الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤتمر واشنطن...عدالة قضية وهشاشة نظام

حسين ديبان

2005 / 10 / 29
حقوق الانسان


لم يبد على النظام المصري وأركانه في أي وقت من الأوقات السابقة,كل هذا الفزع والخوف والتخبط, الذي يبدو هذه الأيام وقد غدا ظاهرة بارزة من ظواهر هذا النظام,بسبب مؤتمر الأقباط المزمع عقده الشهر القادم في العاصمة الأمريكية واشنطن في واحدة من قاعات مبنى الكونغرس الأمريكي,وهو مايحمل من الدلالات الكثيرة, إضافة للمعاني الكبيرة التي يضفيها العنوان العريض للمؤتمر والذي تجاوز حالة الأقباط المصريين ومعاناتهم كحالة مصرية خاصة, لينتقل الى شعار أوسع وأرحب يتعلق بحرية الأديان وغياب الديمقراطية في الشرق الأوسط , وهو مايحسب خيرا للجنة المنظمة ورئيس المؤتمر المهندس عدلي أباديروهو بإعتقادي ماأفضى الى حالة التأزم والتخبط والفزع الهيستيرية التي يعيشها هذه الأيام أركان النظام المصري,وكجزء منهم جماعة الأخوان المجرمون,لأنه من الخطأ الفادح الإعتقاد بأن النظام في واد والجماعة في واد, وهو ماتوحي به النصوص القانونية للعلاقة بينهما حيث القانون يحظر الجماعة ونشاطاتها في حين أن الوقائع على الأرض تبرهن عكس ذلك,حتى أن هذه العلاقة تبدو أكثر من (سمن على عسل),وبالتالي فإن مايصيب النظام يصيبهم,خصوصا إذا ماعلموا أن حرية الأديان التي ستكون على أجندة مؤتمر الأقباط ستؤدي الى دفن شعارهم العنصري((الإسلام هو الحل)) ويزايد عليهم في ذلك رموز الحزب الحاكم حين يقول أحد مرشحي هذا الحزب :اذا كان الأخوان يقولون الإسلام هو الحل فنحن نقول أن القرآن هو الحل في تسابق محموم على العنصرية ومايترتب عليها من تجاوز وإلغاء للآخر المختلف معهم دينيا وفكريا ,وكذلك فإن المحور الثاني للمؤتمر وهو غياب الديمقراطية في الشرق الأوسط ومصر بصفتها جزءا رئيسيا وكبيرا من هذه المنطقة ستصيب النظام المصري في مقتل وهو النظام العائلي الديكتاتوري القمعي ,رغم محاولات التجميل المخادعة التي يحاول أن يضفيها على نفسه,فالشمس لا تحجب بغربال,واستنادا الى أجندة المؤ تمر ومكان انعقاده يمكن لنا فهم الحالة الهيستيرية التي يتسم بها أركان الحزب الحاكم هذه الأيام,ومحاولتهم تشويه سمعة القائمين على المؤتمر وعلى رأسهم المهنس عدلي أبادير بإتهامهم بالعمالة والخيانة الوطنية والإستقواء بالخارج على مصر,وهي تهم بالية وسخيفة,إعتادت الأنظمة الديكتاتورية الشمولية على إلقائها على كل من يختلف معها ويقف بوجهها من مواطنيها المقموعين المضطهدين,وهو مايدفعني الى دعوة القائمين على هذا المؤتمر والمدعوين لحضوره الى عدم الوقوف أمام هذه التهم السخيفة والمضي قدما لما فيه خير مصر والمنطقة وشعوبها بكافة أطيافهم الدينية والمذهبية والعرقية والفكرية.


إن غياب الديمقراطية في مصر وبلدان المنطقة بفعل الأنظمة الأبوية الديكتاتورية الوراثية الجاثمة على صدور شعوبها,وماأدت اليه من غياب للحريات وقمع واعتقال كيفي وتعسفي للمواطنين حيث تحولت الأوطان الى سجون كبيرة,واستشراء الفساد المالي والإداري والسياسي, وكذلك حالات الإضطهاد والإستعلاء الديني الذي يمارسها الإسلام السياسي وتجييشه للمسلمين البسطاء المغيَبة عقولهم بفعل ماكينة الإعلام الرسمي الحكومي والماكينة الدينية الإخوانية التي تبث سمومها من المساجد, وماتؤدي اليه من أفعال اجرامية وعنصرية شاهدنا آخر تجلياتها في الهجوم الغوغائي القطيعي على احدى الكنائس القبطية في مدينة الإسكندرية,هو الذي أوصل المواطنين البعيدين عن قبضة هذه الأنظمة الى عمل مايمكن في سبيل عودة الأوطان الى أصحابها وعودة الحياة الى تلك الأوطان من خلال العمل على إشاعة الديمقراطية في الحياة السياسية في بلدانهم وهو لن يكون إلا بإقامة أنظمة حرة وجديدة على أنقاض الأنظمة الحالية المتهالكة و المهترئة.


وكذلك فإن أكثر مايثير فزع النظام وأركانه هو النجاح الباهر الذي تحقق للجنة المنظمة بأن أمنت مكانا نموذجيا لإنعقاد المؤتمر مما سيكون له أثرا مدويا على الصعيد الإعلامي وتاليا على الصعيد العملي,وهو يعني فيما يعنيه إقرارا أمريكيا علنيا بأن الأمور في مصر لم يعد بالإمكان السكوت عنها,كما وأنه لم يعد بإمكان الإدارة الأمريكية مجاملة النظام في ظل استمرار حالة القمع السياسي والديني للمواطنين,وهو ماسينعكس إيجابا على المؤتمر, وسيكون له الأثر الكبير في تحويل ماسيتمخض عنه المؤتمر من نتائج الى واقع على الأرض,بعد أن ظل نضال الوطنيين المصريين من أقباط ومسلمين وباقي أطياف الشعب المصري يدور في دائرة الأحلام والأمنيات.


إن عدالة القضايا المطروحة على أجندة المؤتمر هي التي فرضت على الجميع التعامل مع نضال الداعين له بإيجابية وإحترام,وهو ماسيعطيه دفعا قويا,الأمر الذي يدركه ويعيه جيدا أركان النظام المصري, ومعهم عصابة الأخوان المجرمون,وهو مايفسر حالة الفزع والخوف التي يتصف بها النظام وأركانه,وماكانوا ليكونوا على تلك الحالة لو كانوا ممثلين لنظام يمتلك الشرعية الشعبية,ويستند لدستور اختاره الشعب...دستور يحترم الشعب ويصون الإنسان وحريته,وهو ماسيثيره مؤتمر واشنطن ويعمل على تحقيقه بالتعاون مع كل المخلصين ليس في مصر فحسب وإنما في منطقة الشرق الأوسط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | أعمال الإنقاذ والإغاثة تتواصل بعد العدوان الإسر


.. Kesaria should still be alive ??




.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - اليونيسيف: إرتفاع عدد النازحين بق


.. لعبة إلكترونية في ألمانيا تشجع على ترحيل المهاجرين!




.. الأمم المتحدة تطالب بإنهاء احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية