الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجهوية المتقدمة بالمغرب,الرهانات و الأبعاد

حميد المصباحي

2015 / 11 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


الديمقراطية ليست مجرد تقنيات للتصويت,هذا ما اكتشفته التجارب العريقة ديمقراطيا,فالديمقراطية ثقافة,تعاش اجتماعيا و يعبر عنها سياسيا,و مع تطورها,اكتشف العالم المتمدن,أن المعارضة عليها أن تساهم في تطوير المجتمعات اقتراحيا,بذلك ظهرت التشاركية الديمقراطية,و ظهر أيضا نموذجين في ممارسة السلطة من طرف الدولة,فهناك المركزية و هناك حكم الجهات,التي يمكن أن تتطور لفيدراليةوأي أن تكون للمناطق و الجهات,بلغننا أو الولايات بلغة أروبا,حكومتها و حتى ممثلوها,ليفتح سياق التنافس,و الصراعات الديمقراطية لإبراز التجارب الناجحة,و إفراز النخب المبدعة اقتصاديا و ثقافيا و حتى سياسيا,فهل يدرك السياسي المغربي هذه الأبعاد؟و هل تنتج الأحزاب المغربية نخبا قادرة على هذه المهام,ثم ما هي رهانات الدولة المغربية لتجربة الجهوية المتقدمة؟؟
1أبعاد الجهوية
عندما تراجعت بالمغرب قوة اليسار المغربي,و الإيديولوجية المدنية في سياقه,لوحظت العودة إلى التقاليد القديمة,تلك المؤسسة على ما هو قبلي,و أحيانا عرقيوربما كرد على ظهور الإسلام السياسي,بصيغته المغربية الحزبية,و خصوصا تلك التي تستوحي رؤاها من حركة الإخوان المسلمين,فكان على الدولة المغربية,تغيير أسماء المناطق التي لها حمولات قبلية,من قبيل,دكالة عبدة,الشراردة,الريف,لتستبدل بأسامي دالة على المدن,مثل الحسيمة طنجة,البيضاء السطات,و هي عملية تطهيرية لما علق في التجارب السابقة من ميولات عرقية قبلية,لأجل خلق شروط المواطنة بناء على السكن و ليس الإنتماءات القبلية المتعارضة مع التجارب الديمقراطية,ينضاف إلى ذلك مسالة التجاوب مع خلق التوازنات بين الجهات,حتى لا يستمر منطق المغرب النافع و المغرب المهمش كما كرسها الإستعمار الفرنسي و الإسباني,و بذلك لن يجد خصوم المغرب تعليقا من قبيل ثروة الصحراء,و ضرورة استفادة الصحراويين منها قبل غيرهم,و بذلك يكون المغرب قد مهد لديمقراطية الجهات و خلق شروط التنافس بين الجهات على قاعدة العطاء و الإبداعية الفاعلة.
2_الأحزاب السياسية و الجهوية
سوف يكون عليها هي الأخرى تجاوز المنطق المركزي في سياساتها,بحيث تخلق هي نفسها قياداتها الجهوية,التي تبدع وفق حاجات الجهة,ما يناسبها و يؤهلها لتحديد اختياراتها الجهوية,اقتصاديا و ثقافيا و تنمويا,مما سوف يغير معنى الزعامة و يحصرها جهويا,بل و يفتح أفقا جديدا لتجديد النخب و تأطيرها بناء على رهاناتها الجهوية,التي لن تكون إلا خدمة للوطن بكامله,لكن المؤشرات الحالية,تثبت بأن إفراز نخب من هذا الصنف,تتطلب مسارات طويلة للقطع مع معنى الزعيم كما تتمثله القيادات الراهنة للأحزاب المغربية,خصوصا تلك التي تحتمي إيديولوجيا بما هو عرقي أو ديني عقدي سياسي,و بذلك فإن أحزاب الحداثة هي المعول عليها لإنجاح هذه التجربة و دعمها.
3_نحو مغرب فيدرالي
ربما هو رهان بعيد المدى,بل إنه مشروط بتعميق الديمقراطية ثقافيا و سياسيا,و الرقي بها حد الديمقراطية التشاركية,التي لها نخبها الخاصة,و لا يمكن مجرد التفكير في ذلك,بدون أن تستعيد الأحزاب السياسية مثقفيها,أو تعمل على تجديد الصلة بهم,لأنها اعتمادا على ساستها وحدهم,لن تنجح في ربح هذا الرهان و التمهيد له,كما أن الدولة المغربية معنية هي الأخرى,بتجديد سلطها الموزية,من عمال,ليدركوا دلالات الفعل التشاركي,و الجهوية المتقدمة.
خلاصات
تأهل المغرب فكريا واقتراحيا لخوض غمار التجديد,مع ما يفرضه ذلك من إصلاحات,تهم إحساس اغلب الفئات بما فيها الدنيا,بإيجابية الديمقراطية و الجهوية,و انعكاساتها على مستوى الحاجات الإجتماعية و خصوصا منها الخدمات,التعليم,الصحة السكن مع تحسين الأجور,فلا معنى لكل هذه المقترحات بدون استشعار أهميتها بشكل ملموس,و هو ما سوف يحمس على المزيد من المشاركة و التفاعل الإيجابي مع خطوات التطوير.
حميد المصباحي كاتب روائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء ومصابون بقصف إسرائيلي استهدف مباني في مخيم جباليا ومدي


.. أبرز ما تناولته وسائل الإعلام الإسرائيلية في الساعات الأخيرة




.. لا معابر تعمل لتربط غزة مع الحياة.. ومأزق الجوع يحاصر السكان


.. فرق الإنقاذ تبحث عن المنكوبين جرّاء الفيضانات في البرازيل




.. جامعة برشلونة تقطع علاقتها مع المؤسسات الإسرائيلية