الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


االنتائج المفاجئة للانتخابات البرلمانية التركية .... ماهي دلالاتها ؟؟

زياد عبد الفتاح الاسدي

2015 / 11 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


جاءت نتائج الانتخابات البرلمانية التركية مخيبة للآمال ومخالفة للاغلبية الساحقة من استطلاعات الرأي في تركيا , والتي أجمعت معظمها بأن تتكرر نتائج الانتخابات السابقة التي أجريت في حزيران يونيو الماضي والتي حرمت حزب العدالة والتنمية من تشكيل حكومة تركية بمفرده .... بل أن بعض استطلاعات الرأي أظهرت تراجعاً طفيفاً في شعبية حزب العدالة والتنمية مقارنة بالانتخابات الاخيرة ..... فمالذي حدث ياتُرى في هذه الانتخابات المُفاجئة والصادمة في نتائجها والتي أعادت لحزب العدالة والتنمية الاغلبية البرلمانية اللازمة لتشكيل حكومة بمفرده رغم الاخفاق في تحقيق الاغلبية اللازمة لتعديل الدستور وتحويل النظام السياسي الى نظام رئاسي يتلاءم مع طموحات أردوغان في السلطة المطلقة , أو حتى الاغلبية اللازمة لاجراء استفتاء شعبي لهذا الغرض ...... وهل هنالك أحتمال حدوث تلاعب غير منظور في هذه الانتخابات ؟؟ من المبكر أو بالاحرى من الصعب الوصول الى قناعات في هذا الصدد ... رغم أن التلاعب شيئ غير مُستبعد عندما يتعلق الامر بالتاريخ السلوكي والرصيد الاخلاقي لرجب طيب أردوغان وزمرته في حزب العدالة والتنمية في دعم الارهاب وقضايا الفساد , وحمايته بوقاحة للوزراء المتورطين بأدلة دامغة في قضايا فساد كبرى ... حيث يستغل أردوغان الحصانة الرئاسية لحماية نفسه , كما يستغل سيطرته على المفاصل الامنية والمخابراتية والقضائية والاعلامية في تركيا لحماية وزرائه من الملاحقة والمُساءلة . وعلى أية حال إذا افترضنا جدلاً عدم وجود تلاعب في نتائج في هذه الانتخابات , يمكننا تفسير إستعادة حزب أردوغان للاغلبية البرلمانية بالعوامل التالية :
1. فشل أحزاب المعارضة التركية (ولا سيما حزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب الديمقراطي) في توحيد جهودها وتشكيل إئتلاف سياسي أو برنامج مُوحد لمواجهة حزب العدالة في هذه الانتخابات , واكتفت فقط في مهاجمة أردوغان وحزب العدالة دون تقديم برنامج سياسي واقتصادي بديل للناخب التركي .
2. ساهم التلاعب في أرقام المؤشرات الاقتصادية الذي قامت به الحملة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية مدعوماً بالاعلام الكثيف والمُسيطر عليه في تركيا من قبل أردوغان في طمأنة الناخب التركي حول سلامة الوضع الاقتصادي والاحتمالات القوية لتحسن الاقتصاد التركي ونموه في الفترة المُقبلة وفق المُؤشرات الاقتصادية التي تم التلاعب بها ولا سيما مُؤشرات البطالة والتضخم ومعدلات النمو الاقتصادي ومواصلة التدهور في قيمة الليرة التركية في أسواق العملات .
3. لعب حزب العدالة (بدعم ومشاركة إعلامية واضحة) دوراً فعالاً في تضليل الناخب التركي حول مسؤلية التدهور في الاوضاع الامنية الذي شهدته تركيا في الفترة الاخيرة ولا سيما بعد انفجارات ديار بكر وسروج والانفجارات الدموية في أنقرة . وهذا ما قاد الى خشية الناخب التركي من استمرار تدهور الاوضاع الامنية في حال استمرار خسارة حزب العدالة والتنمية للاغلبية البرلمانية ودخول البلاد مجدداً في متاهات الفراغ الحكومي وصعوبة تشكيل حكومة إئتلافية في ظل الخلافات الشديدة بين الاحزاب السياسية وتعقيدات الاوضاع السياسية القائمة .
وعلى أية حال سـتُفضي نتائج هذه الانتخابات الى نتائج كارثية فيما إذا تابع أردوغان وزمرته في حزب العدالة والتنمية سياساته المُتهورة تجاه الازمة السورية ودعم الجماعات الارهابية والتكفيرية المُسلحة والوضع الامني وقمع الصحافة الحرة والمؤسسات الاعلامية المعارضة. أو وعدم اتخاذ اجراءات اصلاحية صارمة لمحاربة الفساد وتحسين الاقتصاد واعادة الاقتصاد التركي لعافيته السابقة... وقد يحمل هذا النجاح لحزب العدالة والتنمية بداية النهاية ليس فقط لمستقبل أردوغان , بل لوحدة وتماسك أو حتى استمرارية حزب العدالة والتنمية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تقدير.. وتعليق بسيط
حميد خنجي ( 2015 / 11 / 2 - 20:29 )
جميلة تحليلاتك يا زميل زياد الأسدي
ولكن حبذا الابتعاد عن التقريرية والأدلجة الشديدة والأحكام اليقينية القاطعة
مجرد ملاحظة

اخر الافلام

.. لا اتفاق بين زعماء دول الاتحاد الأوروبي على تقاسم المناصب ال


.. ما موقف الأحزاب الفرنسية ومقترحاتهم من الهجرة في حملاتهم الا




.. لتطبيع العلاقات.. اجتماع تركي سوري في قاعدة روسية| #الظهيرة


.. حارس بايدن الشخصي يتعرض للسرقة تحت تهديد السلاح




.. وول ستريت جورنال: لا وقت للعبث بينما يحرق حزب الله شمال إسرا