الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدارات الكلمة - قراءة في كتاب

ربحان رمضان

2005 / 10 / 29
الادب والفن


إلى الحبيب العزيز الغالي جريس
رفيق النضال .. والغربة
والوحدة الطويلة
أقدم كتابي
مع كل الحب والوفاء
بهذه الكلمات المعبرة تقدم السيدة مريم نجمة جهدها هدية لزوجها العزيز الأستاذ جرجس الهامس ، وتستهّل الأستاذة مريم نجمة مجموعتها الشعرية الثانية (مدارات الكلمة) بسورة من الكتاب المقدس : " في البدء كانت الكلمة " ..
قسـمت السيدة الهامس الكتاب إلى عشرين كلمة ، وبابا أسـمته (الرياح الشمالية .. والتحدي .. يوم ما) وكلمات متفرقة كتبتها في لاهاي ، ثم (واستمرت .. الكلمة .. رقم 20) ثم الكلمة الأخيرة ولا هي الأخيرة ، ثم الكرامة كانت قد كتبتها في عام 2000 ، وقصيدة قبل الأخيرة هي رسائل إلى الوطن .. وخواطر و(نكتب التاريخ بورود الشهداء ) ..
أما القصيدة ماقبل الأخيرة فهي خاطرة كتبتها السيدة الهامس في لاهاي عام 2003 ، و(الكلمة الأخيرة .. هي السيدة) ؟
تطلق السيدة الهامس على (الكلمة) في مجموعتها الشعرية عدة أسماء وتعطيها صور جميلة ومعبرة حيث تقول :
" الكلمة عربة تجرنا معها
وأحيانا ً نجرها معنا
تنام معنا ولا تغفو .. "

وتقدرها قائلة :
" تستحق التكريم ..
اكتبوها بماء الذهب
وفي دور النشر والإذاعات
افتحوا لها التلفازات والأقنية الفضائية "
وفي قصيدتها الثانية ، رقم (1) تكتب السيدة الهامس عنها بحب والأمل يحرك مشاعرها وعواطفها :
" الكلمة ابنة مدللة
الكلمة ..
تولد منّـا وفينا
تغني ترفض وتصرخ
تبرعم .. تزهر .. تنمو ..
تخضـّر وتثمر ..
وبقدر ماهي جميلة ووديعة فإنها مؤذية :
تقتل .. تجرح .. تدمي "

وقد تتلاشى في الكمون :
تختبئ مرة .. تعشش
تتكدس .. ُتختزن ..
فتنفجر ثانية

والكلمة تنشد التراتيل :
" وتوزع قربان الحياة
لتقام أولى الصلوات .."
وفي قصيدتها (الكلمة 3) تنفخ فيها الروح لتعيش وترقص :
" الكلمة تجيد كل أنواع الرقص
والموسيقى .. والألحان ..
تنام على وتر
أو دمعة
أو أه .. !
على شفة محترقة
في لهيب الحب السرمدي "
وفي قصيدتها (كلمات 4) تقول عنها :
" الكلمة لها – رائحة الأم .. رائحة الأرض .. ورائحة الجسد .ز
الكلمة لها رائحة الفصول الأربع .. "
وهي تعايشها وتناجيها قائلة :
" يالك من كائن حي لايموت "
أمّا عن الغربة فتقاسم الكلمة وحدتها وتقول لها :
" لم أستطع أن أهضم الغربة
لم أستطع أنم أهضم الغربة
بعد سبعة عشر عام ..!!؟
تعقب على ذلك في كلمتها الخامسة فتقول :
ماأكثر الكلام
ماأجمل الكلام
للحرية .. والإنسان .. والسلام ..!!
وعندما تجوع تدعوها الكلمة :
" .. في عرس يومي
في وليمة بعد خصام ،
أنا وكلماتي في عيد يومي
تدعوني إلى وليمة غنية "
وتدعوها برفيقتي :
" تشفيني الكلمة .. وتسليني
وتفرحني ،
كلمتي .. رفيقتي "

فهي ترافق الكلمة حيث تقول في القصيدة السابعة :
" الكلمة تزورني اليوم
منذ الصباح ،
قريبة لي .. ومني
تقدم لي .. يوما ً مكن آذار ومفتاح الربيع
لدبكة كردية .. ونوروز الألوان "
وتجيش عاطفة السيدة الهامس فتقول :
" تنزف المشاعر .. والشوق أيضا ً
دمعة .. وحرفا ً .. وخواطر "

إلا أنها (الكلمة في الكلمة 10) :
تطهر المرء وتنقيه ..
وتصهره في اتون الجماعة
وشفافية الكون ..
ومهما كان فالكلمة :
يعتصرها النهار .. ليستقبلها الليل
على مائدة التأمل .. ونور الذات ..
"يبتهج قلبي إذ أكتب للوطن "

ولحبها بجبال قريتها صيدنايا المقدسة ُتشبه الكلمة بالطاهرة التي تغسلها بزوفى الحروف :
" كلمتي تغسلني بزوفى حروفها ،
فأبيض أكثر من الثلج،
تنقي نفسي بموسيقاها .."
وتعقب في قصيدة نحن في الريف نعشق الزهرة والكتاب :
" هي الكلمة ،
نحن في الريف
نعشق الحب .. والسمر.. والزهرة .. والشجر
الأرض كتابنا الأول"
أمّا لماذا تكتب فهي تخبرنا في قصيدة (نوقد الكلمات) :
" نوقد الكلمات ..
حتى لايمسح الزمن حذاءه فينا .."
ثم تعود وتكرر : يبتهج ..
يرقص قلبي إذ أكتب للوطن .."
فالوطن مزروع في ذاكرتها .. كمون مخزون مع حبها للجياع والفقراء وهي مدرسة مادة التاريخ في مدارس وثانويات دمشق :
" .. لتعطي الأمل للمضطهدين .. والفقراء الجياع
وتبعث الأمل .. والحب والتضحية
للطلاب .. والأجيال القادمة
كي يستمروا في الكفاح .. في العطاء
والطهارة والشرف الوطني .. والنقاء
وإنقاذ الوطن ..! "
وفي قصيدة الرياح الشمالية والتحدي في يوم ما تبقى مرفوعة الرأس تمشي :
" علني أخرج من ثياب الوحدة الباردة
إلى وشاح الوطن الدافئ
لأكتب حرفا ً .. نشيدا ً .. ترنيمة وصلاة
في شعلة حضارته .. "
وفي قصيدة رسائل إلى الوطن ..وخواطر تناجيه في شوق واضح قائلة :
وطني ..
إرحل إليك في ليلي .. وأحلامي
أرحل إليك في أعيادي .. وأعوامي
سأبحر إليك .. غدا ً أو بعد غد ,,"
ورغم ترقب البصاصين وقمع الجلاد :
" .. إنها لن تركع .. لن تنحني
أو تبصم وتنحاز
لصف القمع والجلاد .. وبسطار الجهاز ..!!"

والسيدة مريم الهامس(أم حنين) من مواليد صيدنايا قرب دمشق ، حاصلة على شهادة الليسانس في الآداب ، ودبلوم في التربية من جامعة دمشق ، شاركت زوجها الأستاذ جريس الهامس النضال منذ الخمسينات من القرن المنصرم ، وتحملت معه مرّالحياة وحلوها ..
ساهمت في تأسيس رابطة النساء الثوريات ، وشاركت في إصدار صحيفتي اليعربية ولهب ، وتعرضت للإعتقال التعسفي مع مجموعة من المناضلات الفلسطينيات .
صدرت لها مجموعة شعرية باسم أطفال الحجارة ، ولها كتب قيد الطبع هي :
- خواطر زوجة سجين
- الكلمة
- محطة رقم (3)
- أوراق على شواطئ البلطيق
- أمثال من بلادي
- على مشارف الفجر
- إلى الفنانة فيروز
- رسائل إلى الوطن
* كاتب وناشط سياسي










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. «محمد أنور» من عرض فيلم «جوازة توكسيك»: سعيد بالتجربة جدًا


.. فـرنـسـا: لـمـاذا تـغـيـب ثـقـافـة الائتلاف؟ • فرانس 24 / FR




.. الفنانة نجوى فؤاد: -أنا سعيدة جدًا... هذا تكريم عظيم-


.. ستايل توك مع شيرين حمدي - عارضة الأزياء فيفيان عوض بتعمل إيه




.. لتسليط الضوء على محنة أهل غزة.. فنانة يمنية تكرس لوحاتها لخد