الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الآباء الكبار

مجدي مهني أمين

2015 / 11 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


ما لا يدركه النظام، ان الشعب في مسيرة نموه ونضجه قد تخلي تماما عن منح الرئيس، أي رئيس، شعبية غير مشروطة، تخلى عنها منذ مظاهرات الطلبة في 1978، عندما خرج الشباب يواجهون عبد الناصر ويطالبونه بالديمقراطية والاصلاح، واستمرت مع السادات- حتى أن الناس اخذت فكرته "كبير العيلة" على سبيل الدعابة ولم تأخذها مأخذ الجد حتى في اوج انتصارات اكتوبرالمبهرة، وبالطبع مع مبارك وحتى اليوم.

- ما فيش شعبية غير مشروطة.

العلاقات داخل الاسرة ،انتفى فيها دور الاب الآمر الناهي، وليس على الاب اختيار إلا القيام بدوره خير قيام ، مع أطفال كبار، عبر عنها بفن راقٍ وذوقٍ رفيع الفنان المبدع والمثقف دريد لحام في فيلمه "الأباء الصغار."
ونجد أنه كلما حاول الأب ان يسترد دور سئ السيد، أن يجد في مواجهته أصغر عضو في الاسرة، آخر العنقود، بعباراتها التي تجمع بين المحاسبة والدلال:

- إيه يا سي بابا؟

أما باقي الابناء الكبار الواعيين، نجدهم يتركون المناقشة ويخرجون لنزهة قصيرة ويعودون دون صدام، ودون منح الاب المسكين دور سي السيد، طبعا لو فكر ها يكتشف أنه دور شرفي غير مفيد.

- فماذا الذي أنجزه دور سي السيد في بين القصرين؟
- لا شئ ذي قيمة، أكثر من أنه منح نفسه حقوقا غير مشروعة، بالسهر مع نساء الليل، وثار على حقوق مشروعة لزوجته عندما قامت بزيارة الحسين!!

الطابع الذي يتقدم المشهد في كافة العلاقات، هو الطابع الندية مش معناها التحدي، ولكن معناها المساواة بين كافة الاطراف في القيمة الانسانية، فالكل أمام العلاقات سواء، بل أن الاديان السماوية كافة تؤمن أننا يوم الحساب نكون سواء، طب ليه ما نكونش سواء من النهاردة؟ سواء أمام القانون، وسواء في المواطنة، مش بالضرورة نكون سواء ومتصارعين، لكن الضرورة نكون سواء وأخوة وأخوات، كدة الصورة تطلع حلوة؛ أذ يمكن أن نبني الوطن بروح من الأخوة في رؤية المساواة بيننا جميعا.
أقول هذا وأنا أجد الرئيس السيسي يعنّف- صورة الأب- الإعلامي خالد أبو بكر، الذي انتقد غياب الرئيس عن مشهد الاسكندرية الغارقة في المطر، وانشغاله بلقاء مع شركة ألمانية لبحث قضية الكهرباء والطاقة، والسؤال الذي طرحه الإعلامي:

- لماذا يا سيادة الرئيس لا تترك هذا اللقاء لوزير الطاقة وتمنحه كافة الصلاحيات؟

وكانت إجابة الرئيس على السؤال:

- ما ينعفش كدة، كدة ما يصحش.

ورددها بنبرة أكثر علوا وحِدة عندما صفق الحضور الكريم، لم يجب، لم يوضح المبررات، ولم يشكر الإعلامي على سؤاله، بافتراض ان الشعور الوطني لدى الإعلامي لا يقل قوة عن شعور الرئيس ولا الحضور الكريم الذي صفق مشجعا الرئيس أن يلعب دور الأب.
لو استمر الحال هكذا، وتغيب الرئيس عن السماع الحقيقي لرأي الناس، واتخاذ خطوات جادة نحو المسار الديمقراطي، سيخسر شعبيته، لأنها عير مشروطة، وسيعبّر الناس أيضا بصوت أكثر ارتفاعا كي يقولوا لسيادته ولكافة المسئولين، لم يعد في مصر شعبية غير مشروطة، شطبها الناس من قاموسهم من أيام عبد الناصر في النصف الثاني من فترة حكمه ولم يمنحوها بعد لأي رئيس أخر، فهم الآن الأباء الكبار والحماة الحقيقيين للوطن.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الخلاف حول جزيرة الياسات.. خلاف -متجذر- أم -سحابة صيف عابرة-


.. زعيم حزب -فرنسا الأبية-: أنا قادر على تولي منصب رئيس الوزراء




.. في حفل الزفاف.. عريس يسحل عروسه في مصر! • فرانس 24 / FRANCE


.. قمة مجموعة السبع في إيطاليا تركز على مواجهة روسيا والصين ودع




.. غواصة روسية نووية ترسو بالقرب من ميناء هافانا