الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعض ما يجري في أقليم كردستان

امين يونس

2015 / 11 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


من مُتابعتي عن كثب ، للأوضاع في أقليم كردستان العراق ، توصلتُ إلى الإستنتاجات التالية :
* الحزب الديمقراطي الكردستاني ، ليسَ عندهُ إستعداد أو نِيّة ، للتنازُل عن أي جُزءٍ من مفاصِل ( السُلطة الحقيقية ) التي يُسيطِر عليها عملياً منذ سنواتٍ طويلة .
* الإتحاد الوطني الكردستاني ، يُحاوِل إمساك العصى من الوَسَط ، لكنهُ في موقفٍ لا يُحسَدُ عليهِ ، فلا هو يستطيع المُجازَفة بالتقاطُعِ مع حركة التغيير ، ولا بالوقوفِ صراحةً بوجه الحزب الديمقراطي الكردستاني .
* الإتحاد الإسلامي الكردستاني ، يُصّرِح بعض قيادييهِ في السليمانية ، تصريحاتٍ تنتقدُ بِقوةٍ ووضوح ، سياسات ومواقف الحزب الديمقراطي خلال الأشهُر الأخيرة ، في حين ان بعض قيادييهِ في دهوك ، ماضونَ في التنسيق مع الحزب الديمقراطي ، وإستلام بعض المناصب الثانوية في المحافظة .. بينما قيادة الإتحاد الإسلامي في أربيل تُحاوِل التوفيق بين الإتجاهَين .
* الجماعة الإسلامية ، عموماً ، موقفها أكثر صلابةً وثباتاً من الإتحاد الإسلامي .. ولا زالتْ قريبةً من موقف حركة التغيير .
* حركة التغيير ، كوران ، لم تكُن تتوقع " كما يبدو " ، أن تتطور الأحداث بالشكل الذي حصل .. ولم تكُن جاهزة للتعامُل مع المُستجدات المُتسارِعة ، بعد منع رئيس البرلمان من دخول اربيل ، وإستبعاد وزراءهم الأربعة . تفاجأتْ حركة التغيير ، من جانبَين : أولاً : جُرأة الحزب الديمقراطي ، في إتخاذ هذه القرارات الخطيرة ، مُنفِرداً . ثانياً : ردود الفعل " الضعيفة " مِنْ قِبَل الإتحاد الوطني والإتحاد الإسلامي وحتى الجماعة الإسلامية .
..................................
- الحزب الديمقراطي الكردستاني ، بعد نجاح حركة التغيير ، في عقد جلسة البرلمان في 23/6/2015 والتي قاطعها الحزب الديمقراطي ، وأجمعتْ فيها الأحزاب الأربعة ، على ان ولاية مسعود البارزاني كرئيسٍ للأقليم تنتهي في 19/8/2015 ولا يجوز تمديدها حسب القانون وليس له الحق في ترشيح نفسه لولايةٍ ثالثة ... إلى قناعةٍ ، بأن البِساط سوف يُسحَب من تحت قدمَيهِ ، وأن هنالك خطورة حقيقية ، تتهّدد سُلطة الحزب الديمقراطي عموماً ، ونفوذ البارزاني خصوصاً . إبتداءاً من هذه النُقطة ، قّرَرَ الحزب الديمقراطي " كما أعتقد " وضع خطط فورية ، لتفتيت تحالُف الأحزاب الأربعة ، وبدء ذلك في تكريس الإنقسام في صفوف الإتحاد الإسلامي / وتثبيت ممثلي التركمان والمسيحيين ، في مواقفهم المؤيدة للديمقراطي / وإستمالة أحزاب المقعد الواحد أو على الأقل تحييدهم / والأهم من ذلك ، الضغط المُتواصِل ، على بعض قياديي الإتحاد الوطني وتذكيرهم بالمصالح المالية والتجارية والنفطية المُشتركة والمُتشابكة بين الطرفَين ، وإمكانية فُقدانهم لهذه المصالح ، في حالة إصطفافهم مع حركة التغيير بالضد من الحزب الديمقراطي .. إضافةً إلى إحتمال إندلاع قتالٍ داخلي بين الجانبَين ، إذ هُم الوحيدان ، أي الديمقراطي والإتحاد ، اللذان يمتلكان قوات مُسلحة وأسايش وإستخبارات ، وخطورة ذلك على الوضع الأمني عموماً .
والحقُ يُقال ، فأن جهود الحزب الديمقراطي ، أثمرَتْ ونجحتْ في إضعاف الجبهة المُقابِلة بشكلٍ واضح . عندما أيقنَ الحزب الديمقراطي ، بأنَه ضَمنَ عدم قيام الأحزاب الثلاثة : الإتحاد الوطني والإتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية [ ولا سيما الإتحاد الوطني الكردستاني ] ، بردود أفعال قوية ومُهمة ... فأنهُ أي الحزب الديمقراطي ، مُستغلاً أحداث قلعة دزة وكرميان والسليمانية ، قامَ بخطوتهِ الكبيرة والخطيرة في 12/10/2015 ، بمنع دخول رئيس البرلمان الى أربيل وإقالة وزراء حركة التغيير .
- حركة التغيير ، كوران ، عانتْ من بعض الإرتباك بعد ظهيرة 12/10 والأيام التي بعدها ، وكأنما اُصيبتْ بِصدمة . وذلك دليلٌ " كما أرى " ، على أنها لم تُخّطِط لأحداث ومظاهرات السليمانية وقلعة دزة ولم تتوقع بالتالي ، هذا الفعل من الحزب الديمقراطي ، بقطع الطريق على رئيس البرلمان وإستبعاد وزراء الحركة .
أعتقد ، بأن حركة التغيير ، بعد رؤيتها للمواقف الضعيفة من الإتحاد الوطني الكردستاني ، فكانَ ينبغي عليها ، أي على حركة التغيير ، ان تُعلن عن إنسحابها من الحكومةِ رسمياً ، وكذلك تخليها عن موقع رئاسة البرلمان ، وتشكيل كُتلة مُعارضة في البرلمان ، سواء لوحدها او مع أي طرفٍ آخر مًستعد لممارسة مُعارَضة فّعالة .
ليسَ عيباً ، أن يُعلن حزبٌ سياسي ، فشلهُ في تحقيق وعوده الإنتخابية ، عندما إشتركَ في حكومة القاعدة الواسعة ، خلال الفترة الماضية .. وعودته بعد ذلك الى المعارضة للتعبير عن مطالب الجماهير .
العيب هو ، الإستمرار في التشبُث بأهداب " سُلطةٍ " ، تدرك حركة التغيير ، بأنها غير قادرة على إجراء إصلاحات جذرية حقيقية .
........................
أعتقدُ .. انهُ رغم " الإنتصار الشكلي " الحالي ، للحزب الديمقراطي الكردستاني ، في معركة السُلطة .. وإستمرار توافُد الشخصيات الأجنبية والوزراء الاوربيين على الأقليم وإجتماعهم مع ، مع السيد مسعود البارزاني ورئيس الحكومة .. وإنعقاد الندوات والقيام بزيارات الى الخارج ... فان كُل ذلك لاينفي إطلاقاً .. بأن الموقف [ القانوني والدستوري ] للخطوات التي قامَ بها الحزب الديمقراطي ، مُؤخراً .. ضعيف ، وعليهِ مُؤاخذات كثيرة محلية ودولية .
كما ان الأزمات المالية والخدمية والبطالة والهجرة والعلاقة مع بغداد وملف النفط والفساد والرواتب ... الخ ، كُلها مازالتْ قائمة ، بل تفاقمتْ أكثر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نخالف الواقع
آكو كركوكي ( 2015 / 11 / 6 - 10:49 )

أن تكون في المعارضة أو تدخل الحكومة هذه أدوار واردة في العملية السياسية وضمن قواعد اللعبة الديمقراطية . الذي فعله حزب البرزاني - ومن الخطأ تسميتهُ بالديمقراطي ولا بالكوردستاني - أنه قلب الطاولة وحل العملية السياسية واللعبة الديمقراطية وأعلن عن قسمة الأقليم . البرزاني بنى دولته في مناطق نفوذ عشيرته ودراويش عشيرته ، وأنتهى الأمر ، لم يعد هناك شئ أسمه حكومة وبرلمان وأقليم لكوردستان . ألا لو كنا نريد أن نخالف الواقع . التجربة في جنوب كوردستان عادت الى النقطة التي وصلت أليها في القرن التاسع عشر أي أمارة لهذه القبيلة هناك وأمارة لتلك . حتى على الصعيد الأجتماعي فهناك هذه القسمة فما معنى أن يكون لطبقة الموظفين مثلاً في السليمانية ودهوك نفس الهموم ونفس المشاكل ونفس الحكومة وألخ من المشتركات ، لكن أحدهم يعترض والآخر يتفرج ؟

اخر الافلام

.. عاملات منزليات مهجورات في شوارع بيروت | الأخبار


.. استمرار القتال والقصف بين حزب الله وإسرائيل • فرانس 24




.. -وُلدت خلال الحرب وقُتلت بعد أشهر-.. جدة تنعى حفيدتها بعد غا


.. ضربة قاصمة لحزب الله.. هل تعيد تشكيل مستقبل لبنان؟




.. عادل شديد: استمرار المواجهة سينعكس سلبا على المجتمع الإسرائي