الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأخطاء الاستراتيجية الأميركية والكوارث التي تسببت بها

ميشيل حنا الحاج

2015 / 11 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


كما أوضحت في الفصل السابق، فان استراتيجية الدولة هي خطتها السياسية التي تريد تنفيذها تجاه قضية ما، شعب ما، أو بلد ما، لما تعتقد أن في تنفيذها مصلحة لبلادها ولشعبها. وبطبيعة الحال، فانه الى جانب خطتها السياسية، هناك خطط عديدة أخرى كالخطة الاقتصادية ، أو الزراعية، أو المالية، أو الأمنية، أو التعليمية، أو الاعلامية، وغيرها من الخطط التي تلجأ الدولة الى تنفيذها عادة في مضمار قيادتها للدولة. كل ما في الأمر أن خططا كهذه ، تقتصر على قضاياها الداخلية، ولا تمتد الى قضايا أو بلدان خارجية. ومن أجل ذلك فهي (أي الخطة أو الاستراتيجية السياسية المعنية بكيفية تحقيق أهداف أميركية في بلاد أخرى،) تظل خطة مميزة وخطيرة، ويفترض بالدولة التي ترسمها ، وأخص بالذكر الدولة الأميركية، أن تعنى بمصير تلك الاستراتيجية في نهاية مطافها، وليس في بداياتها، مكتفية بالاعتماد على آثارها المباشرة المتوقعة، ومهللة لنتائجها الفورية التي سعت من ورائها الى تحقيقها فعلا، لكن دون التعمق في دراسة أبعادها اللاحقة نتيجة ما قد تفرزه التطورات من نتائج وافرازات مفاجئة ولم تكن متوقعة في ذهن راسم تلك الاستراتيجية.

فالاستعجال الأميركي في رسم استراتيجياتها، خصوصا خلال الأربعين عاما الماضية ، وقصر النظر لدى رسمها، مع عدم الشمولية والتأني في تخطيطها قبل الاقدام على خطوات تنفيذها ،غالبا ما أو قعها في مطبات كثيرة، وأدى الى كوارث على الولايات المتحدة، والى أعاصير تسببت بالأذى لشعوب المنطقة التي نفذت تلك الاستراتيجة على أرضها ، فعانى شعبها من آثار تلك الاستراتيجية التي غالبا ما صيغت على عجل ودون دراسة كافية ومتأنية.

ولقد تعرضت في الفصل السابق لأمثلة عن الأذى الذي الحقه الاستعجال الأميركي بشعوب المنطقة التي عانت من التنفيذ القادم بالبريد السريع، بل والى الضرر الذي الحقه بالدولة الأميركية ذاتها.

وكان من أبرز تلك الأمثلة، النتائج التي تحققت في ايران في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات، عندما اعتمد بريجنسكي تنفيذ فلسفته القاضية بتوجيه التغيير اليساري القادم الى ايران، الى تغيير توجهه نحو التيار الاسلامي متمثلا بالخميني، وذلك عبر تشجيع ومد يد العون للامام خميني بغية الاستفادة من عداء الفكر الاسلامي للفكر الشيوعي الموصوف بالالحاد.

وكنت قد تعرضت الى ذلك في الفصل السابق. ولكني أود هنا أن أبرز النتائج التي ترتبت على ذلك، سواء على صعيد الولايات المتحدة، أو على صعيد الشعوب التي تأثرت بتلك التصرفات والخطط المتسرعة, فنتيجة هذا الاستعجال وعدم الدراسة المتريثة المتعمقة، جاءت تلك المعاناة التي واجهها الايرانيون بعد ظهور الخمينية المتشددة بأفكارها، كما عانى الأميركيون أنفسهم من وبالها عندما كشفت الخمينية عن وجه عدائها السافر للأميركيين، فسمتهم بالشيطان الأكبر، بينما صنفت الاتحاد السوفياتي الشيوعي الملحد بالشيطان الأصغر، عندما توقع بريجنسكي أن يكون السوفيات هم الشيطان الأكبر، فتتوجه كل البنادق الايرانية الخمينية نحوهم لا نحو الولايات المتحدة كما حصل على أرض الواقع. واحتاجت الولايات المتحدة بسبب هذا الخطأ الفادح، للانتظار خمسة وثلاثين عاما لتصحيح العلاقة مع ايران، ولو تصحيحا مؤقتا أو مرحليا، بتوقيع اتفاقية الملف النووي الايراني من قبل خمسة زائد واحد الذي كانت الولايات المتحدة من أبرز مفاوضيه وموقعيه.

والخطوة الأخرى التي شرع بها الرئيس كارتر، استنادا لنصائح مستشاره زبيغنيو بريجنسكي الذي اعتمد مبدأه المعادي للفكر اليساري والشيوعي، ثم تابعه في ذلك خليفة كارتر أي الرئيس رونالد ريغان (نائبه جورج بوش الأب).... لمحاربة الغزو السوفياتي لأفغانستان، عبراستخدام مجاهدين اسلاميين قامت الولايات المتحدة بتدريبهم وتسليحهم بأسلحة تم نقلها الى الجبال الأفغانية التي كان المجاهدون ينطلقون منها في مقاومتهم للسوفيات ... على بغال اشتراها بريجنسكي عندئذ من قبرص ومالطا ومناطق أخرى. وكانت النتيجة فيما بعد، كافراز لقضر النظر والتسرع في التخطيط، أن أولئك المجاهدين، قد تحولوا الى العدو اللدود للولايات المتحدة، فشكل بعضهم تنظيم القاعدة الذي فجر فيما بعد سفارتين أمركيتين في أفريقيا، وبرجين في نيويورك، بل وهاجم مبنى البنتاغون بكل ما يأويه من جنرالات وقادة عسكريين. كما أفرزت تلك العملية، ظهور مقاتلي طالبان الذين تحاربهم الولايات المتحدة الآن ، وتقاتل القاعدة معهم، في حرب تقودها في أفغانستان منذ أربعة عشر عاما. واعترفت السيدة هيلاري كلينتون مؤخرا في لقاء مع سي ان ان، بأن الولايات المتحدة هي التي أدت الى تشكيل تنظيمي القاعدة وطالبان، ألد أعداء الولايات المتحدة الآن.

ولكن الخطأ الأميركي الأكبر، لم يتوقف عند قضيتي ايران وأفغانستان. اذ أن الأميركيين قد أقدموا على ارتكاب خطأ ثالث، بدون دراسة كافية لعواقب ما سيقدمون عليه، رغم وجود بناء عسكري كبير سمي بعاصفة الصحراء ضم قوات عسكرية من 29 دولة وقاده الجنرال شوارزكوف،. وقد أقدموا عليه لغاية تنفيذ ما يريدون التوصل اليه، وهو الشرق الآوسط الجدديد. وتمثل ذلك الخطأ الكبير، بالحرب التي نفذها الأميركيون عام 1991 ضد العراق، بغية اسقاط النظام العراقي وتدمير جيشه الذي كان يشكل (مع وجود اتفاقية كامب ديفيد بين مصر واسرائيل) العقبة الكبرى الأولى في طريق تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد. وكانت العقبة الأخرى هي الجيش السوري الذي بات منشغلا آنئذ بجارته لبنان المضطربة في تلك المرحلة.

فمن أجل تنفيذ مخططها ذاك، استدرجت العراق الى الكويت عبر تصريحات خبيثة غامضة لفظتها السفيرة جلاسبي أمام الرئيس صدام حسين، اعتبرت تشجيعا مبطنا له على غزو الكويت. وسوف أتعرض الى ذلك بمزيد من التفصيل في فصل لاحق. وتكشف تصريحات لآخر السفراء الروس في العراق قبل غزوه مجددا عام 2003 ، وهو السفير تيتورنكي، عمليات التآمر الأميركي على العراق قبل عاصفة الصحراء، وبعدها من خلال عمليات التفتيش الدولية في القطر العراقي بحثا عن أسلحة الدمار الشامل. ومن هنا بات من المرجح أن الرئيس العراقي قد تلقى تشجيعا صريحا ومباشرا من قبل الولايات المتحدة لغزو الكويت وضمها الى العراق باعتبارها المحافظة التاسعة عشر. وسوف أناقش، كما ذكرت، نقاط ورسائل التشجيع الأميركي الاستدراجي بتفصيل أوسع في فصل لاحق.

فما يهمنا الآن، أن الولايات المتحدة، سعيا منها للوصول الى الشرق الأوسط الجديد عبر تدمير الجيش العراقي واسقاط نظامه السياسي، قد أقدمت على تلك الحرب ضد العراق في عام 1991، بعد استعدادات عسكرية استغرقت قرابة الستة شهور ابتدأت منذ الثاني من آب 1990 ، أي فور غزو الرئيس الراحل صدام للكويت، واستمرت حتى ليلة السادس عشر من كانون الثاني 1991 ، عندما بدأت الصواريخ والطائرات الأميركية تدك بغداد وقواعد الجيش العراقي فيما بدا أنه سوف يكون، بموجب حسابات المخطط الأميركي العسكري والسياسي، نصرا حاسما وسريعا.

لكن كعادة مخططي الاستراتيجيات الأميركية، فان نقطة هامة قد أهملتها دراساتهم، وهي احتمال التدخل الايراني في تلك الحرب، مما قلب كل الموازين العسكرية والسياسية، وأجبر الأميركيين، عبر صفقة للديبلوماسية السرية بين الرئيسين بوش وصدام رعاها السفير السوفياتي في بغداد آنئذ وهو السفير فيكتور بوسيفايوك، أدت الى اطلاق وعد من الرئيس بوش الأب، بوقف الحرب فورا، واطلاق سراح الأسرى العراقيين وكان عددهم كبيرا، والسماح للعراق بتجديد أسلحته عبر جسر جوي أقيم على عجل بين موسكو وبغداد. والأدهى من ذلك، أن الرئيس بوش قد تعهد للرئيس صدام بعدم التعرض للنظام العراقي مستقبلا وعدم التآمر عليه، مما أدى الى بقاء الرئيس العراقي في السلطة اثنتي عشر عاما أخرى (هي ثلاثة أعوام متبقية لرئاسة بوش الأب، ثمانية سنوات أمضاها كلينتون في الرئاسة، والسنة الأولى لبوش الابن على كرسي الرئاسة)، مما أدى الى توقف التقدم الأميركي خلالها ، في عملية الشرق الأوسط الجديد الذي خاضت الحرب ضد العراق من أجل تحقيقه.

وكان هذا الخطأ الأميركي غير المقصود في الحسابات الاستراتيجية الأميركية، هو ثالث الأخطاء الأميركية العفوية وغير المقصودة (بعد ايران وأفغانستان)، خلال المدة من عام 1978 وحتى عام 2003 . أما ما حدث بعد ذلك من غزو للعراق في ذاك العام، فلم يكن خطأ، بل نتيجة لتخطيط مدروس طويلا، وساعيا لاخراج الشرق الأوسط الجديد الىى الوجود.

فنتيجته وقعت حرب أهلية في العراق، ثم في سوريا وليبيا، ثم في اليمن رغم اختلاف الظروف والأهداف، كما ظهرت الدولة الاسلامية بكل شرورها وما حملته من تناقض مع مبادىء حقوق الانسان والمفاهيم الدولية حول التعامل مع الأسرى، أو مع مبادىء كيفية التعامل مع السكان تحت الاحتلال من عدم جواز اضطهادهم لأسباب دينية، طائفية، أو عرقية، وما أدى اليه سلوكها ذاك، اضافة الى مؤثرات الحروب الأهلية، من هجرة كبرى للسكان في اتجاه أوروبا، وما أفرزته تلك الهجرة من معضلات للدول الأوروبية... وكل ذلك سعيا وراء تفتيت تلك الدول العربية الى دويلات صغيرة تشكل خارطة الشرق الأوسط الجديد.

ولولا البروز السريع والمفاجىء للاتحاد الروسي ذو المصالح الاستراتيجية والاقتصادية في المنطقة، والذي كان لدى شروعهم بالتنفيذ عبر غزو العراق، دولة ضعيفة ومريضة .. لاستطاع الأميركيون تنفيذ مخططهم بنجاح تام. ولكن هذا الظهور المفاجىء للاتحاد الروسي كقوة كبرى تصف نفسها بثاني القطبين الأكبرين، شكل هذه المرة العامل الطارىء الذي يكاد يحول مخططهم المدروس بامعان وتأن هذه المرة، الى مشروع آيل للسقوط ، وربما الفشل. فكما بدأ يطفو الآن على السطح، لم يكن اذن تأنيهم تأنيا كافيا يحسب حسابا لكل وشمولية الاحتمالات التي تعرضت لها في فصل سابق كنهج من الضروري اعتماده، سواء لدى التخطيط الاستراتيجي، أو لدى تحليل تصرف يبدو استراتيجيا.

وملخص تلك التطورات، أنه اذا كان التدخل الايراني المفاجىء وغير المتوقع من الأميركيين .. في العراق خلال عاصفة الصحراء، قد أدى الى فشل المهمة الأميركية في تحقيق الشرق الأوسط الجديد، فان الظهور الروسي بقوة والمفاجىء للتوقعات الأميركية، قد بدأ يفسد أيضا مخططاتها الجديدة (المبتدئة بغزو العراق عام 2003 ) ، والساعية لاعادة تشكيل دول الشرق الأوسط الجديد، بدءا بالدول العربية فيه. وكل ذلك عزز القول بأن المخطط الأميركي، لا يعتمد القدر الكافي الضروري للدراسة المتعمقة قبل الاقدام على خطواته، ولا يعتمد منهج شمولية الاحتمالات لدى رسم خطواته. ففي عام 1991 أهمل احتمال التدخل الايراني. وفي التطورات الأخيرة في العالم العربي، بدءا بغزو العراق، ولاحقا بتطورات الربيع العربي الكارثي، قد أهمل احتمال بروز الدور الروسي كعامل اعاقة وربما تدمير لمخططاته تلك.

ولكن نتيجة للتفاوت في درجات الخطأ الأميركي في رسم استراتيجياتها بين فترة الأعوام 1978 - 2003 ، وفترة حرب عام 2003 وما تلاها حتى الآن من كوارث وأعاصير على المنطقة، فسوف أقسم الفصول القادمة الى قسمين:

القسم الأول يتضمن فصولا حول الأسباب الحقيقية للحرب ضد العراق في عام 1991، والنظريات التي طرحت لتفسير أسبابها، غاضة النظر عن السبب الحقيقي وهو مشروع الأوسط الجديد، وذلك باعتبار أن تلك الحرب، والفشل في تحقيق أهدافها الحقيقية (ليس مجرد طرد العراق من الكويت)، كان نتيجة خطأ غير مقصود في الحسابات الأميركية، وهو التدخل الايراني الذي لم تحسب الولايات المتحدة له حسابا.

والقسم الثاني يتعرض للخطأ الأميركي المقصود، بل والمتعمد في هذه المرة، وتمثل بالشروع بتنفيذ المرحلة الثانية الاستدراكية للمخطط الأميركي، والتي تمثلت بغزو العراق عام 2003 كخطوة أخرى نحو تشكيل الشرق الأوسط الجديد، دون أن ياخذ بالحسبان ظهور الدور الروسي الساعي لافساد مخططه. وعذره في عدم شمولية دراسته للدور الروسي، كونه قد اعتمد على كون الدولة الروسية في تلك المرحلة، دولة ضعيفة تعاني مشاكل اقتصادية وأمنية تمثلت بانتشار تنظيمات المافيا، اضافة الى مديونية كبرى، فلم يحسب له آنئذ حسابا في التقييم الأميركي. ذلك أن تطور الاتحاد الروسي من دولة ضعيفة مهترئة تعاني من مشاكل عدة، الى دولة قوية تناطح وتتحدى، قد جاء في وقت لاحق، خلافا لدور ايران التي كانت قوية ومتحدية لدى تنفيذ مخطط عاصفة الصحراء ضد العراق. مع ذلك لم تاخذ الدولة الأميركية بالحسبان لدى تخطيطها للحرب،احتمال تدخل ايران القوية، أو الدور الذي يمكن أن تلعبه في تلك الحرب.

وكان ذلك خطأ فادحا منها، وقد كلفها الكثير، حيث أن التغلب على التدخل الايراني الذي وصل حرسه الثوري الى مشارف بغداد، وبات يقترب من احتلالها... وبالتالي، (مع انشغال القوات العراقية في مقاتلة الأميركيين وحلفائهم) من السيطرة على مقادير العراق وتغيير نظامه الى نظام خميني ، وهو ما لم يرغب به الرئيس بوش الأب، مما اضطره لعقد صفقة الدبلوماسية السرية مع الرئيس صدام و للتخلي عن مشروع الشرق الأوسط الجديد، نتيجة اضطراره، بموجب تلك الصفقة، للتعهد بعدم السعي مستقبلا لاسقاط النظام العراقي أو التآمر على رئيسه. وهذا ساعد الرئيس صدام على البقاء في السلطة اثنتي عشرعاما أخرى، اضطرت أميركا خلالها الى تجميد ذلك المشروع الشرق أوسطي، الى أن يقضي الله أو المستقبل، بغير ذلك .

والواقع أن الولايات المتحدة عندما أقدمت على غزو العراق عام 2003 معتمدة على ضعف الاتحاد الروسي الذي لم يكن بوسعه آنئذ الاعتراض جديا على ذاك التدخل، قد ارتكبت خطأ آخر غير مقصود، ولكنه خطأ فادح حقق نتائج غير متوقعة للاتحاد الروسي.

فغزو العراق - الدولة النفطية، قد أدى الى ارتفاع كبير وربما غير متوقع بحجمه ومداه في سعر برميل النفط الذي بلغ الضعف آنئذ، مما انعكس ايجابا على الاتحاد الروسي - الدولة النفطية، الذي تدفقت عليه فجأة أموال لم يكن يتوقع تدفقها، ولم يكن قد أفرد لها حسابا في ميزانيته. فسدد مديونيته، وعالج ايجابيا مشاكله الاقتصادية، بل واستطاع عندئذ تعزيز قواته الأمنية بحيث لجمت، بل واحتوت جموح تأثير عصابات المافيا عليه، والى التخلص تدريجيا من كثير منها. وهذا أدى الى اعادة بناء قوته العسكرية، وبداية التوجه، نتيجة الشعور بالقوة الجديدة، نحو طرح نفسه كقوة كبرى منافسة للقطب الأميركي، ومستعيدة لموقع الاتحاد السوفياتي في الجدلية وموازين القوى الدولية. فذاك خطأ أميركي آخر غير مقصود، انعكس ايجابيا على الدولة التي استفادت منه، خلافا للأخطاء الأخرى السابقة، التي انعكست سلبا ودمارا على الدول التي تأثرت بها، كالشعب الايراني والشعب العربي في كل من العراق وسوريا وليبيا واليمن، بل وربما مصر أيضا ولو الى حد ما.

ومن أجل الحقيقة والدقة، سوف يشتمل هذا القسم، أي القسم الثاني، على تحليل لأسباب الغزو، وما ترتب عليه من حل الجيش العراقي، وظهور الدولة الاسلامية بتشجيع من أميركا، أو بغض النظر عن ظهورها لأسباب تخدم الاستراتيجية الأميركية الساعية الى اشعال حرب أهلية في العراق، واذكاء حرب أخرى لاحقا في سوريا. وكل ذلك سعيا وراء تنفيذ حلم الاستراتيجية الأميركية بشرق أوسط جديد.

ميشيل حنا الحاج
عضو في جمعية الدراسات الاستراتيجية الفلسطينية THINK TANK
عضو مستشار في المركز الأوروبي العربي لمكافحة الارهاب - برلين
عضو في مركز الحوار العربي الأميركي - واشنطن
كاتب في صفحات الحوار المتمدن - ص. مواضيع وأبحاث سياسية
عضو في رابطة الصداقة والأخوة اللبنانية المغربية
عضو في رابطة الكتاب الأردنيين - الصفحة الرسمية
عضو في مجموعة شام بوك
عضو في مجموعة مشاهير مصر
عضو في مجموعات أخرى عديدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستراتيجيا
فؤاد النمري ( 2015 / 11 / 6 - 04:41 )
يبدو أن الكاتب لا يعرف معنى الاسترانيجيا على أنها الهدف الأخير لبرنامج سياسي طويل الأمد
كما تنقصه القراءة الماركسية للتاريخ

ما أؤكده في هذا السياق أمران ..
أولاً وهو أن النظام الرأسمالي الذي يقوم على المبادرة الحرة وفوضى الانتاج لا يمكن دولته من تبني برنامج ثابت محدد الاستراتيجيا
ثانياً أن الدول الرأسمالية فقدت روح المبادوة منذ العام 1921 وتحددت سياساتها في الدفاع عن الذات ضد الثورة الشيوعية العالمية
الدفاع عن الذات لا يكتنف التخطيط

لمعلوات الكاتب فقد تعاون الخميني مع الشيوعيين بصورة واسعة حتى كاتت معركة الفاو1986 حيث انهزم الايرانيون بفعل مئات الدبابات الحديثة التي تبرع الاتحاد السوفياتي بها لصديقه صدام فبعد الهزيمة المرة قبض على المئات من قادة الشيوعيين وأعدموا بجرم الخيانة

فشل الثورة في إيران جاء موازياً لفشل الثورة في موسكو

اخر الافلام

.. 5.4 مليار دولار تكلفة السيطرة العسكرية الإسرائيلية على غزة


.. تصاعد الانقسامات السياسية.. حرب غزة لم تنجح في توحيد الصف ال




.. طفلان يختبئان داخل تنورة والدتهما من البرد في غزة


.. كتائب القسام تعلن أن مقاتليها قطعوا إمداد قوات الاحتلال شرق




.. الترجي التونسي يستضيف الأهلي المصري في ذهاب الدور النهائي|#ه