الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


((إذا مات ابن آدم ظهرت محاسنه)) . قراءة في الأقوال، والشهادات بحقّ الجلبي بعد موته ...!! .

مرتضى عصام الشريفي

2015 / 11 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


ما جرى في العراق بعد عام 2003 على مستوى العملية السياسية شيء رهيب كان فوق إدراك الشعب آنذاك بخصوص ما يجري خلف الكواليس من محادثات حول تقسيم السلطة بين الأحزاب، وأنت تستغرب عند مراجعة أحداث تلك الحقبة من حصول الجلبي على رئاسة الوزراء عن طريق الانتخاب الداخلي بين الأحزاب؛ بعد انتهاء مدّة المجلس الانتقالي (مجلس الحكم)، وقد كان أحمد الجلبي فرد على الرغم من ترأسه حزب المؤتمر؛ لأنّه لم يكن يمتلك القواعد الشعبية التي تمتلكها الأحزاب الشيعية وقتذاك، وهذا يسطّر أمامك علامات استفهام كثيرة حول تخلّيه عنها للدكتور إبراهيم الجعفري بعد محادثات كان القطب الرئيس فيها السيد عبد العزيز الحكيم (رحمه الله) .
.
بعد هذه المقدّمة الموجزة عن التاريخ الحديث للعراق تتفاجىء بالكم الهائل من الأقوال، والشهادات التي قيلت بحقّ الجلبي بعد موته؛ إذ عدّ صاحب اليد الطولى في إقناع أمريكا في إسقاط نظام صدام، وبعض الأقوال أثنت على كفاءته، وعقليته، وخططه الناجعة لمستقبل العراق، ومع كلّ هذه الشهادات؛ تستغرب جدّاً لماذا لم يحصل هذا العبقري ــ كما يدّعون ــ على منصب مهم في الدولة العراقية ..؟! .
.
لم يخفِ الجلبي إحساسه بالغبن من قبل شركائه، بل كان يبثّه لأصدقائه المقربين، وجلسائه من المسؤولين؛ لكنّه لم يذكر ذلك؛ ولو بلغة الإشارة أمام الإعلام .
وهذا ما أشار إليه السياسي المستقل (عزّت الشاهبندر) في حديثه لقناة الشرقية بعد رحيل الجلبي، فقد كان جليسه في آخر ليلة له، وهي ليلة وفاته، ونقل الحديث الذي دار بينهما في أثناء العشاء، مستعرضاً ما جرى بينهما من حسرات على ما وصلت إليه البلاد بسبب جهل، وجشع هذه الأحزاب السياسية المتكالبة على السلطة؛ إذ وصل الحال بها إلى إسناد الوزارات إلى النكرات، وإبعاد الكفاءات عنها أمثال أحمد الجلبي على حدّ تعبير الشاهبندر، وسرّ ذلك ليس خافياً للنبيه، والعارف بخبايا السياسة العراقية، وهو خوفهم من أنْ يسطع نجمه في وقت تبرّم الشعب من أًصحاب الإسلام السياسي؛ بسبب فشلهم في إدارة الدولة، فما حدا به عن المناصب العليا التنافس السياسي المقيت عليها ...!! .
.
ربّما أخطأ الجلبي دخوله الانتخابات ضمن تيار إسلامي يعرف قيمته جيّداً؛ لكنّه لم يكن يأبه بها بقدر ما كان يهمّه الجمهور العلماني الليبرالي الواقف خلف الجلبي، وبتصوري فقد ضيّع الجلبي المشيتين كما في المثل الدارج، فهو لم يحصل على رضا العلمانيين، ولم يقنع الإسلاميين برؤاه؛ لأنّ تفكيرهم يختلف عن ما يستعرضه من أفكار، وإنْ وافقوه عليها ظاهراً ..! .
.
ما يؤخذ على الجلبي تباطؤه في كشف الفساد، والمفسدين على الرغم من امتلاكه وثائق، وأدلة تدينهم في وقت كانت الفرصة مؤاتية لذلك، فقد خرج الشعب، ومن خلفه المرجعية تطالب بكشف الفساد، والرؤوس الكبيرة من المفسدين، ولا أعلم ما كان يمنعه عن ذلك، أكان يبحث عن سبقٍ سياسي يعيد له ثقله السياسي المهدور بسبب الطائفيين من السياسيين على حدّ قوله، أم كان خائفاً من غدر هؤلاء المفسدين الذين ربّما كانوا السبب وراء موته المفاجئ على ما رجّحه أغلب المحلّلين السياسيين؛ لذلك اكتفى بالتلويح بملفات الفساد متوعداً بكشفها في الوقت المناسب، ولا يعلم بأنّه سيكون هذا الوقت هو يوم موته ...! .
.
يعدّ الجلبي من أكثر الشخصيات السياسية المثيرة للجدل؛ بسبب علاقته بالولايات المتحدة، وبسبب ما أُثيرت حوله من تهم فساد؛ ربّما هي من نسج أكاذيب الدعايات الانتخابية؛ لكن ما يمكنني قوله استناداً إلى الشهادات التي قيلت بحقّه : بأنّه أفضل من هؤلاء المسوخ الماسكة بالسلطة؛ لأنّه لم يكن براكماتياً مثلهم؛ لكنّهم اضطروه لذلك؛ ليكون واجهة لهم ــ وهو يعلم ذلك ــ ، ووجهاً لأحزابهم يبيّضون به ما اسودّ من صفحاتهم المليئة بالجهل، والجهلاء؛ لذلك أقول هو أفضل منهم ...... ! .
.
كلّ نفس بما عملت رهينة، فقد وفد إلى من لا تخفي عليه خافية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح