الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كالعراب ... عاش ومات الجلبي.

مهند نجم البدري
(Mohanad Albadri)

2015 / 11 / 3
مواضيع وابحاث سياسية



نقلت وسائل الإعلام العراقية عن مصدر مسؤول تصريحه نبأ وفاة رئيس المؤتمر الوطني العراقي ورئيس اللجنة المالية النيابية النائب احمد الجلبي ، في منزله بمنطقة الكاظمية شمال بغداد, إثر سكتة قلبية عن عمر يناهز 70 عام هكذا تم نقل الخبراعلاميا بكل بساطه .



تستحق حياة احمد الجلبي أن تكون مثار نقاش في البحوث السياسية ، فحياته ومماته كانت كعرابي المافيات المالية والسياسية فهو عراقي بملابس غربية، أكاديمي متفوق بعقلية إقطاعية، ثعلب ماكر بصراحة عجيبة ، ليبرالي بمذاق طائفي، رجل أعمال ناجح بدفتر شيكات بلارصيد ,محتال مع قوة الحجة بالمواجه ..
وهو من السياسيين الاوائل المعارضين لنظام صدام حسين، زعيم لحركة المؤتمر الوطني العراقي، كان محل اهتمام المحللين السياسيين في الغرب كاخد ابرز المعارضين لصدام حسين واحد عرابين الاحتلال .
.تجتمع في سيرة الجلبي وعائلته، كل ارهاصات الصراع السياسي العراقي طوال قرن كامل، فعائلته التي "اجتثت معقلها البرجوازي البغدادي" ثورة 1958، وأنهت حضورها المالي والسياسي والاجتماعي عراقيا ، ودفعته للهجرة برفقة عائلته وأبيه الذي كان نائب رئيس مجلس الأعيان العراقي حينذاك، غير أن ما حدث مع أحمد الجلبي وهو الأبن الأصغر بين تسعة أبناء، والذي تناساه أغلب مجتثي تلك الثورة ، لم يستطع الجلبي ذي الاربعة عشر عاما، نسيانه أبدا, وبقي مصرا على استعادت أمجاد أسرته.. وهكذا راح يعمل جاهدا ودون كلل لتحقيق هذا الهدف.بدأت محاولاته الأولى عندما حاول الجلبي بناء إمبراطورية مالية ضخمة، لتحقيق أهداف سياسية كما يبدو، لكنها سرعان ما انتهت بفضيحة الاختلاس الشهيرة لبنك البترا الأردني، حين كان الأردن أيامها حليفا واضحا لعراق صدام حسين في حربه ضد إيران.

بعدها وفي بداية التسعينات، ورغم دأب ونشاط الجلبي المتعاظم فشلت كل جهوده في تشكيل رعاية دولية للمنتفضين العراقيين الجنوبيين عقب حرب الخليج الثانية. كما فشلت أيضا محاولته الانقلابية الشهيرة بالتعاون مع المخابرات المركزية الأمريكية عام 1996، ليلجأ أخيرا لإقناع الطبقة السياسية الأمريكية بضرورة إسقاط نظام صدام حسين ، حيث عقد آمئات اللقاءات ومئات الصداقات وعشرات "المؤامرات" مع الإعلاميين والنواب وأعضاء في مجلس الشيوخ والسياسيين ورؤساء الشركات وصناع القرار الأمريكيين، في سبيل تشكيل القرار الأمريكي بغزو العراق، وكان طوال هذه السنوات الشخص الذي لا غنى عنه بالنسبة لجميع اللاعبين الدوليين والإقليمين والمعارضين العراقيين.

على الرغم من انحسار حضوره الاخير وسط المشهد السياسي كنائب برلمان ، لكنه دوما كان قادرا على إثارة الغبار تارة هنا وتارة هناك، إلا أنه غبار لا يعمي العيون ودائما ما يثير التساؤل عن سبب عدم الاهتمام بالأرقام والوثائق الخطيرة التيكان يكشف الجلبي عنها إعلاميا وسياسيا، وكانه كان مؤشر على أن صوته لم يعد مسموعا أو موثوقا به، وجوبه سياسيا بتجاهل كل ما يقوله بغض النظر عن اهميته بالعكس احيانا كان ورقة نافعة للاستثمار بيد سياسيين آخرين أكثر منه قدرة على التآمر والبطش بالخصوم .
.
الخلاصة تضل حياته سياسيا ومماته كقصص العرابين محيرة مليئة بالتعقيد، لا أحد سوف يريد تذكرها ولا أحد يستطيع التخلص منها أيضا..عاش شجاعا جسرا لايهاب شيء ويتحدى الجميع .. ومات وحيدا يحمل وزره ووزر حاشيته و نقمة العراقين ودعائهم عليه ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: مزارعون في الهند مصممون على إلحاق الهزيمة بالحزب ا


.. السباق إلى البيت الأبيض: حظوظ ترامب | #الظهيرة




.. ماهو التوسع الذي تتطلع إليه إسرائيل حالياً؟ وهل يتخطى حدود ا


.. ترامب: لم يتعرض أي مرشح للرئاسة لما أواجهه الآن | #الظهيرة




.. -كهرباء أوكرانيا- في مرمى روسيا.. هجوم ضخم بالصواريخ | #الظه