. كُل ذلك ، لاينبغي أن يمنعنا ، من الإعتراف ، بأن الإنتخابات كانتْ نزيهة عموماً .
* ببساطة : أعتقد ان أكبر الفائزين في هذه الإنتخابات ، هو HDP . فلو عرفنا ، ان حكومة أوغلو ورئيس الجمهورية أردوغان ، لم يُضّيِعا دقيقةً واحدة ، طيلة الأربعة أشهُر الأخيرة ، " وبالتنسيق والتفاهُم التام مع المُؤسسة العسكرية وأجهزة الأمن " ، في مُحاربة HDP بِكافة الطُرُق المشروعةِ وغير المشروعة ، وزَج الآلاف من منتسبي ومُؤيدي HDP في المعتقلات ، بل وصلَ الأمر ، إلى السماح لإرهابيين وغض الطرف عنهم ، للقيام بتفجيرات مُرّوِعة في أنقرة وإسطنبول ، وسط تجمعات مدنية .. وكذلك إعلان مُدن وقُرى كردية ، مناطق لعمليات عسكرية ، وحرمان الناخبين من الإدلاء بأصواتهم .. وأيضاً شَن هجمات حربية كبيرة على ال PKK ، والإستماتة في مُحاولة الربط بين ال HDP و PKK ... الخ . كُل هذا النشاط المحموم ، المُرّكَز على ال HDP ، لم يفلَح في كَسر معنوياتهم ولا إثناء جماهيرهم من التوجُه لصناديق الإقتراع ، والنجاح الباهِر ، رغم كُل شئ ، في تجاوِز نسبة ال 10% .
حقاً .. وبِكُل المقاييس ، فأن ال HDP بقياداتهِ ومسؤوليه وجماهيره ، أثبتَ أنهُ ، حزبٌ قَوي ومناضِل من الدرجة الأولى ، ويستحق تمثيل كُرد تُركيا ، بل واليسار التُركي عموماً .
في الإنتخابات السابقة ، حصل HDP على حوالي ستة ملايين صوت ، وفي إنتخابات أمس حصل على أكثر من خمسة ملايين صوت .. صحيحٌ أنهُ خسر مئات الآلاف من الأصوات ، لكن وِفق ما ذكرناهُ أعلاه " حيث تركَ AKP ، مُنافسيه التقليديين GHP و MHP ، ورّكَز فقط بكُل قوتهِ على مُحاربة HDP بأخس الوسائل وأكثرها إنحطاطاً " .. فأن النتائج كانتْ ممتازة بالنسبة ل HDP .
* دلائل دامغة ، ظهرتْ خلال السنتَين الماضيتَين ، على دعم حكومة أردوغان وأوغلو ، لداعش ، في سوريا والعراق . ومادامَ نصف الناخبين الأتراك ، أعطوا أصواتهم ل AKP ، فذلك يعني ببساطة ، ان توَجُه حزب العدالة والتنمية ، الإسلامي ، يحظى بقبول وتأييد واسع ، من قِبل الشارع التركي .. وذلك مُؤشرٌ خَطِر ، لايُنبِأ بالتفاؤل لما سيجري في السنوات الأربع القادمة .
* أكبر الخاسرين ، كانَ ال MHP أي الحزب القومي التركي اليميني العنصري ، حيث ان الكثير من مؤيديه أعطوا أصواتهم في هذه الإنتخابات لحزب العدالة والتنمية AKP .. وذلك لسببٍ منطِقي : ان حزب أردوغان / أوغلو .. يستطيع خدمة أهداف اليمين العنصري ، بصورةٍ ممتازة وعملية ! .
* الحزب الجمهوري GHP حافظَ على قوتهِ الإنتخابية عموماً / الحزب القومي MHP خسرَ بوضوح / حزب الشعوب الديمقراطي HDP إستطاع تكريس وجودهِ والفوز بأكثر من 10% .
* ال HDP حزبُ يضم الكُرد والأرمن والعرب والأقليات الأخرى ، وهو حزبٌ يساري عموماً ، حصل على 10.8% .. ولنفترِض ان الحزب الجمهوري GHP هو أيضاً حزبٌ علماني ، حصل على 25.7% .. فأن العلمانيين واليسار عموماً ، حصلوا على 36.5% تقريباً ، في حين حصل حزب العدالة والتنمية " الإسلامي " والحزب القومي اليميني ، على حوالي 62% .
..............................
كُل ما وردَ أعلاه ، كانَ بشأن " صلعة " جارنا التُركي .. أما ما يخص " كَرعَتنا " ، فأقول :
- تُركيا ، دولة فيها مُؤسسات رصينة . العراق ومن ضمنه أقليم كردستان ، فقدَ معظَم مُقومات الدولة .
- الحكومة التركية ، لها خطط إستراتيجية بعيدة المدى ، ووسائل تكتيكية ( مع عدم إتفاقنا معها ).. الحكومتَين في بغداد وأربيل ، لاتعرفان أو لاتُعيران أدنى إهتمام ، للمُستقبل ولا حتى للحاضِر ! .. و " التخطيط " مُجرَد وَهم .
- كُل الأحزاب على الساحة التُركية ، لها سياسات ومُنظِرون وقادة ورجال ونساء ، حاذقون مُخلِصون نزيهون وطنيون ( حسبَ معاييرهم هُم ) . بينما كُل أحزابنا في بغداد وأربيل ، تفتقر الى زُعماء ومسؤولين ، نظيفي اليَد وذَوي إتجاهات وطنية وغايات شريفة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أحسنت في كل ماتفضلت بهِ
آكو كركوكي ( 2015 / 11 / 2 - 12:42 )
أحسنت في كل ماتفضلت بهِ

اخر الافلام

.. تصاعد الدخان من حي الشجاعية في غزة وسط دوي الانفجارات واستمر


.. الإصلاحي بزشكيان يواجهة برلمانا محافظا بعد انتخابه رئيسا لإي




.. مستوطنون يشعلون النيران في سهل ترمسعيا قرب رام الله


.. لقطات زمنية لتطور حريق اشتعل بجبال سانتا باربرا في أميركا




.. مهمة إنقاذ ناجحة لرجل إطفاء محاصر في أميركا