الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فوز أردوغان وزمرته في الانتخابات البرلمانية التركية ... الى أين تقود ؟؟؟

زياد عبد الفتاح الاسدي

2015 / 11 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


يقول المثل العربي " وعسى أن تكرهو ا شيئاً وهو خير لكم " ... فما حدث في تركيا من فوز لحزب العدالة والتنمية تحت رعاية أردوغان قد لا يكون بالامر السيئ كما يتصور البعض .... فهو بكل بساطة انتصار مُؤقت للدكتاتورية والاسلاموية العثمانية تحت عباءة الديمقراطية . وعودة حزب العدالة والتنمية للامساك بالاغلبية البرلمانية قد يكون له ما يبرره إذا ما وضعنا جانباً " إحتمالات " الدعم المالي الخليجي أو التلاعب المُستتر بنتائج هذه الانتخابات التي لا يُمكننا التحقق منها . فهنالك التحريف الاعلامي الواضح أثناء الحملة الانتخابية من قبل حزب العدالة للمُؤشرات الاقتصادية المُتدنية في الاقتصاد التركي , وهنالك إعتقالات وقمع للصحافة والاجهزة الاعلامية المعارضة لسياسة أردوغان, ثم هنالك تخوف الناخب التركي مما يروجه الاعلام بطريقة مغلوطة وساذجة من تدهور الاوضاع الامنية في تركيا اذا ما خسر حزب العدالة الاغلبية البرلمانية وما قد ينجم عن ذلك من دخول البلاد في متاهات الفراغ الحكومي وصعوبة تشكيل حكومة إئتلافية في ظل الاوضاع السياسية والامنية المُعقدة . والاهم من ذلك كله فشل أحزاب المعارضة الاشتراكية واليسارية في تركيا وفي مقدمتها حزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب الديمقراطي في التنسيق والتحالف فيما بينها وتقديم برنامج سياسي واقتصادي وأمني بديل في مواجهة حزب العدالة والتنمية .
ولكن الفوز الذي حققه حزب العدالة والتنمية تحت مظلة أردوغان سيكون له نتائج سلبية وعواقب كارثية إذا ما تابعت الزمرة المُسيطرة على هذا الحزب تحت قيادة أردوغان نهجها السابق الذي قاد البلاد بعد سنوات من الازدهار الاقتصادي والاستقرار السياسي والامني مع دول الجوار , الى تراجع الاقتصاد , وقمع حرية الصحافة وتدهور العلاقات مع دول الجوار و انتقال الاضطراب الامني الخطير في المنطقة الى الداخل التركي نتيجة دعم واحتضان السلطات والاستخبارات العسكرية التركية للجماعات الاسلامية المُتطرفة وذلك بالتنسيق والتحالف والدعم المالي من النظامين السعودي والقطري وبتسليح وتأييد مُطلق من الغرب والكيان الصهيوني .
لذا فالمُتشائمون من الفوز الانتخابي لأردوغان وزمرته في العدالة والتنمية وهم على حق في هذا التشاؤم , عليهم التحلي بالصبر والنفس الطويل . فهذا الفوز سيُشكل إذا ما إستمر هذا النهج المُدمر , بداية النهاية لهذا الحزب ولمستقبل أردوغان السياسي . أو في أفضل الاحوال قد يُؤدي الى تفكك هذا الحزب وانشقاقه على يد القيادات المعارضة لأردوغان في داخل الحزب . وعلينا أن نعلم أن الامور في تركيا لم تكن قد وصلت بعد عشية هذه الانتخابات الى الحضيض السياسي والاقتصادي والامني .... هذا من جهة ومن جهة أخرى من المهم جداً أن نتفهم أن نهج الاسلام السياسي أو النهج السياسي لأي اتجاه ديني في العالم المُعاصر , لا يُمكن له في ظل التطورات والتعقيدات والتداخلات السياسية والاقتصادية والتواصلات الاعلامية والفكرية والثقافية في عصرنا الراهن أن يستمر في السلطة أو يقود بنجاح النظام السياسي في أي دولة من الدول ولا حتى في العالم العربي أو الاسلامي . وحتى لو كُتب له النجاح لفترة من الزمن في بعض الدول الاسلامية ولم يُظهر عداءه للعلمانية كما هو الحال في تركيا فهو لن يتمكن من الاستمرار في قيادة البلاد بنهج ديني ولفترة طويلة تحت أي ظرف من الظروف . فالعالم قد تغير ولم يزل يتغير بوتيرة أسرع لدرجة لم تعد تسمح لاي نهج ديني أو عقيدة دينية بأن تقود السلطة السياسية في أي دولة من الدول أو المجتمعات الانسانية كما كان الحال عليه في العالم القديم , حيث لعبت الاديان والشخصيات الدينية دوراً قيادياً وثورياً وإصلاحياً لا يُمكن تجاهله . ولكن العالم قد تغير كثيراً ولن يعود الى الوراء . وهذا أمر لم تتفهمه ولن تتفهمه الاحزاب الدينية والاسلامية على اختلاف توجهاتها ولا سيما في العالمين العربي والاسلامي . وإذا استثنينا بعض الاحزاب الدينية في المنطقة العربية ذات النهج الوطني والثوري والمقاوم كحزب الله اللبناني فسوف ندرك (على سبيل المثال فقط ) , حجم الصعوبات الهائلة التي قد يواجهها هذا الحزب في حال قيادته للنظام السياسي في بلد صغير كلبنان , فما بالك عندما يتعلق الامر بالاحزاب والتيارات الاسلامية المُتخلفة من إخوانية وسلفية وجهادية مُتطرفة . لاسيما وأن معظم هذه التنظيمات مُخترقة تنظيمياً وفكرياً , وتتلقى الدعم والتمويل من أشد الانظمة الظلامية والرجعية في العالم . وما نقصده هنا أن حزب العدالة والتنمية التركي لن يكون استثناءاً في هذا الاطار .... فرغم أنه قد شكل حالة مُتقدمة نسبياً بالمقارنة مع الاحزاب الاسلامية والاخوانية في الشرق الاوسط , إلا أن ذلك لم يمنعه من الانزلاق نحو الانتهازية السياسية والانحراف عن مبادئه ومساره السياسي , ولم يمنعه ذلك حتى من شراء قياداته بالاموال السعودية والقطرية .
وخلاصة القول أن حزب العدالة والتنمية رغم انتصاره البرلماني الاخير برعاية رجب طيب أردوغان, ولكنه بلا شك يسير بخطى ثابتة وحثيثة نحو الفشل والانهيار ......... وإن غداً لناظره قريب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لا اتفاق بين زعماء دول الاتحاد الأوروبي على تقاسم المناصب ال


.. ما موقف الأحزاب الفرنسية ومقترحاتهم من الهجرة في حملاتهم الا




.. لتطبيع العلاقات.. اجتماع تركي سوري في قاعدة روسية| #الظهيرة


.. حارس بايدن الشخصي يتعرض للسرقة تحت تهديد السلاح




.. وول ستريت جورنال: لا وقت للعبث بينما يحرق حزب الله شمال إسرا