الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرافة الجلبي وامريكا

طاهر مسلم البكاء

2015 / 11 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


بموت السياسي العراقي أحمد عبد الهادي الجلبي السياسي العراقي بدأت تظهر على الساحة العراقية العديد من الأصوات القائلة ان الجلبي مهندس وعراب الحرب الأمريكية عام 2003 على العراق، وانه من أقنع الأمريكان بتحشيد الجيوش والهجوم على العراق ،ذلك الهجوم الذي ادى بالنهاية الى اسقاط النظام الصدامي ،وهي من باب المديح الذي لايظهر الى بعد ان يموت الأنسان .
يدرك العراقييون الذي عاشوا ملاصقين لتراب الوطن ولم يغادروا ارض العراق رغم مختلف ظروف القهر والجوع والتخويف ان العراق أصبح ضمن الأستراتيجية والحلم الأمريكي وبصورة واضحة لاخفاء فيها منذ ان تربعت الأمبراطورية الأمريكية على عرش العالم بأنهيار الأتحاد السوفيتي والذي سبق اعلان تفككهه نهائيا ً عام 1991،وهم يعيدون حكاية الفخ الذي أعد بحنكة من الأمريكان لصدام ،وهو فخ الكويت ،حيث تمكنوا من تأليب العالم على جيش العراق المليوني، الذي كان وجوده يثير الرعب في المنطقة وخاصة لحلفاء أمريكا ،وهكذا أوجدت امريكا موضع قدم لها في العراق ، ولكونها وقتها لم تفضل الدخول واسقاط النظام بسبب توقعها لخسائر باهضة ،فقد فرضت حصارا جائر على العراق استمر حتى اعلانها الحرب الثانية على العراق عام 2003 مستغلة سيطرتها على الأمم المتحدة والعالم ،وبقيت قواتها في العراق حتى العام 2011 حيث تعرض البلد الى تدمير كامل وانهيار البنى التحتية ،كما ان الأحتلال ساعد على بناء اعشاش الأرهاب والفساد المالي والأداري في البلاد ،ولم يخرج قواته من العراق الا ّ بعد ان تكبد خسائر فادحة في الأرواح والمعدات وبدى ان اقتصاده يتعرض الى هزات قوية احسها المواطن الأمريكي ،لدرجة ان شعارات الحملة الأنتخابية للرئاسة الأمريكية كانت تتضمن تنظيرات عن سحب القوات الأمريكية من العراق والعمل على اعادة القوة للأقتصاد الأمريكي .
ورغم كل ذلك ورغم استمرار وجود سفارة ضخمة لأمريكا في العراق ،فأنها عادت ثانية عازفة على انغام داعش ومحاربة الأرهاب دون ان تبدي دورا ً مؤثرا ً في ذلك، وهي الأن موجودة في العراق ،والمعلن من وجودها هو اشتراك طائراتها في الطلعات الجوية في الأجواء العراقية ،واشتراكها في ارسال خبراء ومستشارين عسكريين ،غير ان وجودها وخاصة في كردستان العراق اكبر من ذلك بكثير .
امريكا والمعارضة العراقية :
تشير الوقائع على الساحة العربية خاصة والشرق الأوسط عامة الى ان لأمريكا سياستها الخاصة في المنطقة والمبنية على اساس دراسات استراتيجية بعيدة المدى وعلى معلومات استخبارية تكاد تكون دقيقة ولايمكن لشخص او مجموعة من المعارضة لأي دولة ان تؤثر بقرارات امريكا وتوجهها ،فيما لو لم تكن لها مصالحها فيها ،وعندما ارادت امريكا ان يكون العراق امريكيا ً وبدون صدام حسين ،فقد وجهت كل ماتستطيع وما تملك من جهد وامكانيات في هذا الأتجاه ،وكان جزء من الحراك المؤثر الذي على امريكا ان تستغله ،كعادتها ، هو المعارضة العراقية وبضمنها الجلبي ،وهذا ما ادخل الجلبي وغير الجلبي في التفكير والفعل الأمريكي ابان الحرب الأمريكية الثانية على العراق عام 2003 بقيادة بوش الأبن ،ولايعلم على وجه الدقة من كان يشيع الفكرة المعاكسة والتي تتداول في الأعلام الى اليوم، والقائلة ان الجلبي هو من اقنع امريكا بشن الحرب على العراق عام 2003 ،غير انها بعيدة عن الواقع كلية ولايقبلها المنطق ولاتتطابق مع تسلسل الأحداث ،حيث ان أمريكا لم تفلت العراق منذ 1991 وحتى الوقت الحالي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية