الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آراء حول تقنيات نص روايتي ( أرض الجنة )

جمان حلاّوي

2015 / 11 / 3
الادب والفن


آراء حول تقنيات نص روايتي ( أرض الجنة )

جمان حلاّوي

رأي الروائي علي عباس خفيف في رواية ارض الجنة :

العزيز جمان .. دونما مجاملة الرواية جميلة وهي تتناول قضية شديدة الحساسية ، خصوصا ً وان موضوع الرواية لم يجر تناوله على مستوى العلاقات الكونية قبل روايتك .. وتميزت الرواية بلغة ثرة وجميلة ، فضلاً عن أن تفاصيل الرواية باعثة على التساؤل وفي الغالب إن لم تستطع الرواية إثارة السؤال لن تعود رواية ولقد استطاعت ارض الجنة أن تثير الكثير من الأسئلة فضلاً عن أنها تشكك في قراءة التأريخ من دون الذهاب إلى الفطنة الشعبية التي تصنعها خرافة الفقراء التي هي فلسفة الفقراء .. ولكن بودي أن أشير إلى موضوع مهم : - إن تقنيات الرواية خطيرة إن لم نحكم سلطتنا عليها . وفي الرواية هناك هيمنة للسيناريو تكاد أن تنفلت من يد المؤلف وهي خطرة عادة، فالسيناريو من اشد تقنيات السرد خطورة لأنه نص/صورة فضلاً عن لغته التي توحي بالآني واللحظي، وحين يحتل مساحة كبيرة في نص سردي مهم تلغي لغة السرد اليومية التي تتمتع بها الرواية عادة .. فمن رأيي ورأيي يبقى قراءة فرد وليس حكماً، لابد من خفض هيمنة السيناريو على النص .. وفي قراءتي لم ينفعني السيناريو بوصفه استهلال أو حضور المؤلف، (زاوية نظره) بل رأيت إني بدأت اقرأ النص من ( الحدث الأول الذي أسس للحدث الثاني ).. لك محبتي وودي ،

رد المؤلف على ما ذكره الأستاذ الروائي علي عباس خفيف:

إن فلسفتي تجاه هذا العالم ومنذ نعومة أظفاري تتمحور حول عدم انقيادي لقوانين وضوابط وثوابت . ربما السبب هو أني قد تأثرت منذ صغري بمبدأ التغيير. نحن كتجريبيين لا يمكن الانصياع لثوابت عفا عليها الزمن ، وأنا لم اخرج من مجال الفن والأدب حتى ألان متخذا ً مثالا ً كبيكاسو ومرحلته والتكعيبية بعد مرحلتيه الزرقاء والوردية محطما ً جميع القيود ، مهشما ً الجسد والخطوط . وسلفادور دالي وتجربته مع السريالية . إن هؤلاء مع غيرهم من عباقرة الرسم أسسوا (جماعة باريس) علما ً أن جميعهم لم يكونوا فرنسيين بل أسبان وهولنديين . وقد حوربوا بداية الأمر ورُفِضَت معارضهم كونهم لم ينتظموا بضوابط الرسم الكلاسيكي المعروفة داخل الغرف والصالونات بل خرجوا نحو الشمس لذلك تم تسميتهم الانطباعيين أي تأثر لوحاتهم بضربات إشعاع الشمس وهم مانيه ومونيت ومن ثم التعبيريين وهم بيسارو ورينوار وفان جوخ وسيزان وبيكاسو ودالي ودييغا. لكنهم في النهاية أضحوا من ابرز معالم باريس الجمالية حاليا ً ، وقد قادوا الفن الجميل نحو فضاءات سامية من الرونق والجمال والإشراق ، ثم الحرية وإدخال مبدأ التغيير رغم كل الصعوبات .

ما أردت قوله ولغرض التجربة والتغيير أن نمتنع عن الخضوع لقوالب وضوابط يحكمها من له فلسفة يفرضها على الآخرين . ماذا يعني إن كان هناك سرد وهناك سيناريو حركي يوضح السرد ، هل تهدّم النص السردي ؟ هل تهدمت أركان الكعبة ؟!. أنا اشعر بنفسي خلاّقا ً وان اخلق روايتي كما أشاء دون ضوابط يضعها لي الغير ، دون ضياع الموضوع وجمالية الرؤى والصور والإحساس ... الصدق في إيصال الحدث وصراعه الدرامي إلى المتلقي كما بيكاسو الذي انتقل من الانطباعية إلى التكعيبية في إلغاء المقاييس وإدخال أكثر من منظور للوحة . فقد هشم أصول الفن وحسب رأيه وفلسفته تجاه الفن والحياة . هل قال له احد : ماذا تفعل ؟. ثم حين رأى أن محيطه عبارة عن لواصق أسس فن الكولاج . انه يبني عالمه الخلاّق الجميل وحسب نظرته للمحيط .خلق جمالا ً متوازنا ً من نوع آخر .

ألم نقرأ شعر بدر شاكر السياب ؟ الم يضرب ببحور الفراهيدي عرض الحائط مع نازك الملائكة ؟!. هل عرفنا كيف كتب الفرد هتشكوك سيناريو فلم ( شمال ، شمال غرب ) ، هل كتبه ك(سكربت) ضمن النمط المعروف والمتداول ؟ جميعهم خرجوا على مدارس وقوانين وأنظمة فرضت للتضييق وخنق الإبداع .

إن الفنان والكاتب كلاهما ينقل الحياة الحقيقية من خلال رؤاه وجمال بصماته ، وليختار الأدوات التي يطوّعها لخلق العالم الذي يبغيه أن يكون . لقد كتب صادق جلال العظم آراءه النقدية في كتابه ( نقد الفكر الديني ) ليخرج عن نطاق الضوابط الاجتماعية الخانقة ويعلل الحقيقة على الرغم من معرفته بمحاكمته وتوجيه التهم القاسية بحقه . هذا هو معنى الثورية ؛ يعني أن تكون ثوريا ً الغ ِ الخطوط الحمراء التي وضعها من هم قبلك حتى تستطيع أن تتقدم باضطراد نحو الحرية الواسعة والحقيقة المشرقة .
لا يستطيع احد أن يؤطر أدب الكتّاب بقوانين سردية .. ربما يقوم الكاتب بوضع رسوم كاريكاتورية خلال السرد أو يكتبا سيناريو في النص ، كما فعلت . أو إضافة نص بلغات أخرى كما فعل ( تي . أس . اليوت ) في قصيدته ( ارض اليباب ) حين كتب أجزاء من القصيدة باللغة السنسكريتية . أو درج النص الخبري ، أو العامي كما في رواية ( الرجع البعيد ) لفؤاد التكرلي .. إلخ

إنها تجربة جديدة من ضمن تجارب عديدة في دمج السرد مع الصورة لمنح النص حركة واضحة تنبعث فيها الحياة ؛ في أن ننقل الماضي القديم إلى الواقع الحالي المعاش ، ودمج الحاضر بالماضي من خلال حركة الكاميرا الآنية والإحساس بحركة شخصيات الماضي وقد دبّت بهم الحياة . انه جمال متوازن من خلال تهشيم حقب الزمن ، وتذويب الحدود بين ما هو ماض أندرس وحاضر يتنفس ويتحرك ويفعل ، على الرغم من عدم فقدان الماضي السحيق لخصوصيات حركة مجتمعه وقتذاك ، وأخلاقياته وبناءه الفكري والفلسفي وبنيته التحتية الاقتصادية .

الروائي علي عباس خفيف :

أنا لم اقترح وضع تقنيات محددة لأن الآخرين والسابقين وضعوا ضوابط تمنع استخدام تقنيات أو تحد منها.. بل إنني رأيت فيما يرى القارئ المهتم أن ( التلقي الجمالي ) يتطلب منّا قدرة على تلمس انفعال القارئ ، أو اغلب القراء باعتبار المتلقي الأول هو أنا ( المؤلف) ثم القراء. وأنا لا اذهب مع موت المؤلف للنهاية لأنني افترض المؤلف القارئ الأول وستبقى ذائقته وتلقيه الجمالي العنصر الأول في قدرة التلقي الكبرى .
وفي النتيجة الرواية اليوم تتحمل كل أشكال الفنون الريبورتاج والسيناريو والقصة الصحفية والخبر والعامية والخرافة والتاريخ وكل ما يمكن أن يضيف للجمال جمالا ً آخر
لكنني أشرت إلى قطع في التلقي الجمالي للرواية بوصف المتلقي يضع للنص عتباته الخاصة قبل البدء بجهد التلقي ، وحين يحصل القطع في التلقي تنخفض قيمة التلقي وتختفي بعض معالم النص ، هذا بشكل عام . وأنا حين أشرت للسيناريو لم اعترض على استخدام السيناريو بل نوهت إلى أن هناك هيمنة للسيناريو اعتبرتها كقارئ تعمل عمل القطع في التلقي الجمالي ربما بسبب استقلالها في فصول أو ربما بسبب انفرادها بثيمة ثانوية ، وأنا لم أتبين ذلك بشكل كاف ..
...............................

ألف شكر للأستاذ علي عباس خفيف لما قدمه من رأي حول سلبيات وايجابيات دمج السرد مع الصورة أو إضافة فنون أخرى في النص الأدبي وما يتخلله من إشكالات لدى القارئ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب