الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما أشرف وما أصعب ان يكون الإنسان عربيًا!!

محمد نفاع

2015 / 11 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


أما الـ ما اشرف، فلنمرّ عليها مرّ الكرام، منذ الجاهلية وما فيها من قِيم، فجاهلية العرب أفضل بكثير من جاهلية شعوب أخرى، ولنلتفت إلى اللغة العربية والشعر والنخوة والشجاعة والكرم والوفاء والصراحة، هنالك قِيم أفضل بكثير من اليوم، بعدها جاءت الحضارة العربية الراقية ودور العرب في العلوم من طب ورياضيات وفلسفة وفلك وفنّ غناء وعزف والحان وعمران... إلى التضحيات التي قدمها العرب بالأمس واليوم ضد أعدائهم.. والآن إلى الأصعب!!
في الأيام الأخيرة درست وللمرة الثانية كتاب فيصل الحوراني ابن قرية المسمية الصغرى: "دروب المنفى – شهادة – الوطن في الذاكرة"، لم أشارك في استقباله هذا العام وليس لأسباب قاهرة وبمنتهى الصراحة والشفافية التي يقدّسها البعض.
ولا ارغب أبدًا في ان تكتظ هذه المادة بالاقتباسات، فكل المادة شهادة واقتباس واحد شامل.
كتب الكثير الكثير عن القضية الفلسطينية وجذورها، ولنأخذ مثلا ساطعًا د. إميل توما، الرفيق الشيوعي العريق والعميق.
ما جذبني في كتاب فيصل حوراني هو فيما تعرض له هذا الطفل منذ ولادته، وهو يعيش خضمّ التنفيذ العملي الميداني لوعد بلفور حتى النكبة والنكبات المتلاحقة الأخرى، وأتساءل تساؤل عارف لماذا لا نطلق اسم النكبة على ما يحدث اليوم في فلسطين وسوريا والعراق واليمن، فهي نكبة العرب.
المشترك بين تاريخ وعد بلفور البريطاني الاستعماري واليوم هو ان الأعداء هم أنفسهم، الاستعمار والصهيونية والرجعية العربية. وان الشعب الفلسطيني هو ضحية هؤلاء وكافة الشعوب العربية اليوم هي ضحية هؤلاء، وبصورة أوضح وعلى مستوى اشمل، لماذا لم يطرأ بالمحصلة تغيير إلى الأفضل حتى في زمن عبد الناصر ودور مصر القيادي ومعها الجزائر وسوريا والعراق في فترة قصيرة، واليمن الجنوبي وليبيا... وان بتفاوت في الدرجات والفترات!!
كل الشعوب العربية وقعت تحت الاحتلال البريطاني والفرنسي والايطالي، وكان للبريطاني الدور الإجرامي الأبرز في التخطيط والتنفيذ، حيث فرضت الفقر والأمية، تليها فرنسا في شمال إفريقيا وسوريا ولبنان، وجرى تقسيم العالم العربي وصُنعت دويلات جديدة، خصوصا في شبه جزيرة العرب، وكانت القضية الفلسطينية لبّ وجوهر هذه القضايا كما اعتدنا ان نسمع ونقول.
بانعدام وضحالة الديمقراطية وحرية الفرد كُبّلت الجماهير من ان تضع وزنها وثقلها في المعركة، وحوصرت الطليعة الثورية والتقدمية وخاصة الأحزاب الشيوعية، اتُهم الشيوعيون بالجاسوسية للصهيونية، وهناك من اتهم ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى من فعل الصهيونية حتى بعد ان فضح لينين اتفاقية سايكس بيكو حيث كان لروسيا القيصرية ضلع فيها.
وقيل زورًا ان الشيوعيين العرب أعداء العرب، ففي سوريا زمن الحكم الرجعي كان نشيد الطلاب في الصباح: عاش الشعب العربي عاش فليسقط خالد بكداش (الأمين العام للحزب الشيوعي السوري).
واتهم الشيوعيون بمشاعية النساء!! وطبعًا بمعاداة الدين، وكلها من صنع الاستعمار باستغلال الجهل والتأخر والقتل والسجن والطرد، ولا نبالغ في القول عندما نشير ان استمرار الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه مموّل بأموال عربية دنسة تصل إلى الولايات المتحدة اخطر عدو للعرب اليوم. وان احتلال العراق مُوّل عربيًا من نفس المصدر، وان العدوان على سوريا كذلك. أما الاتحاد السوفييتي نصير العرب والشعوب فقد شاركت هذه في حصاره، لا بل ساهمت في فرض حرب النجوم التي قادتها الولايات المتحدة ضده وهو الذي خرج مجرّحًا من الحرب ضد النازية والفاشية.
ومع طول الفيتو الأمريكي ضد أي حق من حقوق الشعب العربي الفلسطيني حتى في مجالات ليست جوهرية جدًا تزداد عمالة النظم الرجعية العربية لهذا الاستعمار، لأنه يحمي عروشها، ولان الاستعمار صنع هذه العروش.




*حول وحدة الصف*


مضحك جدًا هذا التعبير الكثير الدّلْق والاستعمال، أي وحدة صف على النطاق العربي اليوم إلا في موالاة الاستعمار ومحاولة قهر كل معارض وممانع لأمريكا!! وسوريا مثل حي، والمقاومة اللبنانية. ان الصفّ الذي فيه اليسار واليمين من الطبيعي ان يكون فيه الكثير من الاعوجاج، ولنتخيل حتى الصف المدرسي.
كافة المبررات التي يطلق عليها موضوعية، ليست كافية ولا تشبع، فلنفتش عن العامل الذاتي. ان قادة أحزاب يسارية يجدون منتجعًا لهم في السعودية، يبطل الكثير من يساريتهم.
الطروحات القومية من قطر ومن فيها لا يمكن ان تكون قومية، وهذا ينطبق على النطاق القطري وحتى المحلي، لا يمكن لطرف من أطراف وحدة الصف ان يخدم بمواقفه الاستعمار والصهيونية والرجعية العفنة ويكون صائبًا على النطاق المحلي والقطري، وهو يستغل هذه الوحدة لنشر أفكاره الضارة الفاسدة. يجب النقاش والفضح وليس المجاملة والصمت. ان آفة المجاملة حتى في القرية الواحدة أمر مقرف وخطير، ترى العميل والفسّاد والسمسار يغض عنهم الطرف ويصمت عنهم اللسان في الديوان والفرح والترح كُرمى لصوت الانتخابات المحلية والعامة، تعبير التسامح يُستغل على أبشع وجه. النضال ضد سياسة الاحتلال والاضطهاد والتمييز جيد جدًا، والنضال ضد التلون والانتهازية ممتاز.
كل احتلال وكل اضطهاد وُجد له عملاء وأتباع من ضحاياه، هو اوجدهم مقابل ثمن.
علينا استعراض التاريخ على الأقل منذ وعد بلفور المشؤوم الذي تأتي ذكراه هذه الأيام وحتى اليوم.
لم يكن اصدق ولن يكون اصدق وأكثر مبدئية ومثابرة دائمة في قضية فلسطين وكل قضايا العرب من الشيوعيين، من الامميين، وإذا اخطأ الحزب، أو رفاق في الحزب يجب عدم التستر على ذلك، يجب الاجهار بذلك بالرغم من أي اعتبارات أخرى. وعلى رفيق الحزب ان يكون حُرًا إلى أقصى حدّ في تفكيره، وباستقلالية تامة ضمن الخط العام، الفكري والسياسي والطبقي والاجتماعي، وان يطرح رأيه بمنتهى الشجاعة في هيئته الحزبية وألا يعتكف وينزوي ويترك الصفوف بحجة صعوبة الإصلاح. ما نقوله بعيد كل البعد عن تقديس التعددية حتى بعد اتخاذ القرار، وبعيد عن العلنية وكيل الاتهامات والشتائم في أدوات التواصل الاجتماعي.
هذا يذكرني بالرفيق يعقوب قوجمان الرفيق العريق والأصيل في الحزب الشيوعي، اتّهم الحزب بأنه تخلى عن قرار التقسيم ليس لما هو أفضل، بل لما هو أسوأ دون ان يعقد مؤتمرًا لذلك، أو حتى مجلس حزب، هذا الاتهام فيه الكثير من الصحة، فهل هذا يسوّغ الخروج من صفوف الحزب والإصابة بمرض اليأس والإحباط!!
إن أقسى امتحان واجهته الأحزاب الشيوعية كان بعد الانهيار الفظيع، منها من شنّ هجومًا كاسحًا على اللينينية، وعلى اسم الشيوعية، وعلى المركزية الديمقراطية، وكان هنالك انفلات وهرولة من اجل الانفتاح والعلنية والشفافية والتعددية وحتى إعادة البناء، وهي سياسة اعتمد عليها خائن الحزب الشيوعي السوفييتي وخائن الشيوعية غورباتشوف. وأصيب حزبنا بجروح عميقة ولكنه خرج مجرّحًا وليس مقتولًا.
والآن نحن بأمس الحاجة إلى تقوية هذا الحزب فكريًا وسياسيًا وتنظيميًا خاصة بعد المؤتمر الأخير، وألا يضع احدنا أية عقبة في وجه الحزب بمختلف الذرائع والدوافع.
الاستعمار مفضوح بما فيه الكفاية بمخططاته وجرائمه، الصهيونية وحكام إسرائيل مفضوحون جدًا وقلما تجد من يدافع عنهم، فضح النظم والقوى الرجعية العربية لا يكفي، غير كاف. هذه هي القضية الجوهرية اليوم في العالم العربي والشرق الأوسط وفلسطين.
الضغط العربي بإيعاز من بريطانيا على الشعب الفلسطيني في ثورة الـ36-39 كان خيانة. انسحاب الجيش المصري من بيت جبرين وسلمة والمسمية الصغرى والكبرى وعشرات القرى سنة 48 هو خيانة، خيانة النُظم والقادة.
وهذا ينطبق على مرسلي جيش الإنقاذ وأسياده بدعم كامل من المحتل البريطاني بتدريبه للقوات الصهيونية وإعطائها السلاح من طائرات ودبابات ومخازن أسلحة وارض ووقوف قوات الاحتلال البريطاني ضد الشعب الفلسطيني في كافة المجالات تنفيذًا لوعد بلفور. ويأتيك من يظل يعلك السلاح التشيكي ليس دفاعًا عن فلسطين بل للتحريض على الشيوعيين.
ويصمت هؤلاء عن الدور الخياني الحاسم للرجعية العربية، نعم الدور الحاسم، للرجعية العربية بالأمس واليوم.
يسكّتون الشعب الفلسطيني وبعض قادته بأموال دنسة هزيلة شرط الابتعاد عن القضية الجوهرية، حق تقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة ومواجهة الاستعمار.
وبانعدام وضحالة الديمقراطية يصبح القول الفصل للجلالة والسموّ والفخامة.
يتكون اليوم قطب آخر قوي سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا في مواجهة الاستعمار الأمريكي، دول "البريكس" روسيا الاتحادية والصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا قوة جبارة، حصتها من الإنتاج الإجمالي العالمي حوالي 25%، وسكانها أكثر من 40% ونفقاتها العسكرية أكثر من 20%، وإذا أضفنا إليها إيران وفنزويلا وكوبا وكوريا وعددًا من الدول الأخرى المعادية لأمريكا والاحتلال الإسرائيلي تتحسن النسب أكثر.
على الأقل الآن مصلحة الشعب الفلسطيني ان يكون مع هذا التحالف، مع هذه القوة الصاعدة، وان يترك الاستعمار المجرَّب، لان "من جرّب المجرّب كان عقله مخرّب".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات دولية لحماس لإطلاق سراح الرهائن والحركة تشترط وقف الحر


.. بيان مشترك يدعو إلى الإفراج الفوري عن المحتجزين في قطاع غزة.




.. غزيون يبحثون عن الأمان والراحة على شاطئ دير البلح وسط الحرب


.. صحيفة إسرائيلية: اقتراح وقف إطلاق النار يستجيب لمطالب حماس ب




.. البنتاغون: بدأنا بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات