الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى فينوس فائق .. مرحى.. ولكن لا تتعجلي

كامل السعدون

2005 / 10 / 29
الادب والفن


البارزاني الجميل في واشنطن ، والسيد موسى في كردستان .. !
حدثان كبيران ثقيلان في الميزان ، يؤشران لتحولات خطيرة تجري في المنطقة .. !
خارطة دولة محمد التاريخية الجبارة تتفتت أو توشك على التفتت ... تتفتت من الداخل لأن منظومات القيم تتغير بفعل الإرادة الذاتية للمناضلين وبفعل العوامل الموضوعية الجبارة التي تسارع تغيرها بشكل دراماتيكي بعد سبتمبر الدامي .
يا سيدة فينوس العزيزة ... هذه اللغة الجميلة التي تتحدثين بها عن كردستان ...
هذا الهوى الجميل العذب النقي الصافي ...
هذه الحرارة اللطيفة التي تنثال كما الدمع الدافيء من مآقيك ، تنثال حروفا جميلة صارخة هاتفة ... أذكروا كردستان بخير ..أؤمنوا بها ... !
هذا الذي تقوليه ما كان لجدة جدتك أن تعرف أبجديته ... لأن البديل كان منظومة قيمية أخرى ترى في الإسلام الهوية الوحيدة الجميلة المقبولة المعقولة ... !
أشكري يا سيدتي هؤلاء العظام الذين قلبوا المعادلة ودفنوا المنظومة القيمية السابقة القميئة ... فولدتي وأنتي تعرفين كردستان وترينها وتلمسينها وتتعطرين بزنابق أرضها .
نحن العرب يا سيدة .. وحق كردستانك الجميلة .. نحن مثلك ضحايا وإن بدونا طغاة .. !
نحن مثلك ضحايا لأقدارنا التاريخية ... !
نحن وإياك نسينا عروبتنا لقرابة الثماني مائة عام ، إذ حكمنا الفرس والترك والألبان وال... وال.. ونحن في أقبيتنا نسبح لله على نعمة الإسلام ...!
أو تظنين أجدادنا كانوا سعداء في ظل دول الإسلام الأجنبية ؟
لا والله ... ولكنها أقدار الشعوب وحركة التاريخ ولعناته ... !
ونحن كأجدادك وُعدنا يوما بوحدة عربية ، ولكننا وجدنا أن الشقة بيننا قد غدت كبيرة رهيبة ... !
لم نعد نملك ذاك العشق لبعضنا ... لم نعد نفهم ما يقوله الشقيق المغربي أو الجزائري أو حتى العربي الأحوازي ...
لم تعد عروض الخليل وحروف مضر وغسان وعدنان ذات الحروف ..
ما ظل فينا من دم إسماعيل الذبيح قطرة ..
وما عاد فينا في شعر عنترة هوى ..
وفقه أبا حنيفة ما عاد ذات الفقه وبلاغة أبا تراب ما عدنا نفك طلاسمها ...!
لقد تغربنا عن بعضنا وعن أنفسنا وعن تراب الجزيرة الذي حمله أجدادنا في أذيال عباءاتهم ...!
لم تعد بيننا مشتركات .. لا .. لا شيء على الإطلاق .
وتحت بيرق العروبة الحديثة المشوهة الكسيحة ذُبح منَا الملايين من العرب .. في الجنوب العراقي .. في فلسطين .. في مصر .. و..و.. الخ .
وتحت بيرق العروبة الزائف الهجين فقدنا هويتنا الذاتية .. حرياتنا الشخصية .. كرامتنا .. ثروتنا .. فرديتنا الجميلة ... !
يا سيدتي .. لا تتوهمي أن العرب سعداء في بيوتهم وأوطانهم ومجتمعاتهم ... نحن مثقلين بالبؤس .. ضائعون فاقدون للهوية ...حائرون بين العروبة والإسلام والطغيان والحياة العصرية .. لا ندري إلى أين وأي القيم نتبنى .. وأيها الأصلح والأصدق والأجمل ... !
يا سيدة ..
زيارة موسى .. زيارة البارزاني وإستقباله من قبل الرائع بوش محرر العراق .. الزيارتان تؤشران إلى متغيرات دراماتيكية هائلة كبيرة .. !
لا تظلمي عمرو موسى وتطلبي منه أن يزور مقابر حلبجة ، فهذا لا زال باكرا يا عزيزتي ... لا زال باكرا .. !
لا تنتظري منه فالرجل عجوز عمره ينوف عن الألف عام وبالكاد يحمله عكازه لرواق البرلمان الكردستاني .
لا تبكري القطاف قبل أن تنضج الثمرة .
نحن كما انتِ يا سيدة منتظرون لثورة ثقافية كبرى تطيح بكامل ميراث محمد وتعيد تحريرنا من جديد ، لنعود إلى طبيعتنا الأصيلة كبشر نحب بعضنا ونفهم بعضنا ونحترم آلام وأحزان فينوسات كردستان كلها .

-2-

مرحىْ ..
مرحى فينوسةََ كُردستانَ ..
وطوبى..
للكُلمِ المنثورِ كما الدُرِ المضمومِ بأصدافْ ..
مرحى لدموعكِ ساخنةٍ
للحرف وقد زين إيلافْ
مرحى .. فلحرفكِ إيقاعٌ.. شفافْ
ودموعُ مأقيكِ الكُرديةَ حارقةٌٌ ..
أشعُرها ...
تنبعُ من قلبكِ لا عينيكِ
ويؤلمُني ..
أن ينكُرَ مرآها الأجلافْ ...
ونشيدُك يُشجينيَ يا ست ..
يُمزقُني ..
إذ ألمح عبر حروفه أشلاءَالآلاف
لرجال ... نساء وأطفال ..
أطيافٌ ... أطيافٌ... أطيافْ
أرواحٌ تهرعُ نحو الله على عجلٍ ...
خائفةٍ..
والروح كما الأجساد تخافْ..
تلُقي في حُجر الرحمن بقايا المؤودين
شفاه .. أجفان ..أطراف ...
وسؤال مات على الشفة ..
لم يا رب ..
لِمَ يا رحمن وما كانت ..
ظالمة يوما حلبجتنا ..؟

*****
مهلا يا ست فأيامٌ ...
هي بين الناس يداولها ...
رب الأرباب ...
مهلا فغدا يأتيك جواب ...
سيحج لأرضك أعراب وأعراب ...
وستأتي الأفواج بجملتها ...
لتصلي عند المحراب ...
وبحرف كردي ستقرأ...
آي الفاتحة على الشهداء..
صبرا .. صبرا ... يا أبنة كردستان ...
فبعد العسر يحل اليسر ..
وعاقبة الصبر المقرون بجهد
ستكون وربكِ خير ثواب
أفلست ترين حجيجهم لبنو إسرائيل ..
أحفاد يهود الخيبر ممن ..
طردوا من مكة ظلما ...
من غير سؤال ولا أستجواب ...؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة المنتج والمخرج العالمي روجر كورمان عن عمر 98 عاما


.. صوته قلب السوشيال ميديا .. عنده 20 حنجرة لفنانين الزمن الجم




.. كواليس العمل مع -يحيى الفخراني- لأول مرة.. الفنانة جمانة مرا


.. -لقطة من فيلمه-.. مهرجان كان السينمائي يكرم المخرج أكيرا كور




.. كواليس عملها مع يحيى الفخراني.. -صباح العربية- يلتقي بالفنان