الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما تستغل الارادة..

رؤيا فاضل

2015 / 11 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


عندما تستغل الارادة..
رؤيا فاضل
صوت مجلس النواب العراقي الإثنين الماضي لصالح قرار يمنع السلطتين التنفيذية والقضائية من استخدام صلاحياته التشريعية، في خطوة راى فيها مراقبون تقييدا للإصلاحات التي تبناها رئيس الحكومة حيدر العبادي.
وقد يكون هذا التصويت انجازاً يحسب للبرلمان واعضاؤه الذين التزموا خلال السنوات الماضية وتحديداً خلال تولي نوري المالكي رئاسة الحكومة لدورتين متتاليتين، نهجاً انعكس سلباً بشكل واضح على اداء مجلس النواب الذي كان يتخذ قراراته وفقاً لمبدأ الاغلبية ومن منطلق الغلبة للاقوى كون الشيعة هم من يستحوذ على غالبية مقاعد البرلمان.
وهو امر جعل الامر اشبه بلعبة شد الحبل بين الاطراف المتحالفة من جهة وتحديداً ما يتعلق بالمصالح وابرام الصفقات، واخرى بين المختلفين الذين يلجؤون الى افتعال الازمات من اجل رفع سقوف مطالبهم التي عادة ما ترضخ لها الكتل الكبيرة خوفاً من ضياع السلطة.
وعلى هذا المنوال استمر الحال سواء في حكومة المالكي التي شهدت انسحابات عديدة وازمات كبدت البلاد الكثير من الخسائر لانزال نعاني منها، او البرلمان الذي كان يعيش تحدياً مع رئيس الحكومة الذي كان يحرص على ادامة الخلاف من خلال الاصطفافات التي ساهمت بشكل او باخر بتعميق الخلافات بين الكتل السياسية التي لم يستطع البرلمان خلال تلك الحقبة بان يجمعهم على كلمة سواء.
بل كان لممثلي الكتل دور واضح في ادامة الخاف بتنفذهم ما يمليه عليهم الكبار من اجندات لا تتفق مع مصلحة البلد العليا التي بدت انها اخر اهتماماتهم.
وبالعودة الى قرار البرلمان واعضائه الذين اثبتوا للمرة الاولى انهم يستطيعون ان ينقلبوا على كبارهم وسادتهم، وان الاغلبية لن تكون هي الحاكمة بل مصلحة البلد، وان دورهم هو المساعدة في احداث التغيير الذي ينشده الشعب الذي يمثلونه.
وهو امر اكد عليه رئيس البرلمان حينما قال ان القرار يهدف إلى "التأكيد على احتفاظ المجلس بكامل صلاحياته من دون تفويض لأي جهة سواء كانت قضائية أو تنفيذية"، وليس الغاية منه ضرب الحكومة وسعيها الذي تدعي انه جهودها تاتي تلبية لمطالب الشعب، بل لترسيخ فكرة رفض التفرد في الحكم واطلاق اليد في اصدار القرارات دون دراسة او مشاورة .
وبهذا يثبت ان البرلمان لن يكون تابعاً ولن يقبل بان تستغل صلاحياته من اجل مآرب قد يكون ظاهرها جيداً الا ان ما تخفيه قد لا يبشر بالخير سواءً للوطن او الشعب الذي بات يعلم ان الاصلاحات التي يطالب بها لا تكون من خلال الالتفاف عليه بقرارات تزيد من معاناته وتبرر للغير استغلالها لصالحهم..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح