الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا بعد إستهداف الشخصيات الوطنية؟!

ضياء رحيم محسن

2015 / 11 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


خير وسيلة للدفاع هي الهجوم، مبدأ يطبق في الحروب لتحقيق النصر على الأعداء، وأيضا تجده في السياسة، من خلال شن الهجوم من قبل الأحزاب فيما بينها، وتحديدا أثناء التحضير للإنتخابات البرلمانية، وهنا تجد أن جميع الخطوط الحمراء سقطت؛ بحيث تجد هذه الأحزاب تستخدم سياسة التسقيط لشخصيات مؤثرة لدى الحزب الأخر، في محاولة للنيل من جمهوره ومؤيديه خلال الإنتخابات.
قد تكون عملية نشر الأخبار عن أعضاء الكتل الأخرى مستساغة، خاصة لو كانت لهذه الأخبار مصداقية وواقعة فعلا، لكننا نرى أن بعض الأحزاب تقوم بتلفيق التهم عن الأحزاب المنافسة لها، لغرض التسقيط فقط، وليس لغرض تقويم وتصحيح العملية السياسية، وتستخدم لهذا أشخاص أقل ما يقال عنهم، بأنهم إمعات؛ لا يعرفون ما يقولون.
من هؤلاء الذين يتصيدون بالماء العكر، نجد نوابا ينتمون لكتل يقال عنها (كبيرة) ولديها جمهور واسع، ولكن بنظرة واحدة لكيفية نشوء هذا الجمهور، نجد أنه تم شراءه عن طريق الوعود الكاذبة والرشاوى المالية والمادية، ومع هذا تراهم يستهدفون شخصيات لها مكانتها في الشارع العراقي، ومقبوليتها في الوسطين الإقليمي والدولي كبيرة، في قبال عدم مقبولية ومصداقية هؤلاء من يتكلم عن هذه الشخصيات، سواء داخل العراق أو في الوسطين الإقليمي والدولي، بسبب كونهم شخصيات مهزوزة وإنتفاعية، تحاول الإستفادة من مواقعها التي وصلت إليها ماديا ومعنويا، حتى أننا نراها في لقاءات كثيرة لا تعرف عماذا تتحدث، أو تجد مبررا لتصرفات رؤساء كتلها المتهمين بقضايا ليس أقلها هدر المال العام، والتسبب في ضياع ثلث أرض العراق، نتيجة عدم التشاور مع شركاؤه في الحكومة والبرلمان.
من هذه الشخصيات التي تتعرض لهجمة منسقة من قبل بعض البرلمانيين، هو عمار الحكيم؛ رئيس المجلس الإسلامي العراقي، الإستهداف الذي تتعرض له هذه الشخصية جاءت من أطراف مختلفة، وطبيعة هذا الإختلاف مرة تكون مبنية على أساس الأخذ بالثأر منه لمواقف إتخذها جده زعيم الطائفة السيد محسن الحكيم، عندما أصدر فتواه الشهيرة بتحريم الحزب الشيوعي، وهنا يحاول هؤلاء تشويه صورة السيد الحكيم، من خلال التعرض لمواقفه الوطنية، وتصويرها بعكس فحواها الحقيقي، ومرة أخرى من خلال شخصيات مهزوزة ونفعية، من خلال تصوير تلك المواقف على أنها تنازل عن حقوق الشيعة، وتنازل عن حقوق الشهداء.
في كلا الحالات فإن من يستهدف هكذا شخصيات، هو شخص خاسر بالضرورة، ذلك لأن هناك مقياس لدى المواطن، يتمكن من خلاله معرفة مواقف الشخصيات والكتل السياسية، والى أين ينوي هذا الحزب أو الشخصية السياسية أن يذهب بهذا الموقف أو ذاك، فإذا كانت المواقف المعلنة التي تطلقها هذه الشخصية وذاك الحزب متسقة مع وحدة البلد، فلا يسمع زعيق الآخرين؛ بل أن صراخهم في الفضائيات قد يكون وبالا عليهم، وبدلا من أن يكونوا قد أسقطوا هذه الشخصية، يكون العكس تماما عندما ينقلب عليهم ويسقطون هم من حيث لا يشعرون.
أما الشخصيات الأخرى التي تستهدف عمار الحكيم، فهي لا تستهدفه مباشرة، بل تحاول تسفيه عمل وزرائه وتحديدا وزير النفط، وهذا ما فعله مقدم برنامج الفيحاء، عندما حاول التشهير بكتلة المواطن وقياداتها، بسبب عدم منحه إجازة لإنشاء محطة تعبئة وقود خارج السياسات القانونية، والمعروف عن وزير النفط دقته في مثل هذه الأمور المهمة.
لكل هؤلاء نقول بأن النخلة لا يضيرها أن ترمى بحجر، فهي تعطي التمر للناس مع عدم تعاملهم الجيد معها، وربنا الرحمن يصف مثل هؤلاء وصف دقيق، عندما يقول في كتابه العزيز:
((فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ-;- ذَّٰ-;-لِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ-;- فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)) الأعراف 176








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ