الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا بعد 12 عام

رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)

2015 / 11 / 4
كتابات ساخرة


ماذا بعد 12 عام

كل الذي قيل ويقال وسيقال عن الجلبي رحمه الله او غيره
سواء كان سلبا من كارهيهم بسبب الحال الذي وصل اليه العراق بسبب السياسيين الجدد
او من محبيهم من الذين يؤمنون ان كل شيء نعيشه هين مقابل الخلاص من الطاغية
لقد كانت اعظم فرحة في تاريخ العراقيين ، يوم سقوط النظام العراقي
والاعظم منه عندما يقال ان كل خراب الوطن يهون مقابل سقوط الطاغية ..
لكن بالحقيقة ان الذي سقط هو الاخلاق وبروز من هذا السقوط طغاة ليس لهم عد
كل هذا كلام في كلام وهو لن يحسن صورة ما وصل اليه العراق مهما كلنت التعابير قوية او ركيكة ...
فالعراق اصبح حطام وقذارة وتخلف وتراجع الى اخر المراتب بين دول العالم ..
العراقيين خربوا بلدهم بايديهم وكان حلمهم في جهلهم و جشعهم ..
حلمهم كان صغيرا .. مبتذلا وقف العالم كله مذهولا بما يشاهده من تصرفات شعب لا يحسن الا القتل والنهب والسلب وكأنهم ابناء القرون الساحقة المتخلفة التي تحيا بمال السرقة ولا تعرف للحرام والحلال مكان في حياتها .. حتى باتت احلام العراقيين لاتيليق بشعب حضارته اكثر من 5000 عام
حلم الشعب العراقي تجلى بحجمه الصغير في روح الانانية الشخصية وحب المكاسب الذاتية والشخصية والقبلية وروح المذهبية والطائفية وكل ما يلغي القومية وخصال الشخصية العربية والروح الرجولية والاسلامية
كأنه عداء دفين بين الشعب وتراثه وكأنه ابن عاق وانقلب على والديه لتشبثهم وتمسكهم بالاخلاق والقيم والمباديء و دفع الشعب لقتل هذه الروح كل بناه التحتية وتنازل عن حبه لأخوته ليفوز بالطائفية و المذهبية وبفرح ويهتف بها
روح العراقي الجديد تجلت في حجم صغير لم يتجاوز شخصه وبيته
روحه التي صارت تحلم بأن يقطع كل ما تجود به يده ولا يهمه من اين ولمن ... من وطنه ... من جاره ... من اقرباءه ... كل شيء ثمين يستولي عليه وينقله الى بيته ... وطز بالشارع والحي والمدينة والوطن والعالم وطز باصدقائه والانسانية جمعاء ..
لكن قد يسأل سائل ... من السبب في هذا التحول ؟ .... ولماذا ؟
لا يستطيع العاقل ان يلوم شخص واحد حتى لو كان الدكتاتور لأنه بذلك يستصغر الى حد الاحتقار ما يسمى بالارادة والاصرار لمسيرة شعب عاش 5000 سنة وعلم الانسانية كيف تعيش وبالتالي يقع صاغرا تحت يد شخص واحد؟ .
والجميع يعلم أن الحقيقة التي يتبارك بها العراقيين تفرض عليهم الاعتراف وبشواهد ان في كل عراقي يوجد شخص عبارة عن دكتاتور لو وصل الى القيادة فسيمثل الدكتاتورية بكفاءة .. بدأ من بيته وعائلته وعلاقته مع ابناءه وعائلته...
ومع ذلك فان من يسعى للسلطة من السياسيين ورجال الدين فانه يرضى لنفسه ان يكون في المقدمة والقيادة سواء في حزب او منصب او مؤتمر ليدير من خلال ذلك المكان ما يسمى الوطن .. وهو بالحقيقة يسعى ليصل الى وطن منكوب مدمر والنتائج هي التي تتكلم بعد ما يقارب على 13 عام بعد سقوط نظام الطاغية .
سيكون من يسعى او يقبل ان يتولى المنصب السياسي او الحكومي محكوم عليه بالفشل ومشكوك في ذمته واخلاصه حتى لو كان ابن رب العالمين ...
لأننا دوما نقول ان العبرة بالنتائج ..
وعندما يتعلق الامر بالوطن فالنتائج تقاس على عموم الشعب والوطن وليس لما يجنيه الفرد في بيته وجيبه الخاص او رصيده في البنك ..
هذه المقالة .. قد يطلق عليها كثيرون انها تقع ضمن ما يسمى المحششين في زمن يحكم فيه ناس يتسابقون في الضر العام من اجل تحقيق مكاسب للحساب الخاص.
انا لله وانا اليه راجعون
والله لو كلف نبي لأصلاح حال العراق سيحتاج سنوات ليؤمن به العراقيين اولا ... لأن لا ثقة بأحد بعد ما حصل
وسيحتاج سنوات اخرى ليلمس العراقيين طعم التغيير
لكن هل العراقيين قادرين على هذا الصبر والاحتمال لسنوات جديدة ؟
من يستطيع الاجابة ؟
الاجابة سهلة اذا تخلينا عن الحكمة والموضوعية المعقولة وجاءت الاجابة بالكلام المجرد للمحششين .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي