الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على هامش نضال المرأة

بسعاد عيدان

2015 / 11 / 5
الارهاب, الحرب والسلام


كان حضورى للمؤتمر النسوى العالمى الذى نظمته شبكة المراة فى ستوكهولم حول نضال المرأة ضد الأصولية والتطرف الدينى مهما ومفرحا  منذ فترة قصيرة ولحضور عدد كبير من النساء. ان حضورى للمؤتمرات النسوية ليس اعتباطا وإنما لايمانى بدور المرأة السباق وقدومها بالجديد دائما واتخاذ التدابير اللازمة بما يحدث حوالينا ...حيث ومع الأسف ولحد الآن لم ينظم  مؤتمر بهذا الشكل لقوانا الديمقراطية النسوية أو حتى العامة  والموجودة على الساحة سواء كانت العراقية أو العربية رغم انغماسهم بكل تبعات  ومضاعفات المد الدينى المتطرف والذى أدى إلى خروجهم للشارع وأخيرا للصراخ بوجه التطرف والأصولية الدينية...الوجه المخفى والمؤثر وبشكل قوى على مجتمعاتنا.
هناك مؤتمرات ومهرجانات فى بلادنا وبما تسمى بالثقافية وتحت مسميات مختلفة ونسوا الموضوع المهم الذى ينخر مجتمعنا ويدمر كل شئ جميل يحدث فيه....هل المثقفون غافلون عن ذلك أم أن الخوف هو سيد الموقف ؟...حيث أن المسبب والمشكل واضح جدا. 
نرجع لمؤتمر نا حيث أن ظهور الأصولية الدينية كان مخططا من قبل المتحكمين وأصحاب القرار فى العالم   كان بديلا للمد الشيوعى كما يسموونه فى الشرق الأوسط  بعد انتهاء الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتى وأمريكا. ..والتدخل فى أفغانستان وانهاء الحرب فيها وظهور الشباب المحارب فى أفغانستان ورجوعه إلى دياره عاطلا عن العمل وناقما على كل شى وكانت تلك بدايات تشكيل القاعدة والفئات المتطرفة المتزايدة كل يوم حيث جاء نتيجة لذلك بعد فترة أحداث الحادى عشر من سبتمبر المروعة حيث جعلت امريكا وحلفائها بالتفكيربحل جذرى لإبعاد العنف والدمار الشامل لمجتمعها فى امريكا ونقل الصراع الى الشرق الاوسط وعلى ايدى هؤلاء الأصوليين بدأ من القاعدة ومرورا بحركات مشابهه ولكن بمسميات مختلفة وفى كل بلد عربى واسلامى ...وكان هذا الحل الأمثل للحفاظ  على بلدها وإيجاد حل جذرى لهؤلاء الأصوليين .
ومن الأسباب المهمة الأخرى أيضا التى أدت إلى نمو وانتشار تلك القوى المتطرفة هو تمويل تلك القوى من قبل بعض الدول الغنية والتى تأمل بالسيطرة أكثر على الدول ونشر الفكر المتطرف لإبعاد الخطر عنها ومنهم قطر والسعودية وليبيا وقد جاء سقوط الدكتاتورية فى العراق الحد الفاصل لمحاربة القاعدة ونقل الصراع الى الساحة العراقية حيث تم محاربة  الارهاب والقوة المتطرفة وبدأ بقدوم قوى القاعدة من كل الدول العربية بدون استثناء وأيضا الدول الشرقية الأخرى.
لقد تطورت أخيرا بعد قدوم حكومات ضعيفة للعراق إلى تحول القاعدة وظهور قوى جديدة هى كداعش التى تمادت  فى جرائمها وعلنا بسبب السيطرة واحتلال بعض المناطق فى المهمة فى العراق ...أدى إلى التمادى فى خرق سافر  لحقوق الإنسان وخصوصا حقوق المرأة العراقية و النساء اليزيديات ومن الأديان الأخرى. 
إن المجتمع العراقى الذى دخل فى عدة حروب والحصار وأخيرا فترة تغيير النظام مر بويلات تجار الحروب والسياسة ونما جيل جاهل بكل معنى الكلمة وظهور سياسى المرحلة الذين يشتغلون لاجندات مختلفة وأجندات دينية  ناقمة مبتعدة عن الاعتدال وذلك   لتقبل فكر مدمر كفكر داعش ..حيث أن داعش لم يكن فقط مستوردا وإنما هو موجود فى الدولة  وان لم يعلن عن نفسه ...والدليل على ذلك التلكوؤ والتراجع للإجراءات الوطنية المهمة وتهميش الثقافة عموما والضغط بشكل كبير على المرأة والتدخل فى كل أمورها الشخصية ومنها اللبس .ومحاربة تلك القوى ضد اى قانون يتخذ داخل الوزارات ودوائر الدولة التى تقوى من شأن المرأة. إن السكوت عن جرائم داعش ضد النساء وخصوصا فى المناطق المحتلة ...يعمل على ضعف دور المرأة وعدم حمايتها وعدم شعورها بالأمان فى العراق قاطبة.وقد تعد ذلك إلى البعض ذوى النفوس الضعيفة  الذين يحاربون كل صرح ثقافى ومع الأسف خارج العراق هو من شأنه تعزيز لإضعاف دور المرأة فى المجتمع واضعاف المجتمع الجديد والجيل الجديد. كما يحدث أحيانا لفرقة طيور دجلة التى تحمل حب نقى وحضارة وتراث العراق. وأخيرا يجب أن نعلم أن ليس كل من انتمى هو فقط لداعشى  ...ولكن   يكون داعشيا وان لم ينتمى.
وأخيرا هناك حقيقة مهمة وهى تعاون الدول لمحاربة هذا الطاعون والعمل من أجل أن لا تمول هذه الحركات المتطرفة وقطع كل المصادر التى من شأنها أن تكبر وتزيد من نشاطه .
كما هناك اشياء يجب أن ننتبه لها جميعا وهى  المناهج المدرسية ومانقدمه لتلاميذ نا وللنشئ الجديد والشباب جيل المستقبل ووضع استراتيجية شاملة لعدم غسل الأدمغة بادبيات متطرفة دينيا وداعشية مدمرة...وأعتقد هذا هو فى صميم عمل ومهمة الآباء أولا والمثقفين والتربويين فى البلاد ..وكذلك مصادر الثقافة وعلماء الدين المعتدليين الذين ليس لهم شأن بالحكم والسياسة .
وإن ندائى الوطنى والانسانى إلى  دور الأدباء والكتاب فى عدم أخذ الدور السلبى فى هذا المجال وضرورة عقد اللقاءات والمؤتمرات للحد من هذه الظاهرة الخطيرة  واشراك وتحديد معالمها والقضاء عليها .. بمختلف الأساليب لإنقاذ جيل الأطفال والشباب من هذا الطاعون الخطير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -