الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا وهي...القلم والكلمة!!!

ساكري البشير

2015 / 11 / 6
الادب والفن


هدأ دبيب الأرجل وسكنت الأرواح ليبقى القلم أنيسي...
والكلمة سلطان مملكتي...
أحاول نقشها على جدران الورق...
لعلي أجد سوق الكلام أبيعها فيه...
لم يكن ليخطر ببالي كل هذا...
لولا ذلك الحوار الصغير بيني وبينها...
في ساعة متأخرة من الليل...
لتخبرني بدقة التعابير،وأعقد المعاني قائلة لي:
عند التحديق في عينك هناك جرف من الأفكار ينهمر كطفل يتيم أضاع أمه...
بعد ما أخبرتني بثقتها فيَّ، قالت:سأرمي كل شباكي لك ليخط قلمك بدمائي سمفونية القلم والكلمة...
فقلت: سأكون عرض البحر لتغوص تعابير كلامك في أعماقي...
قالت: فالترسي كل سفنك لأجلي فهناك منارة إنتحرت فيها كل أشواقي...
قلت: لتبقى إذن آمالي تداعب أحلامي عسى أن تلقى يوما شهادة بين أحضانك...
قالت: يكفيك قاتلي فرمشك بين السطور إدمان ...فالقلم أقام مأدبة للورقة وانا أعلنت شهادة لسيف أجفانك...
قلت: أيُّ شهيد أنا والسيف يقتل مرة، والكلمة قتلتني ألف مرة...أيُّ شهيد أنا؟
قالت: شهيد أنت بين السطور أقاموا لك مراسيم دفنك...وأبكاني أن السيف قاتلك والكلمات كفنك...
قلت: يكفيني شرف الشهادة...فحتى الطير له جناحان ولكنه مكبل بأغلال الجاذبية...كذلك أنا!
قالت: إشهد سيدي أنت معتقلي فك أغلالي فأنا أوقف الحرب وأعلن ليس إستسلامي وإنما هدنة لتسعد أجفاني بليلة غاب فيها ضوء القمر هكذا أنا!
قلت: ليت مطالبك سيدتي كانت أكثر من هذا فلكي أحلامي عسى أن تلقي فيها كل آمالي...
قالت: حساسة أنا لأبعد الدرجات... تضحك لأتفه الأسباب... لا لوم لها لأنّ الربيع أمها وفي عشرين من أفريل كان يومها...
قلت: فليكن شهر عيد العلم إكراما لها... ولتبتعد كل حماقات الناس عنها... ولينفض سيدها غبار أحزانها... ولتبكي ليس حزنا بل فرحا بفارس أحلامها... وليمت كل من يتمنى آلامها... لترفع راية آمالها... معلنة تحقيق أحلامها...
قالت: أسألك! ما التواضع يا سيدي؟
قلت: التواضع هو الروح التي سكنت كبريائي فألقت عليه أغلالا...ليبقى الكِبَرُ مسجونٌ داخل ذاتي..
قالت: مللت يا سيدي الفقر...وقسوة الزمان... وغدر الأنام...فأغربة الدهر يكفيني لا أريد أن يشهد الأحباء رحيلي...
ثم سكن الصمت روحها لتعيد التكلم وتقول:
فيك أنثر يا ألمي جراحاتي وأداويها نفس الذي يجرحكي يشفيكي ثم يدميها...
ألف حبيبي كل ليلة أن أضعه في عيني فيبكيها... يعجبه نغم شهقاتي... ودموعي لم تنقطع مجاريها...
قلت: فإن كانت أيامك يا سيدتي تحمل مرارة الجراح فأتركي الله يداويها...
إستغفريه وأشكريه فقد عاشت عيشوش بأمل ينسيها... فالتبسم دليلها والدين حاميها...
قالت: ابتسامتي إستوطنوها...وقوتي حطموا عزائمها...لم يبقى لي نفس...
قلت: أما أنتي يا سيدتي لكي جيش يحرسك ويسمى الأمل...ولكي إبتسامة مشرقة كشمس الربيع...ولكِ حلم وورق وقلم...
تحكمي في شراع السفينة فقط... فإن كانت الأعاصير تغرقها...فنفس الذي يغرقها ينجيها...
قالت: أكتب بيدين مرتجفتين خائفة من غدر الزمن... وعينين دامعتين محتارة في غربة المنفى...
قلت: لا تحتاري سيدتي...ليس المنفى بغادر ولا البكاء سيصنع أنهار...الزمن وحده يكفيكي لترثي كل غدار...
ذهبت بشهقات الألم...وجراح لم تندمل بطول الزمن...ولكن إن قرأت رسالتي ستفهم أن الذي بث فيها الجراح...سيكون هو الطبيب والجراح...فإن كان البلاء من الله...فلا يكون الدواء إلا من الله...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟