الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراقيون و برنامج النفط مقابل الغذاء

سلوى غازي سعد الدين

2005 / 10 / 29
حقوق الانسان


لقد واجه العراقيون بكل عزّة نفس و شجاعة ، بحر صدام و أمواج بحره المتلاطم و كرههه الشّديد للشّعب العراقي و حضارته ، و في الأعوام التّي فرضت العقوبات على النّظام منها العقوبات الاقتصادية و السـّياسية بقرار من الأُمم الغير متّحدة أخذ الشعب العراقي متنفسا من الحروب و المعارك الكبيرة الطّاحنة ضدّ دول الجّوار ، أخذ الدّكتاتور يتخبّط ليصبّ جامّ غضبه على الشّعب المسكين و خصوصا الّذين رفضوا الانصياع إلى أوامره و أن يكونوا بوقا لطاغية الشرق في العصر الحديث ، و رفضوا كوبونات النّفط مقابل الغذاء ، و أقصد بهم الشيعة تحديدا ، الذين لم يستسلموا للبعث الحاكم و لم يُبدوا أيّ تعاون مع صدام ضد الشعب ، و كُلّ هذا بعد انتفاضة 1991 حيث بدأت الهجرة البطيئة إلى دول الغرب من خلال العبور عبر بلدان دول الجوار وعبروا القارات و المحيطات ليصلوا إلى الهدف المنشود و هو استدعاء المحررّين الغربيين ليخرجوا المواطن العراقي من مأزقه الذي لم يبقي لهم الطاغية شيئا من الحول والقوة سوى أمر واحد و هو الاستسلام للموت في مقابر جماعية و زنزانات السجون و هم محرومون من أبسط الحقوق حتى وسعت جرائم صدام الى الغذاء الذي تتسلمه الاسرة العراقية وكانت آن ذاك وزارة التجارة البعثية تفضّل التعاقد مع الدول العربية و كذلك الدّول الدّكتاتورية حتى لا تضعُف العلاقات السياسية بين العصابة التي تحكم في العراق مع العصابات الحاكمة في الدول العربية والإسلامية التي تكن العداء لأمريكا ، أمّا الودّ و الوقار للإعلام العربي و الإعلاميين العرب الذين دافعوا دفاعا منافقا و شديدا عن حكومة الطاغية باسم الشعب العراقي في حين كان الدكتاتور و أزلامه منهمكين بنهب و سرقة أموال الشعب المنهار و المصاب بأمراض لا يعرف لها دواء و لا لقاح مضادّ بسبب المؤن الفاسدة ، و كانت مواد غذائية فاسدة كالطحين و هو في الحقيقة ليس بطحين صالح للإستهلاك البشري بل هو من أجود أنواع العلف الحيواني ، أمّا البقوليات لو نـُقّـعت من الجُّمعة إلى الجُّمعة و سُلقت لما استطاع الإنسان أن يتغذّى منها إلاّ و هو مجبر لسدّ الرّمق ، ناهيك عن الصّابون المصري ذو الرّائحة الكريهة النتنه و لو استحم شخص بتلك الصّابونة لاحتاج إلى أن يستحم بصابونة أُخرى من صنع دولة أُخرى لإزالة رائحة تلك الصابونة . أمّا ما يُسمّى بالزيوت النباتية فهي مجرّد مخلـّـفات شحوم حيوانية و لم تزد الإنسان العراقي غير الإصابة بتصلّب الشرايين و أمراض أُخرى ما عدا عسر الهضم واضطراب المعدة و الأمعاء .
و المصيبة العويصة التي أصابت هذا المجتمع أنه لم يعتبر لما حلّ به من دمار و مرض و سوء تغذية و وقوفه ضد أمريكا بعد تحرير العراق من أقوى و أعتى نظام في الجريمة و المكر والاحتيال أقوى دليل و لو وقفوا وقفة حق لدحر الإرهاب و ساعدوا الغرب على إعمار العراق لأصبح عراق اليوم بشعبه ، أقوى دولة في المنطقة من حيث البنية التحتية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معاناة النازحين في رفح تستمر وسط استمرار القصف على المنطقة


.. الصحفيون الفلسطينيون في غزة يحصلون على جائزة اليونسكو العالم




.. أوروبا : ما الخط الفاصل بين تمجيد الإرهاب و حرية التعبير و ا


.. الأمم المتحدة: دمار غزة لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية ا




.. طلاب جامعة ييل الأمريكية يتظاهرون أمام منزل رئيس الجامعة